كى تسقط أمة عليك أن تبيد فيها الأخلاق والقيم الإنسانية وتغير من هوية عاداتها وتقاليدها بطريقة ممنهجة خبيثة وعلى مدى عقود من الزمن. هذا بالقطع ما حدث لنا من خارجنا أو من داخلنا لا يهم.زلزلة فى الصفة التشريحية لطبقات المجتمع وصعود سريع لطبقات بعينها واختفاء أخرى وتوازى مع ذلك وضع الفرد ثقة ومعرفة وليس كفاءة وتأهيلا فى المكان غير المناسب عملا ووظيفة ومهنة ثم منصبا.أسرة مفككة غائب أو مغيب عائلها عن أبناءه جريا وراء لقمة العيش بصرف النظر عن كيفية حصوله عليها. مدرسة فقدت مقومات التربية ثم التعليم بنية ومنهجا وهدفا، بحث علمى غير جاد نمطى نظرى منفصل عن واقع الاحتياجات لا يسهم فى حل مشاكل المجتمع بل يزيدها تعقيدا فى أغلب الأحوال مفتقد للإبداع قبل الإمكانيات، بيت دين بالت عقول القائمين عليه يصدر لمرتاديه العنف قبل السماحة والعقاب قبل الفضيلة والتمييز قبل المساواة، شارع فاقد لأدنى مقومات النظام والنظافة والجمال، فن هابط يعلى من شأن كل ما هو دخيل وشاذ و فارغ، إعلام بعضه مغرض و بعضه جاهل وأغلبه مثير بلا مضمون، وسائل تواصل حديثة تخلق عالما افتراضيا كاذبا مدسوسا مخترقا من أجهزة و أفراد لتعرية مستخدمها أمام العالم ثم لعزله عن واقعه اجتماعيا وثقافيا ونفسيا تقتل فيه الانتماء للأسرة والمجتمع والوطن فى سبيل عولمة مدمرة، استحلال لحريات مغلوطة تجور على حقوق الآخرين تثير الفوضى وترفع من معدل الجريمة . عدالة فى أغلب الأحيان غائبة غير مطبقة و شديدة البطء على طول الخط. انعدام الحلم لدى شباب تعرض لكل ماسبق ذكره ثم مارسه ففقد الأمل فينا وفى المستقبل فصار متمردا ظالما لنا ولوطنه وبات عبئا علينا الحكمة فى التعامل معه لنحوله لقاطرة بناء لهذا الوطن كما علينا أن نصحح كل ماسبق لتفادى ضياع أجيال أخرى قادمة. لمزيد من مقالات وفاء البرادعى