يستعد محتجون في مختلف أنحاء العالم لتوجيه صرخة غضب السبت15/10/2011 في وجه مصرفيين ورأسماليين وسياسيين يتهمونهم بتدمير إقتصادات العالم وحكمهم على الملايين بمواجهة الفقر والصعاب نتيجة طمعهم. ويخطط المحتجون متأثرين بحركة احتلوا وول ستريت التي نشطت الشهر الماضي للخروج للشوارع من نيوزيلاند إلى الاسكا ومن لندن وفرانكفورت إلى نيويورك نفسها. وتستعد شرطة مكافحة الشغب لأي اضطرابات خاصة وأن مدنا مثل لندن وأثينا قد شهدت مواجهات شابتها أعمال عنف في وقت سابق من العام. ولكن يستحيل الجزم بعدد من سيخرجون للشوارع رغم الدعوات الحاشدة عبر مواقع الانترنت الإعلامية الاجتماعية. وقال دانيال شريبر وهو محرر يقيم في برلين "انتظر هذا الاحتجاج منذ فترة طويلة منذ 2008. كنت أتعجب دائما لماذا لم يغضب الناس ولماذا لم يحدث أي شيء وفي النهاية وبعد ثلاث سنوات يحدث ذلك." ووصفت الاحتجاجات بأنها سلمية ولكن وفي مؤشر على ما قد يحدث اقتحمت مجموعة من الطلاب الجامعيين مكاتب مؤسسة جولدمان ساكس في مدينة ميلانو الايطالية يوم الجمعة، وتمكن الطلاب من اقتحام ردهة مبنى جولدمان ساكس في قلب حي المال في ميلانو. وأمكن تفريق الاحتجاجات بسرعة ولكن عبارات كتبها المحتجون باللون الاحمر على الجدران اعربت عن غضبهم من رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني وقالت احداها "اعطنا مالا." ورشق متظاهرون بالبيض مقر مصرف يونيكريديت اكبر مصارف ايطاليا، ورفعت الشرطة الايطالية درجة الاستعداد لمواجهة آلاف يخططون لتنظيم مسيرة في روما ضد إجراءات تقشفية تخطط لفرضها حكومة برلسكوني. وفي لندن يهدف المحتجون للتجمع في لندن المركز الدولي المالي الرائد تحت شعار "احتلوا البورصة"، وقال سبايرو احد المشرفين على صفحة على موقع فيسبوك في لندن وصل عدد أعضائها إلى نحو 12 ألفا خلال أسابيع قليلة "ينضم إلينا يوميا أناس من كل مناحي الحياة." ولخص سبايرو الذي يعمل في وظيفة يتقاضى منها راتبا جيدا ولا يرغب في الكشف عن اسمه بالكامل الهدف الرئيسي للاحتجاجات العالمية بأنه "النظام المالي." ومعربا عن غضبه من حزم إنقاذ البنوك التي اعتمدت على أموال دافعي الضرائب منذ 2008 وعلى المكافآت الضخمة التي لا تزال تقدم لبعض العاملين بنفس البنوك بينما تفسد البطالة حياة العديد من الشباب البريطاني قال سبايرو "الناس من كل انحاء العالم. نقول كفى يعنى كفى." ودعا محتجون يونانيون بالتوازي مع حركة احتجاجية اسبانية إلى مسيرة للاحتجاج على إجراءات تفشفية يوم السبت في ميدان سينتاجما مسرح العديد من المظاهرات منذ تفجر الأزمة المالية اليونانية. وقالت جماعة الديمقراطية الحقيقية داعية الناس للانضمام للاحتجاج "ما يحدث في اليونان الان هو الكابوس الذي ينتظر دول اخرى في المستقبل. التضامن هو سلاح الشعب." ووجود مطالب محددة يبدو اقل من انتشار إحساس عام بأن الأغنياء "الجشعون والفاسدون" وخاصة البنوك ينبغي عليهم دفع الكثير وان الحكومات المنتخبة لا تستمع لشعوبها. وقال الموقع الالكتروني متحدون من اجل التغيير العالمي "حان الوقت أمامنا لكي نتحد وحان الوقت لكي ينصتوا. شعوب العالم انهضوا. لسنا متاعا في أيدي الساسة والمصرفيين الذين لا يمثلوننا... سنتظاهر سلميا ونتحدث وننتظم حتى يتحقق ذلك." وأضاف المنظمون على الموقع أن "الشعوب ستنتفض لتطالب بحقوقها وتطالب بديمقراطية حقيقية"، ولتحتج ضد "السياسيين والنخب المالية التي يخدمونها"، وقال البيان "نحن الذين سنحدد مصيرنا ونرسم مستقبلنا، حان الوقت لنا لنتحد وحان الوقت لهم لينصتوا إلينا". وتابع البيان "اليوم سنلتقي في الساحات والشوارع لندشن التغيير العالمي الذي نريده، سنتظاهر سلميا وسنطالب وسنحتج إلى أن نحقق هذا التغيير". وفي ألمانيا حيث يبدو التعاطف مع مشاكل ديون جنوب أوروبا غير مكتملا يتوقع أن يكون المركز المالي في فرانكفورت والبنك المركزي الاوروبي على وجه الخصوص مركزا لمسيرات دعت اليها حركة الديمقراطية الحقيقية الان. وفي الولاياتالمتحدة دعا مئات من المحتجين في حديقة زوكوتي بارك في مانهاتن بنيويورك لانضمام المزيد من الناس إليهم. وكان تجمعهم دافعا لصدور مزيد من الدعوات المطالبة بتنظيم وقفات اخرى مشابهة في العشرات من المدن الأمريكية اعتبارا من يوم السبت. وفي اليابان شهدت العاصمة طوكيو السبت مظاهرة شارك فيها العشرات احتجاجاً على الهوة الاقتصادية بين الفقراء والأغنياء، وذلك بالتوازي مع المظاهرات في الولاياتالمتحدة في إطار حملة "احتلوا وول ستريت". وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK ان حوالي 170 شخصاً تظاهروا في وسط طوكيو، داعين إلى القضاء على الفقر وبعضهم هتف لإنهاء إنتاج الطاقة النووية في البلاد. ونظمت المظاهرة كجزء من المظاهرات العالمية التي دعا إليها أشخاص داعمون لمظاهرات حملة "احتلوا وول ستريت" التي بدأت الشهر الماضي، وعبرت الجهة المنظمة عن أملها بأن ينتشر الحراك الشعبي في أنحاء اليابان، وفي منطقة أخرى من طوكيو احتشد حوالي 80 شخصاً للدعوة إلى خلق المزيد من الوظائف وإلغاء الاختلافات الاقتصادية بين شرائح الشعب الياباني. ولكن يعتقد بعض المحلليين أن الزخم تجاه الاحتجاجات في بعض الدول مثل اليونان واسبانيا يتضاءل، وقالت ماري بوسيس الاستاذة بجامعة بيريوس "المزيد من الناس يتفقون مع هذه الاحتجاجات أكثر ممن يشاركون فيها بالفعل." وقالت انه رغم اليأس بشأن الاجراءات التقشفية التي خفضت الاجور والمعاشات ووضعت مئات الآلاف من الناس دون عمل فان بريق وجود تحرك مستمر يتلاشي، وقالت "يوجد غضب ...ولكن المطلوب لقلب الموقف الراهن مفقود". المصدر دى برس