خطر داهم ومآس تنذر بتفشى العديد من الأمراض بسبب بؤر التلوث القاتلة والأوبئة السامة الناجمة عن جثث الحيوانات النافقة والمخلفات الآدمية والصحية المتراكمة أمام محطات تنقية مياه الشرب الواقعة على امتداد 77 كيلو مترا بترعة المحمودية المصدر الرئيسى لمياه الشرب فى البحيرةوالاسكندرية ويزداد الأمر خطورة مع قيام القرى بإلقاء أطنان الصرف الصحى الذى ينفث سمومه فى هذا الشريان المائى التاريخى وتتفاعل معه تلال القمامة والمستنقعات الآسنة بمحيطه فوق كميات ورد النيل ناهيك عن مخلفات المصانع والمسابك التى حولته إلى منبع كبير لشتى أنواع الجراثيم وسط تواطؤ الأجهزة المسئولة التى تغمض عينيها عن بشاعة هذه الجرائم. يؤكد الفنان عبدالعزيز مخيون أحد أهالى عزبة مخيون بأبوحمص الواقعة على ترعة المحمودية إن مظاهر الاهمال خلال السنوات الأخيرة اغتالت الترعة حتى تحولت لمرتع خصب للحشرات والزواحف والقوارض التى تتغذى على مقالب القمامة والحيوانات النافقة والحمير التى تئن منها الترعة خاصة بعد أن باتت مدافن للمخلفات ونفايات المستشفيات ومحطات غسيل السيارات والكهرباء والمواد الصلبة بشكل سرطانى ينذر بكوارث صحية وقنابل بيئية خطيرة بسبب السلوكيات الخاطئة للأهالى التى تزداد يوميا رغم أنها تخدم أكثر من 8 ملايين مواطن بالمحافظتين وتروى بمياهها المحملة بالميكروبات نحو 230 ألف فدان حيث تبدأ فصول المأساة من قريتى كفر نكله وأريمون بمركز المحمودية وتسرى سمومها وروائحها العفنة التى عششت فى أنوف الأهالى بقرى عاشور وزرقون البحرية والبرادعى وافلاقة بدمنهور وتتوحش هذه الخطورة بشدة بعد قيام أصحاب المنازل المحيطة بالترعة بمد خطوط الصرف الصحى المخالفة و يستمر سريان الكارثة لقرى أبوحمص والعكريشة والفاخورة بكفر الدوار وتخترق زمام أحياء المنتزه وشرق ووسط وغرب الاسكندرية حتى مينا البصل لتهدد جميع محطات مياه الشرب والأراضى المزروعة بالخضر والفاكهة دون أن يتم تحرير محضر واحد للمخالفين الذين استباحوا الترعة دون وازع من ضمير وجميع المسئولين يعلمون ذلك ويتجاهلوننا، مطالبا باتخاذ اجراءات حازمة ضد مهندسى الرى المتقاعسين عن القيام بواجباتهم فى متابعة وتطهير المجرى المائى . ويقول شاكر الشيمى سكرتير مجلس مياه هندسة رى المحمودية أن المخلفات المتراكمة فى محيط كوبرى افلاقه من أجولة بلاستيكية وقمامة وحيوانات نافقة أصبحت مشهدا مألوفا أمام مآخذ محطات مياه الشرب لدمنهور وامتد الأمر لإصرار السيدات الريفيات على استخدام المجرى المائى لغسل الأوانى والملابس والقاء الخلاص الناتج عن عمليات الولادة بالمياه العذبة وهو من أسباب تفشى الأمراض المزمنة بين المواطنين لافتا إلى أن المواسير والكبارى احتجزت عشرات المواشى النافقة العالقة بالحشائش امام مآخذ محطات المياه الى جانب عدد كبير من المخالفات المماثلة التى يسهل التعامل معها لو تم تطبيق ما أقره القانون الذى يؤكد حماية المواطنين بالتصدى لها بالعقوبات الرادعة. والمشكلة كما يوضح أن مسئولية الترعة متفرقة على جهات عدة وكل جهة تتنصل من مسئوليتها ليبقى الوضع مهملا وسيئا للغاية مؤكدا أن هذه الأزمة ستظل قائمة نتيجة عدم توصيل الصرف الصحى لأغلب القرى بجانب فشل منظومة النظافة مما يضطرهم إلى إلقاء مخلفاتهم فى الترعة . ويشير أشرف الشبراوى من سكان زاوية غزال إلى أن الخطر الحقيقى يتجسد فى (الترعة) اثر تحولها إلى مصدر كبير للأوبئة وانتشار الحشرات. (الأهرام) حاولت الاتصال بالمهندس إبراهيم الحايس وكيل وزارة الرى بالمحافظة إلا أنه تحجج بوجود متحدث إعلامى بإسم الوزارة ، ولكن والواقع المؤلم للكارثة يؤكد رفضه الحديث خاصة بعد أن تحول 58 كيلو مترا نصيب البحيرة من الترعة الى جزء خبيث موبوء بجميع الأمراض البيئية والاجتماعية وسط تجاهل مسئولى الرى لاستغاثات الأهالى على حد قولهم. من ناحيته قال الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة إنه سيتم عرض هذا الملف الشائك الذى يتفاقم بشكل يومى على رئيس الوزراء ووزير الرى خاصة بعد أن شهد المجرى المائى مؤخرا تغييرا خطيرا وفشل مسئولى الرى فى مواجهة تلك المخالفات الصارخة وكأن ما يحدث من مخالفات جسيمة خارجة عن دائرة اختصاصهم حيث يستدعى الأمر اتخاذ قرارات حازمة لتطهيره ورفع المخلفات منه لأنه المصدر الرئيسى لمياه الشرب لمحافظتى البحيرةوالاسكندرية خاصة بعد أن باتت مصدر تلوث بيئى خطير يهدد الملايين.