تأليف: د.ياسر ثابت يكشف الكتاب عن أسرار الثروة في مصر منذ نهايات القرن الثامن عشر وحتي وقتنا الحاضر, وفي مقدمة كتابه, يقول المؤلف: عن ستة حروف يتحدث هذا الكتاب: الثروة. هذه الحروف الستة حكمت مصر, وحركت الأحداث مثل مسرح العرائس, وأقامت نهار المحروسة, ولم تقعد ليلها حتي الآن..لم تكن الثروة في مصر ترفا, بل طرفا في كل شيء: الحروب والمقاومة, الصناعة والزراعة, التحالف والصراع, الفرد والعائلة. يشير المؤلف إلي أن الأغنياء الحقيقيين في مصر أشباح بلا أسماء, وبعض الأغنياء البارزين واجهات لآخرين, أو أن أرقام ثرواتهم مكذوبة. كما يوضح أن معظم الأغنياء المصريين, أو من أصول مصرية, حققوا أموالهم في أسواق غير منتجة أو بأسلوب اقتناص الريع, وتداول الأصول المعروضة بدلا من الإنتاج. يتتبع المؤلف تاريخ الثروة فيتحدث عن الشيخ حسن طوبار أول مليونير إبان الحملة الفرنسية الذي سخر ثروته المقدرة بخمسة ملايين فرنك لمقاومة الفرنسيين منذ بداية الحملة, ويتناول نفيسة البيضاء التي كانت تعرف بأم المماليك, ورغم أنها كانت جارية شركسية حين جلبت إلي مصر فإنها كانت أغني أغنياء مصر, ثم محمد علي وعصره الذي تميز بالاحتكار والاحتقار, وكيف وضع البذور التاريخية للرأسمالية المصرية بتشكيله طبقة من كبار الملاك لتكون عونا له في حكمه, إلي أن جاء عصر إسماعيل الذي ولد فيه أشهر رجال المال والأعمال في ذلك الزمان, وفي مقدمتهم اليهود الذين كانوا يبحثون عن المال فوق الأرض وتحتها أيضا., مستعرضا تاريخ ثروتهم حتي خروجهم من مصر. ويتناول أثرياء مطلع القرن العشرين ومنهم فخري بك عبد النور وعمر سلطان وإدريس بك راغب, لافتا إلي أن أول قائمة مرتبة للأغنياء المصريين ظهرت بعد تأسيس بنك مصر عام1920 وتصدرها الأمير عمر طوسون, كما تناول رؤساء مصر بعد الثورة وأحوالهم وممتلكاتهم, بدءا بمحمد نجيب ثم عبد الناصر والسادات وأخيرا مبارك, وكذلك رجال الأعمال الذين فتح لهم مبارك باب امتلاك أراضي مصر واحتكار ثرواتها, مثل حسين سالم وأحمد عز وهشام طلعت مصطفي, كما يتناول بتفصيل موثق أسرار أغنياء مصر مثل آل ساويرس, ومحمد شفيق جبر, وغيرهما الكثير., محذرا من الزواج بين السلطة والمال.