الكرامب هو الشد العضلى الذى يصيب لاعبى الكرة فى أثناء المباريات، وترامب سياسى أمريكى أصيب بالشد العقلى خلال ترشيحه المحتمل لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، فأعلن ونادى بعدم دخول المسلمين أمريكا! فالشد العضلي، إعاقة عن الحركة بعض الوقت، أما الشد العقلى فهو إعاقة عن الفكر السليم طول الوقت. والسياسة الأمريكية الحمقاء مصابة بالشد العقلى منذ جورج بوش الأب إلى باراك أوباما مرورا ببوش الابن، وابتداء من أحداث 11 سبتمبر 2001 وتحريض صدام حسين على غزو إيران فى حرب ليس لها هدف، إلا مصلحة تجار السلاح الأمريكيين الذين باعوا الأسلحة بكل أنواعها للطرفين المتحاربين على مدى ثمانى سنوات وحرضوا صدام حسين على غزو الكويت، ثم أعدموه بعد الادعاء عليه كذبا بامتلاك أسلحة دمار شامل، وفتح الباب لدخول إيران منطقة الشرق الأوسط إلى الفوضى الخلاقة التى بشرت بها كوندوليزارايس، وخليفتها سوزان رايس فى الشرق الأوسط ووسيلتها لتحقيق هذا الهدف هى تجنيد واحتضان وتمويل الإرهابيين بل وإلقاء السلاح مرارا على داعش وادعاء الخطأ، وانتهاء الفوضى الخلاقة بمزيد من الفوضى ومئات الألوف من القتلى والجرحى وملايين اللاجئين.. وليس أخيرا ظهور ترامب يعلن رافعا لواء العنصرية والكراهية وعدم قبول الآخر، بعدم دخول المسلمين الولاياتالمتحدة، لأنهم إرهابيون، تماما كما وصف السيناتور الأمريكى جوزيف مكارثى الشيوعيين بأنهم ملحدون وضد أمريكا الرأسمالية ونادى بعدم دخولهم أمريكا. إن وصف المسلمين بأنهم إرهابيون ليس مجرد خطأ، وإنما هو خطيئة وغباء سياسى لأن إلصاق هذه الصفة بهم معناها أخذ جميع المسلمين بجريرة وذنب قلة مارقة انحرفت عن صحيح الدين، فليس كل المسلمين إرهابيين تماما كما أنه ليس كل الشيوعيين ملحدين.. ويجمع بين مكارثى وترامب أن كلا من الاثنين حمل لواء التشهير العشوائى والأحمق بالآخرين.. ولما كانت المكارثية رمزا للتشهير بالآخرين فقد انتهت بمكارثى إلى مزبلة التاريخ، المهيأة حاليا لاستقبال ترامب، وليس البيت الأبيض. د سعد واصف مصر الجديدة