تفتقر القاهرة إلى المساحات الخضراء، بالمقارنة بمدن عالمية أخرى، ومع الزيادة المضطردة في السكان تقل معدلات تلك المساحات للفرد سنويا، لذا كان أحد الحلول المطروحة هو تحويل أسطح المنازل إلى حدائق وزراعات تمتص الأدخنة والملوثات، وتعمل على تحسين نوعية الحياة والهواء بربوع القاهرة. يقول الدكتور أسامة البحيرى، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة عين شمس إن بداية تطبيق هذه الفكرة فى مصر كانت عام 2000، بهدف تحويل أسطح المنازل لحدائق بدلا من تجمعات القمامة والخردة. ويضيف أن البداية كانت فى محافظة قنا لزراعة محاصيل تتحمل الحرارة (الباذنجان )، ثم بدأ الانتشار فى القاهرة، من خلال جمعيات المجتمع المدنى بأحياء البساتين والسيدة والدرب الأحمر، بحيث نزرع خضراوات نظيفة دون مبيدات. وعن المستفيد من تلك المشروعات تشير إيملى ماتيسون - المسئولة بالبرنامج الدولى (هابيتات) - إلى ضرورة تحديد حيازات المنازل وأسطحها مع دعم نظم مشروعات الاقتصاد غير الرسمى، ومساعدة مسئولي المحليات فى نشر فكرة الزراعات الحضرية، ووضع نهج جديد للتعبير عن احتياجات المجتمع، كما فى تورونتو وميلان وداكار. وتضيف أنه لابد من وضع الزراعة الحضرية ضمن الخطط، خاصة أن القاهرة الكبرى تواجه عشوائية المبانى. وحول طرق تذليل الحصول على الموارد المائية لتلك النوعية من الزراعة أشار الدكتور مارتن بوخهولتس بجامعة برلين إلى أن التكنولوجيا هى مؤشر التوازن كاستخدام المياه الرمادية فى الرى لتحويل الطاقة البيولوجية اللازمة لنمو النباتات، وكذلك فكرة الصوب الزجاجية من منظور جديد، كما فى جامعة القاهرة. ويضيف أنه يمكن الاستفادة من مياه البحر فى المناطق الساحلية مثل الإسكندرية والغردقة من خلال عمليات تكثيف المياه، وأيضا النظام البيولوجى، باستخدام البكتريا لمعالجة مياه الصرف السيئة. وبالنسبة للجانب الاقتصادى يرى كارل فيليب شوك - خبير بالهيئة الألمانية للتعاون الدولى - أن استخدام المياه المدعمة فى الزراعة من الأمور الخطيرة، لأن عملية تنقية المياه يستخدم منها 10% للشرب، والباقى فى ممارسات أخرى، لذلك لابد من مراجعة منظومة دعم المياه مع وضع سياسات جديدة للمستقبل وفق الأولويات. وعن مشكلات التسويق لمحاصيل الزراعة الحضرية يقول شريف حسنى مدير إحدى الشركات العاملة فى مجال زراعة أسطح المنازل والحوائط: الأسر تنتظر من هذه الزراعة الحصول على دخل ثابت، ولكن التسويق ما زال فى مراحله الأولى، ولدينا مشروع (نوايا) الذي يعمل مع الفلاحين المحيطين بالقاهرة، ونقدم لهم من خلاله دورات تدريبية عن الزراعات العضوية، وينقصنا أن تساعدنا المحليات للتوسع فى هذه الزراعات، مع إعطائنا مساحات واسعة.