قمت فى مقال سابق بعرض تقسيم المشهد المسرحى بنيويورك إلي: مسرح «برودواي» Broadway، وخارج برودواي Off Broadway، وسخارج خارج برودوايسOff Off Broadway. أفرد هذا المقال لأول تلك الأنواع؛ مسرح برودواي. يوجد حاليا أربعون مسرحا تندرح تحت قائمة مسارح زبرودوايس حيث تحتوى على عدد مقاعد تزيد على خمسمائة، ويقدمون عروضا موسيقية ذات ميزانية ضخمة تعتمد على الإبهار فى عناصر العرض المسرحى (إضاءة، ملابس، موسيقي، استعراضات) ويختارون موضوعات مسلية وحبكة بسيطة تجذب المتفرج العادي. لا يقتصر الإبهار على العرض فقط بل ينسحب غالبا إلى المبنى المسرحى الذى لا يقل إبهارا، والحالة التى تصاحب فكرة مشاهدة إحدى عروض «برودواي» وقد عشتها شخصيا، فالحصول على تذكرة فى أحد مسارح «برودواي» يعد معجزة نظرا للإقبال الشديد خاصة من قبل السائحين على مشاهدة العروض وأخذ صور تذكارية داخل المبانى الفخيمة، مما يمهد المتفرج نفسيا لتجربة ممتعة تستحق عناء الحجز المبكر. وكذلك متجر الهدايا الذى يضم منتجات تذكارية متنوعة من ملابس مطبوع عليها اسم أو صورة للمسرحية أو سى دى يحوى أغانى العرض أو بوستر أو ميدالية أو حتى دبوس صغير، ويعرضها بصورة مبهرة تجعل المتفرج يشعر وكأنه فى حضرة مشهد تاريخى يجب عليه أن يكون جزءا منه. من أشهر وأقدم مسارح «برودواي» هو مسرح «بيلاسكو» Belasco والذى تم افتتاحه عام 1907 وكان منزلا ملك المنتج المسرحى «دايفيد بيلاسكو» وحوله إلى مسرح وجعل منصة العرض على شكل غرفة معيشة بحيث تكون المسافة بين الممثلين والمتفرجين قريبة، ولأنه كان لديه باع أيضا فى تصميم الإضاءة يتميز المسرح بأجهزة إضاءة معقدة ومتطورة. وقد سرت شائعة بأن المسرح مسكون بشبح «بيلاسكو» انتفت عند عرض المسرحية الشهيرة «أواه كالكوتا!» به عام 1970، من أهم العروض التى قدمها مسرحيات شكسبير «ريتشارد الثالث» والليلة الثانية عشرة ويعرض حاليًا مسرحية «طائر أسود» Blackbird بطولة مرشحى الأوسكار «جيف دانيال» ومايكل ويليامز وإخراج «جو مونتيلو» مرشح جائزة تونى جائزة التميز فى المسرح وتعادل جائزة الأوسكار فى السينما وتحكى قصة عاشقين التقيا بعد فراق 15 عاما. أما مسرح «آل هيرشفلد» Al Hirscfeld عام 1924- فقد بناه متعهد الحفلات «مارتين بيك» الذى اكتشف الساحر المشهور «هوديني»- فيحمل اسم رسام كاريكاتير شهير ويضم متحفا لرسوماته، المسرح مبنى على الطراز البيزنطي، واستضاف عرض «دراكولا» ويعرض حاليًا المسرحية الاستعراضية الحائزة على جائزة «توني» «حذاء غريب» Kinky Boots وتضم مجموعة من الحاصلين على جائزة «توني»: الممثل زواين برايدي والممثلة «سيندى لوبير» والمؤلف «هارفى فييرشتين» والمخرج ومصمم الاستعراضات «جيرى ميتشل» وتحكى فى إطار اخر قصة حقيقية لشخص ورث عن أبيه مصنعا للأحذية فى نيويورك وفى محاولة لإنقاذ المصنع يستلهم من صديقته فكرة عبقرية لإضافة حس من الموضة. أما مسرح «الحديقة الشتوية» Winter Garden فهو مسرح ضخم يضم 1526 مقعدا، وكان فى الأصل مبنى لبيع الأحصنة تم تشييده عام 1896، ثم أعيد تصميمه ليكون مسرحا عام 1911 وعرضت على خشبته العديد من المسرحيات الشهيرة مثل «قطط» Catsالذى تم إعادة تصميم المسرح مرة أخرى خصيصا من أجلها، وقصة الحى الغربيWest Side Story وماما ميا Mama Mia المبنية على آلبوم فريق «آبا» الاسم نفسه وكان لى حظ مشاهدتها والاستمتاع بالحرفية العالية فى التمثيل والغناء والرقص وتصميم الملابس والمنظر المسرحى بالإضافة إلى تأمل المبنى المليء بالتفاصيل الزخرفية، ويعرض حاليا مسرحية زمدرسة الروكس School of Rock المبنية على الفيلم الأمريكى الشهير بالاسم نفسه وتتناول قصة مغنى روك فشل فى تحقيق النجومية فلجأ إلى التدريس بدون درجة علمية واخترع طريقة جديدة فى التدريس وحول الفصل إلى فريق روك.