أدانت مصر بأشد العبارات أمس، حادث التفجير الإرهابى فى مركز تدريب للشرطة بمدينة زليتن الليبية، الذى راح ضحيته العشرات من أبناء الشعب الليبى. وأوضح بيان لوزارة الخارجية أمس أن وقوع مثل تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة، يؤكد مرة أخرى الضرورة الملحة لدعم المؤسسات الأمنية الشرعية فى ليبيا، وعلى رأسها الجيش الوطنى، وطالبت الخارجية بسرعة رفع القيود المفروضة على حصول الجيش على الأسلحة والذخيرة المطلوبة لمواجهة التمدد السرطانى للتنظيمات الإرهابية، التى تمثل تهديدا بالغا ليس فقط للدولة الليبية، وإنما لدول الجوار المباشر وغيرها. ودعت مصر الأطراف الليبية إلى إعلاء المصلحة العليا للبلاد، وتجاوز المصالح الضيقة والجهوية، معربة عن تعازيها لأسر الضحايا، وتطلعها للتعاون مع أعضاء المجلس الرئاسى ودعم جهود تشكيل حكومة الوفاق الوطنى فى أقرب وقت ممكن وفقا للاتفاق السياسى، وعلى الصعيد الدولى، تلتقى فيديريكا موجرينى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى التى تزور تونس مسئولين ليبيين لحضهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقالت موجرينى إن «شعب ليبيا يستحق السلام والأمن ولديه فرصة عظيمة لكى يضع انقساماته جانبا ويعمل معا ويتحد ضد التهديد الإرهابى الذى يواجه بلده»، وأضافت أن حكومة وحدة وطنية «ستسهم فى الحفاظ على موارد ليبيا وهزيمة الإرهابيين الذين يريدون تقويض ازدهار ليبيا، وستعيد الاستقرار والأمن إلى مختلف أنحاء البلاد»، ودفعت المخاوف من تزايد نفوذ الجهاديين وإقامة معقل جديد لهم على أبواب أوروبا بالغربيين إلى تكثيف الجهود من أجل جمع طرفى النزاع فى حكومة تتولى إدارة شئون البلد الغارق فى الفوضى منذ سنوات. وبدوره ، ندد الدكتور نبيل العربى بأشد العبارات بالهجوم الإرهابى الذى وقع فى معسكر لتدريب خفر السواحل فى مدينة زليتن. ومن جانبه، أدان بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة استهداف معسكر للشرطة فى مدينة زليتن، شمال غرب ليبيا بشاحنة مفخخة، وقال المتحدث باسم الأمين العام إنه يدين ذلك الهجوم، وكذلك أيضا الهجمات المتواصلة من جانب تنظيم «داعش» فى منشآت النفط القريبة من ميناء السدرة النفطى، ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية «كأفضل حل لليبيين لكى يواجهوا الإرهاب بكل أشكاله»، كما أدان وزير الخارجية الألمانى فرانك شتاينماير التفجير الانتحارى، وشدد - فى بيان للخارجية الألمانية - على أهمية تشكيل حكومة وفاق وطنى لتحقيق الاستقرار فى البلاد، وجعل محاربة الإرهاب من أولوياتها الرئيسية. ودعا باولو جينتيلونى وزير الخارجية والتعاون الدولى الإيطالى الشعب الليبى إلى الوحدة والتركيز على مكافحة الإرهاب، وأكد باولو أن الرد على تهديد الإرهاب لا يكون إلا من خلال وحدة الليبيين ، وذلك عبر التنفيذ العاجل للاتفاق السياسى. ومن جهته، تبنى «داعش» فى ليبيا التفجير الانتحارى الذى أوقع ستة قتلى فى مدينة راس لانوف النفطية فى شرق ليبيا أمس الأول، وأكدت وكالة «أعماق» الإخبارية التابعة للتنظيم الجهادى على موقعها الإلكترونى أمس تنفيذ «عملية استشهادية بسيارة مفخخة لأحد مقاتلى داعش» عند «بوابة معسكر الدعم التابع لحرس المنشآت النفطية جنوب مدينة راس لانوف».