تحولت الاحتجاجات في العاصمة الايطالية روما الى العنف مع احراق المتظاهرين المحتجين على سياسات التقشف الاقتصادي السيارات وإلقاء الزجاجات الحارقة على الشرطة. وردت الشرطة الإيطالية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. وشوهدت النيران في مبنى ملحق بوزارة الدفاع الايطالية فيما حاولت سيارات الاطفاء اخمادها. ومظاهرات روما امتداد لاحتجاجات ليلة الجمعة في ميلانو ضمن يوم احتجاجات عالمي ضد الشركات والحكومات. وبدأت الاحتجاجات في مدن استراليا ونيوزيلندا، حيث يبدأ النهار مبكرا، لتصل الى اسيا واوروبا وانحاء اخرى من العالم. وتتخذ احتجاجات 15 اكتوبر من احتجاج نيويورك "احتل وول ستريت" شعارا لها ويقول منظموها انها تطال 951 مدينة في 82 بلدا. ويقول منظمو الاحتجاجات العالمية على جشع الشركات وسياسات التقشف الحكومية على موقعهم الالكتروني ان هدفهم هو "اطلاق التغيير العالمي الذي نريده". واعلن المنظمون: "بصوت موحد سنجعل السياسيين، والنخب المالية التي يعملون لخدمتها، ان الامر بيدنا نحن الشعوب لنقرر مستقبلنا". وذكرت وكالة رويترز ان حوال الفي شخص خرجوا في مدينة سيدني باستراليا امام بنك الاحتياطي (المركزي) الاسترالي، فيما تجمع الف شخص في ملبورن. مظاهرات سيدني في استراليا وفي نيوزيلندا تجمع المئات في مدن اوكلاند وولينغتون وكرايستشيرش. كذلك خرجت احتجاجات مماثلة في مانيلا عاصمة الفلبين وخرج المئات يحملون لافتات تقول "تسقط الامبريالة الامريكية" و"الفلبين ليست للبيع". وخرج المئات ايضا في العاصمة اليابانية طوكيو بينما تجمع حشد في العاصمة التايوانية تايبي، كما شهدت العاصمة الكورية الجنوبية سيول ومدينة هونغ كونغ احتجاجات مماثلة. وفي ايطاليا خرجت الاحتجاجات في مدينة ميلانو وتجمع المئات ايضا في العاصمة الاسبانية مدريد وكذلك في زيورخ بسويسرا واثينا وروماولندن. وقال دانيال شريبر، وهو محرر يقيم في برلين: "انتظر هذ الاحتجاج منذ فترة طويلة منذ 2008. كنت اتعجب دائما لماذا لم يغضب الناس ولماذا لم يحدث اي شيء وفي النهاية وبعد ثلاث سنوات يحدث ذلك". ووصفت الاحتجاجات بانها سلمية، ولكن وفي مؤشر على ما قد يحدث اقتحمت مجموعة من الطلاب الجامعيين مكاتب مؤسسة غولدمان ساكس في مدينة ميلانو الايطالية يوم الجمعة. وتمكن الطلاب من اقتحام ردهة مبنى غولدمان ساكس في قلب حي المال في ميلانو. احتجاجات المانيا امام البنك المركزي الاوروبي وامكن تفريق الاحتجاجات بسرعة، ولكن عبارات كتبها المحتجون باللون الاحمر على الجدران اعربت عن غضبهم من رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني وقالت احداها "اعطنا مالا". ورشق متظاهرون بالبيض مقر مصرف يونيكريديت، اكبر مصارف ايطاليا. ورفعت الشرطة الايطالية درجة الاستعداد لمواجهة الاف يخططون لتنظيم مسيرة في روما ضد اجراءات تقشفية تخطط لفرضها حكومة برلسكوني. وفي لندن تجمع المحتجون في حي (سيتي اوف لندن) مركز المال والاعمال الرائد تحت شعار "احتلوا البورصة". وقال سبايرو، احد المشرفين على صفحة على موقع فيسبوك في لندن وصل عدد اعضائها الى نحو 12 الفا خلال اسابيع قليلة: "ينضم الينا يوميا اناس من كل مناحي الحياة". ولخص سبايرو، الذي يعمل في وظيفة يتقاضى منها راتبا جيدا ولا يرغب في الكشف عن اسمه بالكامل، الهدف الرئيسي للاحتجاجات العالمية بأنه "النظام المالي". ونقلت عنه رويترز اعرابه عن غضبه من حزم انقاذ البنوك التي اعتمدت على اموال دافعي الضرائب منذ 2008 وعلى المكافآت الضخمة التي لا تزال تقدم لبعض العاملين بنفس البنوك بينما تفسد البطالة حياة العديد من الشباب البريطاني. وقال سبايرو: "الناس من كل انحاء العالم. نقول كفى يعنى كفى". ودعا محتجون يونانيون، بالتوازي مع حركة احتجاجية اسبانية، الى مسيرة للاحتجاج على اجراءات تفشفية يوم السبت في ميدان سينتاغما مسرح العديد من المظاهرات منذ تفجر الازمة المالية اليونانية. تنصب الاحتجاجات على جشع البنوك والقطاع المالي وقالت جماعة "الديمقراطية الحقيقية" داعية الناس للانضمام للاحتجاج: "ما يحدث في اليونان الان هو الكابوس الذي ينتظر دول اخرى في المستقبل. التضامن هو سلاح الشعب". وقال الموقع الالكتروني "متحدون من اجل التغيير العالمي" على صفحته: "حان الوقت امامنا لكي نتحد وحان الوقت لكي ينصتوا. شعوب العالم انهضوا. لسنا متاعا في ايدي الساسة والمصرفيين الذين لا يمثلوننا. سنتظاهر سلميا ونتحدث وننتظم حتى يتحقق ذلك". وفي الولاياتالمتحدة دعا مئات من المحتجين في حديقة زوكوتي بارك في مانهاتن بنيويورك لانضمام المزيد من الناس اليهم. وكان تجمعهم دافعا لصدور مزيد من الدعوات المطالبة بتنظيم وقفات اخرى مشابهة في العشرات من المدن الامريكية اعتبارا من يوم السبت.