احتفالية رفيعة شاهدناها فى مدينة الأقصر حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الصين شى جين بينج أعادت لنا ذكريات الأيام الجميلة فى هذا المشهد التاريخى الرائع .. جمعت الاحتفالية بين الفن الصينى العريق والفن المصرى فى مظاهرة حضارية بديعة فى قلعة من قلاع التراث المصرى العريق .. كان إعداد المسرح وسط آثار الأقصر ومعبد الكرنك لقاء بين حضارتين من أقدم الحضارات فى التاريخ وكانت الموسيقى الصينية تملأ المكان مع رقصات غاية فى الرقة والإبداع حملت روح الشعب الصينى بكل تراثه ثم جاءت لوحات فنية جمعت بين الموسيقى المصرية والموسيقى الصينية فى مشاهد من رقصات فرق الباليه فى البلدين جمعت الاحتفالية بين روعة المكان بكل ثرائه وروعة الإبداع بكل ألوانه ولا شك ان مثل هذه الاحتفاليات تعكس روح الشعوب وفنونها وهى نوع من لقاء الحضارات فى الثقافة والفنون خاصة ان الحضارة الصينية تحمل تراثا طويلا فى الفكر والفن والثقافة .. ان اتجاه مصر شرقا يمثل بداية جديدة لمرحلة من العلاقات الضرورية نحو المستقبل .. لقد كان خطأ كبيرا ان تتجه أنظار الثقافة المصرية إلى الغرب فقط رغم ان تراث الشرق لا يقل فى أهميته ودوره عن الثقافة الغربية .. ان تراث الصين والهند وشرق آسيا لا يقل فى روعته وعمقه عن التراث الغربى ممثلا فى دول أوروبا وأمريكا..فى فترة الستينيات حملت تيارات السياسة الثقافة المصرية إلى الاتحاد السوفيتى حيث الثقافة الروسية بكل رموزها .. وفى السبعينات بدأ الاتجاه إلى الثقافة الأمريكية فى الفنون خاصة السينما والمسلسلات وانقطعت الصلة بيننا وبين الصين وثقافتها العريقة والهند وتراثها القديم والحديث .. ولاشك ان عودة العلاقات بين مصر والصين فى هذه المرحلة يعتبر انجازا كبيرا على كل المستويات لأن الصين الآن بدأت تأخذ مكانتها فى الدول المتقدمة وأصبحت قوة اقتصادية وسياسية وبشرية تحتل الصدارة فى الاقتصاد العالمى والسياسة الدولية .. عودة مصر إلى شرق آسيا خطوة ضرورية نحو المستقبل وكانت احتفالية الأقصر عودة إلى المناسبات الفنية الراقية. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة