انطلقت أمس صرخة يوم الغضب العالمي من قبل مئات الآلاف من المحتجين في950 مدينة من82 دولة في شتي أنحاء العالم في وجه رأسماليين وسياسيين يتهمونهم بتدمير اقتصادات العالم وزيادة فقرهم ومعاناتهم. ففي يوم واحد. خرج المحتجون الذين استلهموا مظاهراتهم من ثورات الربيع العربي ثم من حركة احتلوا وول ستريت في نيويورك إلي شوارع المدن المختلفة من نيوزيلاندا إلي ألاسكا, ومن لندن وفرانكفورت إلي نيويورك نفسها, بالإضافة إلي عدة مدن في آسيا وإفريقيا, تساوت في ذلك الدول الغنية والناشئة والفقيرة. ففي الولاياتالمتحدة, دعا مئات من المحتجين في حديقة زوكوتي بارك في مانهاتن بنيويورك إلي انضمام المزيد من الناس إليهم, وكان تجمعهم دافعا لصدور مزيد من الدعوات المطالبة بتنظيم وقفات أخري مشابهة في العشرات من المدن الأمريكية اعتبارا من أمس. وأمام هذا الزخم الذي اكتسبته حركة احتلوا وول ستريت اعتقلت الشرطة الأمريكية14 من أفراد الحركة في نيويورك بعد الاشتباك مع الشرطة إثر محاولة الحركة الانطلاق بمسيرتهم في اتجاه الحي المالي في المدينة. واتسعت دائرة الاعتقالات لتمتد إلي دنفر, حيث ألقت شرطة مكافحة الشغب القبض علي نحو24 شخصا. وفي اليونان, دعا يونانيون بالتوازي مع الحركة الاحتجاجية الإسبانية إلي تنظيم مسيرة للاحتجاج علي الإجراءات التقشفية في ميدان سينتاجما مسرح العديد من المظاهرات منذ تفجر الازمة المالية اليونانية. ودعت جماعة الديمقراطية الحقيقية الناس للانضمام للاحتجاج قائلة إن ما يحدث في اليونان الآن هو الكابوس الذي ينتظر دولا اخري في المستقبل. وفي المقابل, انتقدت الحكومة اليونانية الإضرابات المستمرة من جانب العمال احتجاجا علي إجراءات التقشف الاقتصادي واعتبرتها ابتزازا, وقالت إنها تعطي صورة من غياب القانون لأن العاملين في الدولة يحتلون مقار الوزارات, ووسائل النقل العام متوقفة عن العمل. وفي إنجلترا, تجمع المحتجون في العاصمة لندن كرمز للمركز الدولي المالي الرائد تحت شعار احتلوا البورصة. وفي ألمانيا, حيث يبدو التعاطف مع مشاكل ديون جنوب اوروبا غير مكتمل, يتوقع ان يكون المركز المالي في فرانكفورت والبنك المركزي الاوروبي علي وجه الخصوص مركزا لمسيرات دعت اليها حركة الديمقراطية الحقيقية الآن. وفي كوريا الجنوبية, تحدي متظاهرون تحذيرات من الشرطة من اتخاذ إجراءات مشددة ضد أي احتجاجات غير قانونية, حيث نظموا احتجاجاتهم في حي المال يويدو بسول علي نمط المظاهرات الجارية الآن في وول ستريت في نيويورك. وفي باريس, أظهرت مسودة بيان ختامي لاجتماعات وزراء مالية دول مجموعة العشرين أن المسئولين الماليين في أكبر20 اقتصادا في العالم تعهدوا أمس بضمان توافر رأس المال الكافي للبنوك وسهولة الحصول علي التمويل وسط مخاوف في الأسواق بشأن الحاجات الرأسمالية لبنوك منطقة اليورو والتي قد تتسبب في أزمة سيولة. وفي غضون ذلك, شهدت العاصمة الإيطالية روما أعمال شغب واشتباكات أمس بين المتظاهرين والشرطة, مما أدي إلي إصابة30 من عناصر الأمن وعشرات المدنيين بعد إطلاق الشرطة الإيطالية الغاز المسيل للدموع واستخدام مدافع المياه لتفريق المتظاهرين المطالبين بالعدالة الاجتماعية عقب إشعال بعضهم النار في عدد من سيارات الشرطة واشتباكهم مع عناصرها وتحطيم واجهات المتاجر والبنوك. وأعلن جاني أليمانو عمدة روما إغلاق كل المتاحف في وسط روما جراء أعمال الشغب وخاصة بعد أن حاول الملثمون, المعروفون باسم' الكتل السوداء'و الذين اندسوا وسط المتظاهرين, اقتحام مبني لوزارة الدفاع بالقرب من مدرج الكولسيوم( المجمع الرياضي) مشعلين النيران في الأدوار الأولي منه, كما حاولوا اقتحام أحد المصارف ومكتبا للشركة العالمية' مانبور' لخدمات العمالة, فضلا عن إحراقهم علمي إيطاليا والاتحاد الأوروبي. وذكرت وكالة' آنسا' الإخبارية الإيطالية أن مجموعة صغيرة من المتظاهرين المشاغبين انحرفت عن مسار المظاهرة الرئيسية في روما وقام عناصرها بتحطيم مكاتب وزارة الدفاع ومكتب العمل وتهشيم واجهات المتاجر بالهراوات كما قاموا بإلقاء القنابل الورقية والمفرقعات النارية وزجاجات حارقة علي الشرطة وإحراق عدد من السيارات, إحداها للشرطة.