حماصة والمجنون والمولوتوف هذه المسميات ليست مترادفات ولا هى ذات دلالة أو معني، وإنما هى مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، ولاتعنى سوى البلطجة والإجرام والعشوائية وسوء الذوق وفساد الأخلاق.. هى أسماء الصياعة والوضاعة والضياع، «حماصة والمجنون» هما من اعتديا على الملهى الليلى بالعجوزة، وتسببا فى قتل سبع عشرة ضحية إنسانية، أما المولوتوف فهو صيحة العصر فى القتل والتدمير وخراب المنشآت وقنابل يدوية الصنع انتشرت فى السنوات الأخيرة وأصبحت فى متناول أى شخص من أجل الاعتداء والتدمير والارهاب والترويع.. «حماصة والمجنون» رمزان لحالة التسيب والاهمال الأسرى والمجتمعى وغياب عوامل الردع والعقاب والضبط والربط والالتزام بالقواعد والمعايير الأخلاقية، ورمزان لحالة الانفلات الأمنى والتراخى فى تطبيق العقاب الفورى وتحقيق العدالة والقصاص السريع والحاسم. حقا انها حادثة مروعة أبطالها شباب أرعن لايعرفون فى دنياهم سوى الجريمة من أجل الملذات والاستمتاع بالعدوان والتدمير. وأما عن مكان الحادث فهو يمثل ضياع القيم وغياب الأخلاق فلا هو مكان استرخاء أو موقع ثقافى أو ترفيهى ولا هو مكان عام لاجتماع الصحبة الطيبة والاجتماعات البريئة للسمر والحديث الإيجابى الممتع، وإنما هو مكان لهو ولعب لايخلو من سوء الأخلاق، واتباع الهوى وممارسة كل ألوان الشذوذ السلوكى من مخدرات وخمور ونساء وفجور، كل ذلك دون رقيب أو حسيب بل وتحت أعين المسئولين، وأيضا دون ضوابط أمنية وادارية خاصة بالسلامة والآمان ومواعيد الفتح والغلق. إن إصلاح حال المجتمع لمنع مثل هذه الجرائم لا يتحقق بالتمنى أو بالنصح والارشاد فقط، وإنما يستلزم الأمر القصاص العادل بمحاكمات سريعة وناجزة ومعلنة ويحتاج إلى الضرب من حديد على كل من تسول له نفسه الاستهانة بحقوق البشر فى حياة آمنة مطمئنة، وبالطبع فان سيف القانون لاتقيمه الأيادى المرتعشة أو النصائح والأمنيات المترددة أو الحلقات النقاشية السفسطائية وإنما الأمر يحتاج إلى القرارات العقابية الحاسمة والحازمة وأن يسلط السيف على رقاب المذنبين المجرمين دون خوف أو تراجع. إن الجريمة مرض معد والمجرم جرثومة اجتماعية إذا لم يتم استئصالها جذريا فقل على الدنيا السلام. د. يسرى عبدالمحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة