أخيرا تدخل النائب العام وقرر إعادة فتح مستشفي المطرية التعليمي لتقديم خدماته للمرضي من بسطاءالناس بعد المهزلة التي شهدها المستشفي والتي كشفت سقوط ورقة التوت عن عورة المجتمع بل أعادت إلي الاذهان العبارة الشهيرة انتبه السيارة ترجع للخلف فما حدث يؤكد ليس غياب القانون فقط بل غياب الحكومة بكاملها من المشهد العام، وترك الأمور للتفاعل الذاتي بين الأفراد والأجهزة والمؤسسات، فبطء التحرك المعتاد من الجهات المعنية يؤكد رخاوة الدولة في أحتواء الازمات، أحداث المهزلة تؤكد أستقواء كل طرف بصلاحياته الوظيفية، والضحية هو المواطن المريض، فمن حق أمين الشرطة كعامة الناس التردد علي المستشفي الحكومي لطلب العلاج ومن حقه أيضا أن يجد بالاستقبال طبيبا للطواريء في أنتظار طالبي الإسعاف، وليس طبيبا نائما وكأن المستشفي تحول إلي لوكاندة، وهذا يعد إهمالا وتراخيا من الطبيب يجب مساءلته عليه، ومن حق الأمين أن يعبر عن غضبه من تأخر تقديم الرعاية اللازمة لحالته، ولكن ليس من حقه أن يوجه الطبيب لما يجب عمله، أو يطلب منه تقريرا مزورا كما أعلنت نقابة الأطباء، وإذا أمتنع الطبيب عن ذلك يتم أشهار المسدس الميري في وجهه ثم الاستعانة بزملائه أمناء الشرطة الذين حضروا علي عجل داخل سيارة ميكروباص لسحل الاطباء داخل المستشفي، كما وصف ذلك نائب المطرية بمجلس النواب عاطف مخاليف والذي كان شاهد عيان علي تفاصيل المهزلة ، حيث تحول المستشفي لساحة معارك واصابات بدلا من دارللشفاء من الإصابات الواردة اليها ، ليتم أقتياد الطبيبين كمتهمين مقبوضا عليهما ووضع الكلابشات في يد أحدهما إلي قسم المطرية وهذا يعد نوعا من البلطجة الامنية لتتصاعد المهزلة ويتم تحرير محاضرتحوي اتهامات متبادلة بين الطرفين، ولكن النائب مخاليف وصف محاضر أمناء الشرطة بأنها ليس لها محل من الاعراب، والمعني واضح أي أنها أقرب إلي الكيدية « فالمسألة في بيتها»، وما زاد الطينة بلة تورط طبيب في مستشفي هليوبوليس بتحرير تقارير طبية مزورة باصابات أمناء الشرطة علي غير الحقيقة، وهوما يؤكد أعتياد حدوث ذلك في مستشفيات الحكومة، وزيادة قضايا الكيدية أمام المحاكم، مما يستدعي محاسبة هذا الطبيب غير الأمين علي قسم أحترام المهنة، والفاتورة إغلاق المستشفي في وجه المرضي الغلابة ويفشل مجلس النواب في احتواء الأزمة في ظل تعنت كل طرف ومحاولته الانتصار لرجاله، ليس بالقانون ولكن بسياسة لي الذراع ، وسوف تتكرر المهزلة في ظل غياب الدولة والقانون.. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى