سيطر مسلحو تنظيم أنصار الشريعة التابع ل«القاعدة» أمس على بلدة عزان بمحافظة شبوة (474 كلم شرق العاصمة صنعاء). وقال شهود عيان، إن مسلحى التنظيم رفعوا شعارات «القاعدة» وسط تجول مسلحيهم بشوارع البلدة، دون أى مقاومة من قبل قوات الجيش والمقاومة الشعبية، الذين انسحب معظمهم من البلدة قبل دخول عناصر التنظيم إليها. وتعتبر عزان ثانى أكبر بلدة تجارية بمحافظة شبوة، وهى مركز لأربع مديريات هى ميفعة والروضة ورضوم وحبان، كما تقع بقرب منشأة بالحاف النفطية وساحل البحر العربى. كان العميد عبدالله النسى محافظ شبوة قد حذر فى وقت سابق من وقوع المحافظة فى قبضة عناصر القاعدة. من ناحية أخرى، واصلت طائرات دول التحالف العربى قصف مواقع ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس على عبدالله صالح فى العاصمة اليمنية صنعاء . وذكر شهود عيان ان الطائرات استهدفت الليلة قبل الماضية معسكر ومنطقة النهدين العسكرية المحيطة بدار الرئاسة اليمنية بصنعاء وسمع دوى انفجارات كبيرة عقب القصف، كما قصفت الطائرات معسكر الخرافى للحرس الجمهورى بمنطقة صرف شمالى العاصمة . واستهدفت الطائرات هناجر تابعة لصيانة الطرق فى مديرية بنى مطر غربى العاصمة، التى تتمركز فيها مليشيات الحوثيين. وفى تعز جنوب غربى اليمن، ارتفع عدد ضحايا القصف العشوائى الذى تقوم به ميليشيات الحوثيين وصالح على الأحياء السكنية اليمنية إلى 5 قتلى مدنيين و9 مصابين، معظمهم من الأطفال بعضهم حالتهم خطيرة . ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية عن مصادر محلية أن القصف الذى طال منطقة «ثعبات» كان الأكثر دموية ووحشية، وأدى الى وقوع عدد من الجرحى فى صفوف الأطفال ، حيث بترت أطراف عدد منهم نتيجة القصف . ومن جانبه، ذكر المركز الاعلامى للمجلس العسكرى بتعز أن الاشتباكات التى شهدتها بعض جبهات القتال فى تعز أمس أسفرت عن مقتل 8 من عناصر الميليشيات وإصابة 17 آخرين فى حين قتل عنصر من المقاومة الشعبية وأصيب5 آخرون . وقامت طائرات دول التحالف العربى بقصف مواقع للمليشيات غرب المدينة ودمرت لها طاقمين عسكريين، فى الوقت الذى تواصلت فيه الاشتباكات فى جبهات المسراخ جنوبالمدينة. يأتى ذلك فى وقت، أكدت فيه وسائل إعلام سعودية مقتل طفل يبلغ من العمر 11 عاماً وإصابة تسعة من أفراد عائلته أمس إثر قذيفة من الأراضى اليمنية.فيما أكد العميد أحمد عسيرى المتحدث الرسمى باسم قوات تحالف دعم الشرعية فى اليمن، أن هناك قواعد تنظم الاشتباك فى العمل العسكري، وخاصة بشأن عمليات تحديد الأهداف وتعريفها، والتأكد من صلاحية استهدافها، وذلك فى مؤتمر صحفى عقد بالرياض مساء أمس الأول ، عقب إعلان التحالف العربى تشكيل فريق مستقل عالى المستوى فى مجال الأسلحة، والقانون الدولى الإنساني، لتقييم الحوادث وإجراءات التحقق، وآلية الاستهداف المتبعة، وتطويرها. وجدد عسيرى التأكيد على أنه لا استهداف للبنية التحتية، والمناطق السكانية التى يتواجد بها مدنيون ، حتى وإن تواجد بها عناصر معادية. وبشأن الادعاءات حول استهداف مدنيين، وأشار إلى أن الحكومة اليمنية شكلت لجنة وطنية لبحث هذه الادعاءات. وفى تطور آخر، دعت لجنة خبراء مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق فى تقارير عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها جميع الأطراف المتحاربة فى اليمن، وفقا لتقرير دولى حصلت عليه وكالة الانباء الألمانية «د.ب.أ». وفى تقريرها النهائى إلى مجلس الأمن، قالت اللجنة التى تحقق فى تنفيذ قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بالصراع فى اليمن إنها وجدت انتهاكات «واسعة النطاق وممنهجة» للقانون الدولى الإنسانى ارتكبت على الأرض من قبل كل من قوات التحالف التى تقودها السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وقال التقرير إن اللجنة لاحظت عدم احترام أى طرف يمنى أو قوات التحالف بشكل كامل لأى هدنة انسانية جرت للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، واتهمت اللجنة متمردى الحوثى بارتكاب «نمط ممنهج من الهجمات،شملت أعمال قصف وهجمات صاروخية بدون تمييز أسفرت عن تدمير منازل والإضرار بمستشفيات وقتل وإصابة العديد من المدنيين». واتهم التقرير قوات الحوثى باستخدام المهاجرين الأفارقة واللاجئين كدروع بشرية ،ومنع المدنيين من الوصول الى الطعام والمياه والإمدادات الطبية فى مدينة تعز المحاصرة.