«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«شين زين»..معجزة الصين الاقتصادية
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 12 - 2015


* من قرية فقيرة ومتخلفة إلى مدينة عالمية غنية
* 190مليون يوان إجمالى ناتج محلى عام 1980 إلى تريليون و600 مليار
* صفر صادرات فى 1979 إلى 284 مليار دولار سنويا فى 2014

تستعد مصر للانطلاق الاقتصادى بعدة مشروعات عملاقة فى مقدمتها تنمية محور قناة السويس بعد ان نجح المصريون بإرادة صلبة وعقل واع فى انجاز مشروع شق قناة السويس الجديدة.
واذا كانت اهمية مشروع تنمية محور القناة تغيب عن البعض ربما عن عمد –خاصة حزب اعداء النجاح – فاننا نقول لهم ان العالم كله يدرك ما تعنيه مصر من تطوير محور القناة ولماذا هذة المنطقة تحديدا. ففى زيارة الى الصين منذ ايام اشاد مسئولون كبار وخبراء اقتصاديون بتركيز مصر على تنمية محور منطقة القناة لانها –كما قالوا- تربط اسيا باوروبا وتقع فى قلب العالم. ويضيف الصينيون بعدا اخر لمشروع تنمية محور القناة وهو ان القناة مركز مهم وجسر للتواصل فى اطار مبادرة الرئيس الصينى "شين جين بينج" المعروفة باسم "حزام واحد طريق واحد" او طريق الحرير الجديد التى طرحها فى عام 2013 وتنفذها الصين بكل جدية وسرعة من خلال ضخ استثمارات ضخمة فى البنى التحتية لكل الدول والاقاليم التى تدخل فى اطار مبادرة طريق الحرير الجديد.
ومشروع تنمية محور القناة سوف يمثل –بإذن الله – القاطرة التى ينطلق منها قطار تنمية وتطوير مصر الجديدة وتقود فى الوقت نفسه الاقتصاد المصرى الى آفاق ما حققته –وتحققه – الصين منذ اكثر من 30 عاما اى معدل نمو سنوى يصل الى 10% -حاليا 6.5%- وما كانت تحققه النمور الاسيوية الاخرى مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا التى سبقت الصين بقليل.

المدينة نفسها حينما كانت فقيرة ومتخلفة عام 1980

وخلال زيارتى الاخيرة الى الصين ضمن وفد صحفى عربى منذ عدة ايام بدعوة من وزارة الخارجية الصينية زرت اول منطقة اقتصادية خاصة انشئت فى الصين فى عام 1980 والتى انطلق منها الاقتصاد الصينى والتقدم المبهر الذى حققته البلاد على مدى نحو 36 عاما فقط منذ ان بدأت طريق الاصلاح والتقدم على يد "حكيم الصين" الراحل العظيم دينج شياوبينج فى عام 1979.
فقد كانت منطقة او مدينة "شين جين او شين زين" الاقتصادية الخاصة هى الطلقة الاولى التى قادت الصين الى طريق التقدم ويعتبرها الخبراء الاقتصاديون معجزة اقتصادية بكل المقاييس وتفوقت على تجارب كوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج.
فما هى قصة "شين زين"؟ وكيف بدأت الصين المناطق الاقتصادية الخاصة التى وضعتها على طريق التقدم لعلنا نتعلم ونستفيد من تلك التجربة الرائدة ونحن بصدد تنفيذ الخطوات الاولى لمشروع تنمية محور قناة السويس؟
"شين زين" من مدينة صغيرة فقيرة الى مدينة عالمية غنية
كانت "شين زين" فى عام 1979 مدينة صغيرة وفقيرة لايعرف اهلها سوى الزراعة والصيد، وتعانى من التخلف الاقتصادى بالرغم من انها على بعد عدة كيلومترات فقط من هونج كونج الصينية المتألقة والمتطورة، ولايزيد عدد سكانها على 30 الف نسمة على اقصى تقدير، يعانى اكثر من 90% منهم من صعوبة الحياة والفقر وتدنى مستويات المعيشة حتى اضطر اكثرهم الى الانتقال التى هونج كونج المجاورة للبحث عن عمل واجر افضل تاركين الاراضى الزراعية الى كانوا يعملون بها للبوار، ولم يزد دخل المواطن فى شين زين على دولارين فى اليوم فى عام 1979 كما قال المسئولون الذين التقيناهم فى بلدية المدينة. يعمل اغلبهم فى الزراعة وبعضهم فى الصيد. ولم يكن بالمدينة سوى عدد قليل من الطرق الممهدة –المرصوفة – ولم تعرف لا الطرق السريعة او السكك الحديدية او ناطحات السحاب التى تعج بها المدينة حاليا. الخلاصة انها كانت مدينة فقيرة للغاية من كل النواحى.
تنفيذ فكرة المناطق الاقتصادية الخاصة واهدافها
ولكن فى عام 1979 ومع بداية اصلاحات "حكيم الصين" وفى اطار خطته لانفتاح الصين على العالم بهدف تطويرها، وضع استراتيجية "المناطق الاقتصادية الخاصة" او ما اطلق عليه " حيث تتمكن الشركات المحلية والاجنبية من ممارسة التجارة والاستثمار وفق اجراءات وقوانين خاصة ولا تكون مقيدة او مكبلة بنفس الاجراءات والقوانين التى تنظم النشاط الاقتصادى المحلى وذلك على غرار مناطق التجارة الحرة فى الدول الاخرى.
ومع بداية عقد الثمانينيات من القرن ال20 ، وافقت الصين على اقتراح "دينج" بانشاء 6 مناطق اقتصادية خاصة، كانت "شين زين " اول واكبر منطقة واعتبرتها الحكومة المركزية بمثابة نموذج وتجربة للتنمية اذا نجحت تٌطبق فى اقاليم اخرى.
ووضع "دينج" ثلاثة اهداف لفكرة المناطق الاقتصادية الخاصة:
الاول: انفتاح الصين على العالم والاستفادة من الافكار الاقتصادية والتجارية والتجارب الاجنبية فى تقدم الصين اقتصاديا وصناعيا. وقد تحقق الهدف.
ثانيا: ان التقدم الذى تحرزه المناطق الاقتصادية الخاصة سوف يدفع بالاقتصاد الصينى الى آفاق جديدة ويحقق معدلات نمو كبيرة تقود الى رفع مستويات المعيشة لدى الصينيين والحياة بصورة اكثر سهولة وراحة بعد سنوات طويلة من المعاناة الاقتصادية والفقر.وهو ما تحقق ايضا.
ثالثا: تدعيم وضع الصين عالميا بان تصبح قوة اقتصادية مؤثرة فى الاقتصاد العالمى حتى تحصل على المكانة الرفيعة التى تستحقها عالميا ويتم الاعتراف بها كقوة اقتصادية عالمية على المسرح الدولى.وقد اصبحت الصين بالفعل ليس فقط قوة اقتصادية عالمية ولكن سياسية ايضا لان الاقتصاد دائما ما يخدم السياسة وليس العكس!
رابعا: جذب الاستثمارات والخبرات الاجنبية بهدف تطوير أليات عمل الاقتصاد الصينى وان تصبح تلك المناطق بمثابة "تجارب استطلاعية" اذا نجحت تطبق فى اقاليم اخرى.
وفى ضوء الاهداف السابقة اتخذت الصين قرارها بإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة الاولى فى منطقة "شين زين" فى عام 1980 وتبعتها بشهور خمسة مناطق اخرى.
عناصر نجاح منطقة "شين زين" الاقتصادية الخاصة
وضعت الحكومة المركزية فى بكين اجراءات وقوانين خاصة للمناطق الاقتصادية الجديدة حتى تضمن نجاحها وتحقيقها الاهداف التى وضعت من اجلها.
وشملت الاجراءات التالى:
تيسير اجراءات بدء النشاط الاقتصادى فى المنطقة للمستثمرين الاجانب والصينيين بعيدا عن التعقيدات البيروقراطية المتبعة فى باقى اقاليم الصين.
اتباع سياسات اقتصادية خاصة تطبق فى المناطق الخاصة فقط بهدف جذب المستثمرين الاجانب والصينيين ايضا من اقاليم هونج كونج وماكاو وتايوان الصينية.
وضع نظم ادارة اقتصادية خاصة واختيار قيادات اقتصادية تتحدث الانجليزية تم اختيارها بعناية شديدة للتعامل مع الاوضاع الجديدة فى تلك المناطق وتتمتع بسلطات مستقلة دون الرجوع الى الحكومة المركزية الا فى اضيق الحدود على ان تتم محاسبتها على الانجاز او الاخفاق.
معجزة " شين زين " الاقتصادية
بدأت معجزة المنطقة الاقتصادية ل"شين زين" فى عام 1980 فى اول تجربة اقتصادية للمناطق الاقتصادية الخاصة بالصين. واتخذت الحكومة المركزية فى بكين الاجراءات التالية لضمان نجاح تجربة "شين زين" كما يقول "لى هوا " عضو اللجنة الدائمة والرئيس التنفيذى للجنة الاقتصادية والمالية بمؤتمر الشعب الصينى.
اولا: قررت ان الهدف من المنطقة الاقتصادية ل"شين زين" هو جذب الاستثمارات الاجنبية والمستثمرين لضخ اموالهم فى اقامة صناعات جديدة فى المنطقة على ان تكون كل السلع المنتجة للتصدير فقط.
ثانيا: الضرائب: قررت الحكومة ان تكون الضرائب فى ادنى مستوى لها ويتم اعفاء كثير من الشركات والمنتجات من الضرائب تماما بهدف تشجيعها على النمو والتطور. وحددت الضرائب على دخل الشركات فى المناطق الخاصة بنحو 15% فقط بشكل عام مع استثناءات كثيرة من الاعفاء الكامل من الضرائب، و يتم اعفاء الشركات العاملة فى الميناء وحوض الميناء لمدة اكثر من 15 عاما من الضرائب تماما خلال السنوات الخمس الاولى من عملها وحتى تبدأ فى جنى الارباح، وتكون الضريبة على الدخل بعد ذلك اقل من النصف خلال السنوات الخمس التالية، واذا كانت فترة تعاقد الشركات على العمل اكثر من 10 سنوات يتم اعفاؤها تماما من الضرائب خلال تلك الفترة، على ان تبدأ الضريبة بعد عامين من تحقيقها ارباح. والشركات التى تصدر ما قيمته 70 % من انتاجها يتم اعفاء ال 30% المتبقية من الضرائب ، وكذلك تعفى السلع المنتجة فى المناطق الاقتصادية الخاصة وكذلك مستلزمات الانتاج من الجمارك تماما.
ثالثا: حق استخدام الارض: يحصل المستثمرون الاجانب والشركات الاجنبية على حق استغلال الارض لمدد طويلة بايجار رمزى للغاية.
رابعا: تحويل العملة والارباح: تستطيع الشركات الاجنبية الابقاء على العملة الاجنبية المحصلة من الصادرات وارباح الشركات العاملة فى المنطقة دون خوف ويمكن لبنك الصين والبنوك الاجنبية العاملة التى يتم السماح لها بالعمل فى المنطقة القيام بتحويل العملات الاجنبية، واصبح بامكان الشركات تحويل ارباحها الى الخارج بعد تحصيل ضريبة الدخل واجور العاملين، وكذلك اصبح بامكان الشركات الاجنبية الحصول على العملات الصعبة من مركز "شين زين" للنقد الاجنبى.
خامسا: تسويق المنتجات, تستطيع الشركات الاجنبية ترتيب وسائل التصدير بمعرفتها سواء من خلال وكالات التصدير او غيرها وفقا للاجراءات الحكومية فى هذا الصدد، ويسمح للمشروعات المشتركة ان تبيع جزءا من منتجاتها فى السوق المحلى وتكون حصة البيع فى السوق المحلى اكبراذا كانت المنتجات مصنعة باستخدام خامات محلية او تكنولوجيا محلية متقدمة من جانب المستثمرين الاجانب، وفى بعض الحالات يمكن للشركات بيع كل منتجاتها فى السوق الصينى المحلى.
سادسا: دخول وخروج المستثمرين الاجانب الى «شين زين» توفر ميناء "شين زين" وثيقة مرور خاصة لكل المستثمرين الاجانب والزائرين من كل من هونج كونج وماكاو المجاورتين وتستطيع السيارات التى تحمل لوحات هونج كونج الدخول بسهولة الى المنطقة الاقتصادية الخاصة فى "شين زين" ويستطيع كل الاجانب سواء مستثمرين او من لديهم اقامة (منزل) فى شين زين الحصول على تأشيرة متعددة للدخول او الخروج وقتما يشأون.
المعجزة الاقتصادية تتحقق فى «شين زين»
وهكذا بعد ان هيأت ومهدت الحكومة المركزية فى بكين ووضعت كل عناصر النجاح لاول منطقة اقتصادية خاصة فى شين زين، ما هى الا سنوات قليلة وبدأت المدينة الصغيرة المتخلفة –سابقا – تتغير ملامحها تماما وتتغير مبانيها وشوارعها وتتوسع بشكل غير مسبوق، وبعد ان كان اهلها مجرد مزارعين وصيادين فقراء لايزيد دخلهم على دولارين فى اليوم تحولوا الى عمال مهرة فى مصانع السيارات والموبايلات والكمبيوتر وغيرها التى ملأت المدينة ، يزيد اجر الواحد منهم على 4350 دولارا شهريا (الدولار =6.3 يوان صينى) واختفت المبانى القديمة وظهرت ناطحات السحاب والمبانى الجميلة والمطاعم العالمية والمحلية الشهيرة التى لم يعرفها اهل شين زين من قبل، وبعد ان كانت مساحة المدينة لاتزيد على 3 كيلومترات مربعة فى عام 1979 توسعت بصورة مذهلة حتى وصلت اليوم الى اكثر من 1700 كيلومتر مربع!، وبعد ان كان عدد السكان لايزيد على 30 الف نسمة يهاجر اغلبهم بسبب الفقر الى هونج كونج وماكاو للبحث عن عمل ، تضخم عدد سكان المدينة حتى وصل فى عام 2014 لاكثر من 10 ملايين نسمة وبعد ان كان اهلها يهاجرون الى هونج كونج وماكاو للبحث عن عمل اصبح سكان هذين الاقليمين والاقاليم الصينية الاخرى تهاجر الى "شين زين" للعمل بها حتى احتلت المدينة فى العام الماضى المركز الاول بين الاقاليم الصينية جميعا استقبالا للمهاجرين نظرا لما تقدمه من فرص عمل واعدة واجور وخبرة عالية.
وبعد ان كان اجمالى الناتج المحلى للمدينة لايتجاوز 190 مليون يوان (الدولار =6.3 يوان) فى عام 1979 اصبح اجمالى الناتج المحلى للمدينة تريليونا و600 مليار يوان فى عام 2014. وبعد ان كانت مدينة فقيرة ومغمورة لايعرفها احد فى العالم اصبحت شهرتها تنافس شنغهاى وطوكيو وسنغافورة وديترويت الامريكية، واسست شركات عالمية لصناعة الموبايلات واجهزة الكمبيوتر والسيارات والسفن والشاحنات والاطارات وغيرها من الصناعات. واصبحت منتجات المدينة من السيارات والموبايلات والكمبيوتر تراها فى شوراع ومنازل القاهرة وريودى جانيرو فى امريكا اللاتينية ولاجوس واديس ابابا فى افريقيا وغيرها.
ولم يعد المواطن الصينى فى شين زين يتنقل بالدراجة كما كان يفعل فى عام 1979 وانما يستخدم احدث وافخم السيارات من الماركات العالمية المصنعة ايضا فى مدينته والتى لايستطيع كثير منا حتى النظر اليها ناهيك عن اقتنائها فى مصر!
وبعد ان كانت المدينة لاتملك سوى ثلاثة فنادق على الاكثر متواضعة المستوى للغاية اصبحت تعج بالفنادق الضخمة والفخمة المليئة بالنزلاء ليلا ونهارا، كما احتفلت المدينة خلال الاشهر القليلة الماضية بافتتاح اول جسر معلق فوق البحر يربطها بكل من هونج كونج وماكاو.
المذهل ان مدينة "شين زين" اصبحت قاعدة صناعية عالمية خاصة فى اجهزة الكمبيوتر حيث تنتج حاليا نحو 90% من انتاج العالم من لوحات المفاتيح (الكيبورد) الخاصة بالكمبيوتر و90% ايضا من انتاج العالم من اجهزة "الموس" او الفارة الخاصة بالكمبيوتر و70% من شاشات الكمبيوتر المباعة عالميا. كما انها تتصدر المركز الاول فى حجم صادرات الصين الى العالم ، ووفقا للاحصاءات التى ذكرها المسئولون بالمدينة خلال لقائهم بالوفد الصحفى العربى ان اجمالى صادرات وواردات "شين زين" بلغت 487 مليار دولار فى عام 2014 اى نحو 11% من اجمالى صادرات وواردات الصين، وهناك نحو 50 الف شركة اجنبية تعمل فى المدينة من 90 دولة ومنطقة فى مقدمتهم هونج كونج الصينية ثم سنغافورة وبعدها تايوان الصينية ايضا ثم كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا وعدد من دول الشرق الاوسط خاصة دول الخليج ومصر وبعض الدول الافريقية. تأسست اكثر من 60 شركة من الدول العربية فى المدينة. وقد كان من حسن حظ الوفد الصحفى العربى الذى شاركت فيه ان زار المعالم الرئيسية للمدينة وشاهد فى متحف المدينة كيف كانت قرية صغيرة وفقيرة منذ نحو 30 عاما ثم كيف اصبحت مدينة عالمية حديثة للغاية وقاعدة صناعية عالمية مهمة، وكذلك خطط تطورها خلال ال 50 عاما المقبلة! كما زرنا مقار العديد من الشركات الصينية العالمية التى انطلقت من المدينة فى صناعة السيارات والموبيلات التى نعرف اسماءها جيدا ونستخدم منتجاتها يوميا ، كما زرنا احدى شركات صناعة القطارات المتطورة والتى تصدرصناعاتها من القطارات ومعداتها الى العديد من دول العالم فى اسيا وافريقيا واوروبا وامريكا اللاتينية واطلعنا على مدى التقدم والتطور التى وصلت اليه صناعة القطارات فى الصين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.