بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة نحيا علي تراب هذا الوطن ونستنشق هواء معطرا برائحة أنفاسهم التي صعدت إلي بارئها تاركة خلفها خلفاء يحملون أرواحهم علي أكفهم يواصلون مشوارهم ويكملون مسيرتهم ورحلة الدفاع عن وطن أصبح مستهدفا من كل حدب و صوب من عناصر فقدت ضمائرها وذممهم تباع و تشتري بجنيهات لا تسمن ولاتغني من جوع ينفذون مخططا هم فيه أدوات عرائس ودمي. حيث شهدت منطقة الهرم إحدي حلقات المسلسل الإرهابي الدنىء عندما تلطخت الايادي الرثه بدماء خمسة من شهداء الشرطة في عملية ارهابية حقيرة عندما توجهوا لضبط عناصر إرهابية داخل شقة بمنطقة الهرم اتخذها الخونة وكرا لتصنيع المتفجرات ومجرد ان سمع خفافيش الظلام اصوات اقدام رجال الشرطة علي سلالم العقار خرج احدهم مرتديا حزاما ناسفا وقام بتفجير نفسه في وجه القوات ووقعت الكارثة وحصد الموت ارواح الابرياء السبعة بالاضافة إلي عدد من المدنيين. بداية الواقعة عندما نجح رجال الأمن بالجيزة بقيادة اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بالتعاون مع قطاعي الأمن العام بإشراف اللواء جرير مصطفي رئيس مجموعة الأمن العام في الإيقاع بمنفذي العملية الإرهابية التي استشهد فيها العميد علي فهمي رئيس نقطة مرور المنيب واعترفوا بانتمائهم إلي خلية إرهابية تضم 40 من عناصر أنصار بيت المقدس وأرشدواعن الباقين ونجحت القوات بقيادة اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بالجيزة في مداهمة مزرعة بمنطقة الملك بمنشية دهشور بالبدرشين و ضبط 2 من عناصر الخلية بينهم صاحب المزرعة وكميات كبيرة من القنابل و المواد المتفجرة التي أعدوها لاستهداف رجال الشرطة خلال الأيام المقبلة. كما أرشدوا عن 4 من عناصر الخلية بشقة في شارع حسن عثمان بنزلة السيسي في الهرم اتخذوا منها مقرا لتنفيذ عملياتهم الإرهابية لاستهداف رجال الشرطة خلال الأيام المقبلة وحتي ذكري ثورة 25 يناير و توجهت القوات لضبطهم وما أن شعروا بقوات الشرطة بعدما تم الدفع بالكلاب البوليسية لاستكشاف الطريق والبحث عن متفجرات وبمجرد صعود القوات الطابق الرابع لمداهمة الشقة التي يقيم فيها العناصر الإرهابية بادرهم أحدهم بالخروج من الشقة مرتديا حزاما ناسفا ليفجر نفسه بالقوات وتنفجر الشقة كلها وبداخلها كميات كبيرة من المتفجرات تسببت في تحطم الطابق الرابع من العقار بالكامل وإنهيار أسقف الطوابق من الثاني وحتي الخامس في إنفجارات هزت المنطقة بالكامل وأصابت السكان بحالة من الذعر والرعب. النقيب أبو المجد قال لزملائه «الواجب أهم من الأكل» وقد استشهد خلال الحادث 9 أشخاص بينهم شيماء هشام أبو عرب وسارة ربيع خلف ومحمد أنور عزب وعزت قرني عبد الحفيظ وهم من سكان العقار والضابط محمود أبو المجد بقطاع الأمن المركزي الذي قرر زملاؤه أنه كان متأهبا لتنفيذ مهمته حتي إنه رفض تناول الطعام قبل الذهاب وعندما دعوه لتناول الغداء قال لهم لو كان لنا في العمر بقية فسأتناوله بعد عودتي فالواجب أهم وكأنه كان يعلم أنه لن يعود ومن بين الشهداء أب ونجله الطفل ذو الخمسة أعوام والذي كان ينام بجوار والده علي السرير ويتسبب الانفجار الذي حطم شقتهم وأطاح بجدرانها أن يفاجئ بهما المارة يطيران من الطابق الرابع ليسقطا علي الأرض بالشارع جثتين هامدتين في مشهد مأساوي أبكي سكان المنطقة بينما أصيب 24 آخرون هم الضابط تامر عصام أمين، ومحمد عزب، وسارة محمد، ومحمد أنور، وأحمد رفاعي، وعصام عبدالقادر، وعصام أحمد عصام، والمقدم محمد أمين رئيس مباحث الهرم، ورسلان سليم، والمجند محمد عبدالرازق، ومبارك جمال مبارك، وأمين الشرطة أحمد حسن، ومحمد فتحي، وربيع إبراهيم، وأحمد رفاعي أمين الشرطة بقطاع الأمن الوطني وقد تسبب الحادث في تحطم سيارتي شرطة وسيارة طبيب وسيارة أحد العناصر الإرهابية التي كانت متوقفة أمام العقار بالشارع. الجناة حولوا الشقة إلي شركة كمبيوتر لمغافلة السكان وقام رجال الإنقاذ بإشراف اللواء مجدي الشلقامي مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة ونائبه العميد هاني سعيد بانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض وجمع أشلاء الضحايا حيث عثر علي جثث العناصر الإرهابية الثلاثة متفحمة تماما داخل الشقة بينما تحولت جثة الانتحاري الذي فجر نفسه بحزام ناسف إلي أشلاء وقام خبراء المفرقعات بقيادة العميد إبراهيم حسين وكيل إدارة المفرقعات بالجيزة بالكشف عن وجود أي متفجرات أخري داخل الشقة وتبين استخدام الإرهابيين لكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار وتم جمع بقايا تلك العبوات وتحريزها لارسالها إلي المعمل الجنائي لفحصها كما تم العثور علي أجهزة كمبيوتر داخل شقة المتهمين ومخططات لاستهداف أقسام الشرطة ومن بينها قسمي شرطة الهرم والطالبية وصورا لمديرية أمن الجيزة خطط الجناة لاستهدافهم خلال ذكري ثورة 25 يناير. وكشفت تحقيقات العميد أسامة عبدالفتاح مفتش مباحث الغرب عن أن العقار مبني حديثا وبه عدد من الشقق التي لم يتم تسكينها حيث إنه مكون من 12 طابقا وبه 24 شقة بكل طابق شقتان وأن المتهمين استاجروا الشقة منذ شهرين كشركة كمبيوتر وقاموا بوضع لافته علي باب الشقة علي أنها مقر شركة حتي لايلفت تردد العديد من عناصر الخلية عليها انتباه الجيران وسكان العقار وكأنهم عملاء وموظفون بالشقة وأن الشخص الذي استاجر الشقة يدعي محمد السيد و بصحبته آخر يدعي محمد. وقرر حارس العقار أن المتهمين لم يكن لهم أي تعامل أو احتكاك به أو بباقي سكان العقار وأنه قبل الحادث بدقائق صعد إليهم وأخذ القمامة منهم وأنهم لم يكونوا يسمحوا له أو لزوجته التي تقيم معه بدخول الشقة وأن الباب كان دائما مغلقا بينما قال احد سكان العقار إن الشقة التي استاجرها الجناة كانت تقيم بها ثلاث فتيات قبلهم وعندما استاء السكان من سوء سلوكهم قام صاحب العقار بطردهم منها وفوجئ بعدها بالمتهمين قد استاجروا الشقة ووضعوا عليها لافتة شركة كمبيوتر. الأهالي سلموا أسلحة الشهداء لقوات الشرطة وروي شهود العيان تفاصيل الحادث حيث قرر علاء احد سكان الشارع أنه فوجئ بسيارات الشرطة تتوقف أمام العقار ونزل منها رجال الأمن وصعدوا العقار وماهي إلا دقائق حتي فوجئوا بصوت الإنفجارات التي هزت المنطقة والعقارات المجاورة فقام هو وعدد من الشباب بمساعدة رجال الشرطة وسكان العقار المصابين وانقاذهم كما أنهم عثروا علي أسلحة الضحايا والمصابين وقاموا بتسليمها لقوات الشرطة فور وصولها.