ألقت الأزمات الاقتصاديه الخانقه في مختلف دول العالم بظلالها علي المسيرات الاحتفالية السنوية أمس بمناسبة عيد العمال,فقد استغلت الاتحادات العمالية في اليونان وأسبانيا والبرتغال وفرنسا المسيرات العمالية في التعبير عن غضبهم . إزاء حملات التقشف المتصاعدة التي تجتاح دول منطقة اليورو, بينما شارك الآلاف من أعضاء حركة احتلوا وول ستريت في مسيرات حاشدة في نيويورك ومختلف المدن الأمريكية. وفي موسكو, اتخذت المسيرات العمالية طابعا مختلفا بمشاركة الرئيس المنتخب فيلاديمير بوتين والرئيس المنتهية ولايته ديميتري ميدفيديف مئات الآلاف من العمال الروس في موسكو احتفالاتهم, حيث شهدت العاصمة الروسية ما لا يقل عن14 مسيرة منفصلة حملت مختلف الشعارات التي غلب عليها المطالب السياسية والنقابية والاجتماعية من بينها: مضاعفة الرواتب وتعزيز التأمينات الاجتماعية, وإعلاء العدالة ومحاسبة مزوري الانتخابات, ولا مكان للناتو علي الأرض الروسية. وتأتي هذه المسيرات بعد ساعات من توقيع ميدفيديف علي مشروع قانون يصدق علي اتفاقية دولية تحمي العمال في حالة إفلاس أصحاب العمل. وأشارت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء إلي أن روسيا بذلك أصبحت الدولة العشرين التي تصدق علي الاتفاقية التي تتبناها منظمة العمل الدولية. وفي أثينا, لبي الآلاف من أبناء الشعب اليوناني دعوة اتحادات النقابات العمالية للمشاركة في مسيرات عيد العمال تحت شعار لا للتفرقة.. كلنا نستطيع العمل سويا, وتوجه المتظاهرون إلي مبني البرلمان ومن ثم إلي السفارة الأمريكية وسط أثينا. وفي الوقت الذي صعدت الشرطة اليونانية من إجراءاتها الأمنية, شلت الإضرابات العمالية وسائل المواصلات بمختلف أشكالها لمدة24 ساعة. وفي باريس, سعي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاستغلال هذه المناسبة في كسب ود العمال قبل خمسة أيام من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية, حيث دعا أنصاره إلي التجمع في قلب العاصمة للاحتفال بما وصفه بالعمل الحقيقي, إلا أن دعوته أثارت جدلا في البلاد, حيث اتهمت النقابات العمالية الرئيس الحالي- الذي ينتمي إلي تيار يمين الوسط- بمحاولة الوقيعة بين العاملين النقابيين ومعظمهم من موظفي الدولة الذين يؤيدون منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند وعمال القطاع الخاص الحقيقيين الذين يزعم ساركوزي أنه يدافع عنهم. وهو ما دفع ساركوزي للتراجع فيما بعد عن عبارة العمل الحقيقي قائلا إنه كان يقصد الاحتفال الحقيقي بالعمل. وقد بدا منافسه أولاند أكثر هدوءا وثقة في الفوز ولم يحرص علي المشاركة في أي مسيرات. وفي لندن, شارك الآلاف من أعضاء النقابات العمالية وأصحاب المعاشات والطلبة والنشطاء في المسيرات الحاشدة التي اجتاحت العاصمة البريطانية, وتركزت الشعارات حول الجدل المثار بشأن الإصلاحات المرتقبة في القطاع العام. وفي الوقت الذي أغلقت فيه البورصات وأسواق المال الأوروبية أبوابها, نشطت من جديد حركة احتلوا وول ستريت الأمريكية في اختبار عملي لمدي قوتها واستمرار التأييد الشعبي لها حيث أعلنت عن سلسلة من الأنشطة للتعبير عن الرفض العام لجشع النظام الرأسمالي الأمريكي. وفي أندونيسيا, شهدت العاصمة جاكرتا أكبر المسيرات الأسيوية حيث شارك فيها عشرات الآلاف من العمال للمطالبة بتحسين ظروف العمل ورفع مستوي الأجور وحمل المتظاهرون الأعلام الملونة وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش والشرطة. وفي الوقت ذاته,انطلقت المسيرات العمالية في جميع المدن التركية بمشاركة الآلاف من العمال المطالبين بمزيد من الحقوق والحريات.