تتهافت السيدات والفتيات على ارتياد مراكز التخسيس أملا فى تحقيق هدفهن المنشود.. ألا وهو الرشاقة. و قد يقعن فريسة للاستغلال عن طريق استخدام هذه المراكز لبعض المصطلحات البراقة لجذب الزبائن والتى توحى لمن يسمعها بأنها طوق النجاة لتحقيق الحلم بعيد المنال . ويقول د . عبد الرحمن محمد عطية أستاذ التغذية والعميد الأسبق لكلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان أن هناك خلطا واضحا فى المفاهيم المتعلقة بالتخسيس وأصبح استخدام هذه المفاهيم والمصطلحات جاذبا الزبائن من أجل حفنة من الجنيهات دون توخى أى دقة. فمثلا يوجد فرق فى المعنى بين إنقاص الوزن وحرق الدهون.. فإنقاص الوزن هو نقص الدهون المتراكمة فى جسم الإنسان وخاصة تلك التى تتراكم تحت الجلد وفى منطقتى البطن والأرداف. ومن المعروف أن تخزين الدهون لدى الرجل يتركز فى البطن والصدر أما المرأة فتتركز الدهون لديها فى منطقة الحوض والفخذين. وأصعب الدهون التى يتخلص منها الجسم هى دهون البطن والحوض وزيادتها تؤثر على العمود الفقرى لأنها تمثل عبئا على الرقبة والصدر. أما السمنة فهى مصطلح يعبر عن تضخم خلايا النسيج الدهنى. أما عبارة «حرق الدهون» والتى أصبحت تستخدم بكثرة من قبل مراكز السمنة لجذب الزبائن فمعناها العلمى هو عملية تمثيل غذائى بموجبها يتخلص الجسم من أكبر قدر ممكن من السعرات الحرارية التى يحصل عليها الإنسان من تناول الطعام والشراب. وفى حالة استهلاك كمية كبيرة من الطعام ذات طاقة عالية تفوق الكمية التى يحتاجها الجسم تتحول الى دهون فى الجسم . ولذلك فإن بعض مراكز السمنة او القائمين على علاج السمنة ينصحون بعدم تناول الدهون والزيوت الغذائية وهذا يعد من أكبر الأخطاء حيث أن الدهون تعمل على حماية بعض أجزاء الجسم الداخلية كالكلى كما تعمل كعازل لمنع فقد الحرارة من الجسم كما أنها تدخل فى تكوين أغشية الخلايا وفى تركيب بعض الهرمونات . ويعض المشتغلين فى مجال إنقاص الوزن والتخسيس يقومون بعمل وصفات وأنظمة غذائية للتخلص من الدهون فهناك من يعتمد على تناول خل التفاح على الريق وهو نظام قد يعرض من يتناوله للإصابة بقرحة المعدة بسبب احتوائه على الحامض . والبعض الآخر ينصحون مرضاهم بتناول الجريب فروت بحجة أنه يحرق الدهون والواقع أنه لايقوم بذلك وإنما قيمته الغذائية تكمن فى احتوائه على فيتامين ج. وكمية وفيرة من الألياف التى تعطى شعورا بالشبع وتلعب دورا إيجابيا فى امتصاص السكر وينصح آخرون بتناول التوابل مثل الشطة بكمية كبيرة لأنها تحتوى على مادة الكابسيسين التى تزيد من معدل التمثيل الغذائى فى الجسم وبالتالى يحدث فقدان للوزن بدون عناء. ومن ثم فإن الشطة تساعد على تقليل الدهون بطريقة غير مباشرة ولكن الإسراف فى تناولها يؤثر على نبضات القلب، كذلك المشروبات مثل الشاى الأخضر والقرفة والزنجبيل تعمل على زيادة التمثيل الغذائى والتخلص من الدهون ويقول د.عبد الرحمن إن الطريقة المثلى للتخلص من الدهون هى أداء التمرينات الرياضية بانتظام، وقد أثبتت الدراسات أن المشى من خمس الى عشر دقائق يوميا يحسن من الدورة الدموية فقط. ومن خمس عشرة الى ثلاثين دقيقة يقوى عضلات الجسم ويحسن مناعته . أما المشى أكثر من خمس وثلاثين دقيقة فيخلص الجسم من الدهون عن طريق زيادة التمثيل الغذائى وانطلاق الطاقة. والمشى يجب أن يكون تدريجيا فى سرعته مع الحرص على عدم شرب الماء او المبردات بعد ممارسته. وينصح باتباع نظام غذائى قاعدته التوازن والتنوع فى الأغذية وعدم تناول الأطعمة التى تحتوى على نسبة عالية من الدهون والتى تمد الجسم بطاقة أعلى مما يستهلكها فتتحول الى دهون، ومن المعروف أن ملعقة الزيت او الدهن تعطى مائة وخمسة وعشرين سعرا حراريا . وأخيرا ينبغى عدم الجلوس ساعات طويلة فى المكتب فى أثناء العمل وتعويد النفس على المشى داخل المكتب بعد فترة من الجلوس فهذا يؤدى الى التخلص من الدهون.