نجحت زيارة محافظ البحر الأحمر اللواء احمد عبد الله لمدينة فرانكفورت الألمانية فى بث حالة من الطمأنينة ورسم ملامح الأمل على وجوه مديرى منظمى الرحلات وشركات الطيران العارض الشارتر الألمانية التى كادت تتلاشى بسبب تجاهل مسئولى السياحة لهم وعدم توضيح الإجراءات التى تمت لتأمين المطارات..بالاضافة الى اختفاء اسم مصر وغياب الحملات الترويجية لتصحيح الصورة الذهنية للحفاظ على هذه السوق التى لا تزال تتمسك بالسفر الى مدن البحر الأحمر المختلفة.. وهنا استطيع ان أقول ان محافظ البحر الأحمر حالفه التوفيق فى اختيار توقيت هذه الزيارة.. والتى جاءت فى اللحظة التى بدأت فيها شركات الطيران الالمانية الدخول الى مرحلة اليأس من وجود مسئول يفضون له بمخاوفهم ويرد على أسئلتهم الحائرة.. اعرف جيدا ان اختيار المحافظ لالمانيا تحديدا جاء بعد التقارير السلبية عن تراجع إعداد سائحيها والتى يتلقاها يوميا من مستثمرى البحر الأحمر ..ومن تواصله الدائم مع وكلاء منظمى الرحلات فقد علم بان هناك مشكلة تلوح فى الأفق مما سينعكس سلبيا على نسب الإشغالات داخل محافظته..وبالتالى تهديد مصدر الرزق الوحيد لآلاف العاملين بالقطاع السياحي. وكما توقع المحافظ والوفد المرافق له من المستثمرين..فقد وجدوا مدراء شركات الطيران العاملة مع السوق المصرية فى حالة قلق وتردد من الالتزام بأى برامج جديدة للمقاصد السياحية المصرية على خلفية ضعف الإجراءات الأمنية فى المطارات وعدم وجود حملات تسويقية تدافع عن اسم مصر، وهنا اكد لهم اللواء أحمد عبد الله ان التقارير الأمنية جاءت إيجابية باستثناء بعض الملاحظات ومع ذلك فقد وافقت مصر على طلبات بعض الدول الأوربية بإلاستعانة بخبراء وشركات أمن دولية لتدريب القائمين على الإجراءات الأمنية فى المطارات المصرية..مشيرا الى ان هناك مفاوضات جارية الآن لاختيار احدى هذه الشركات لأداء المهمة، جاء هذا التصريح بردا وسلاما على مسئولى شركات الطيران الذين شكروا المحافظ على تواجده بينهم ومؤازرتهم خلال هذا التوقيت الصعب. صن إكسبريس تلغى 75% من رحلاتها منذ ان وطأت اقدامنا العاصمة الاقتصادية لالمانيا الاتحادية مدينة فرانكفورت.. ونحن نتلقى العديد من الاخبار المؤسفة حول قيام منظمى الرحلات وشركات الطيران بإلغاء العديد من الرحلات الى مصر فقد قامت شركة تيوى الألمانية TUI بإلغاء 18500 كرسى حتى شهر ابريل المقبل..كما اكد Server Aydin مدير شركة Sun Express ان عدد رحلاته سيتراجع من 43 رحلة أسبوعيا الى 10رحلات فقط على اكثر تقدير..ولم يختلف الحال مع شركة Air Berlin حيث اكد مديرها Erik Bergmuller ان شركته قامت بإلغاء 12رحلة كانت تتوجه الى مدينتى الغردقة ومرسى علم..وتمنى ان تقف هذه الالغاءات عند هذا الحد واصفا الامر بالمخيف.. أين حملات تصحيح الصورة الذهنية عن مصر؟ على مدار يومين عقد الوفد المصرى برئاسة اللواء أحمد عبد الله والسفيرة ايمان محرم قنصل مصر بفرانكفورت ومستثمرو السياحة محمد سمير عبد الفتاح ونورا على وسامح حويدق ومودى الشاعر وشريف حويدق .. حيث بدأ اليوم الاول مع تباشير صباح الاثنين الماضى بلقاء منظمى الرحلات الألمان الذين أكدوا تراجع الطلب على زيارة مصر بنِسَب كبيرة وبشكل يدعو الى القلق .. وطالبوا بالتراجع عن قرار زيادة رسوم التأشيرة أسوة بتركيا وتونس.. وهنا طالبهم محافظ البحر الأحمر بالقيام بدورهم فى دعوة وسائل الاعلام الالمانية الكبرى لزيارة البحر الأحمر ليتجولوا فى شوارعها وميادينها ويتأكدوا بأنفسهم من الاستقرار الأمنى الذى يتمتع به السائحون..مشيرا الى ان الاعلام له دور رئيسى فى نفى الافتراءات التى تصدر من أن لآخر ضد مصر..مؤكدا ان هذه الشهادة ستؤدى الى زيادة الثقة فى مقاصدنا السياحية خاصة أنها ستصدر من اعلامهم وبأقلام كتابهم..وهنا تدخلت نورا على الخبيرة السياحية مؤكدة ان وزارة السياحة هى الجهة المنوط بها دعوة وسائل الاعلام حتى ينقلوا الصورة الحقيقية عن مصر..وأشار تامر مرزوق مستشار مصر السياحى إلى اننا حاولنا دعوة بعض الصحفيين ولكن المسئولين عن صحفهم رفضوا الدعوة لأسباب أمنية..ونرتب لاستضافة بعض البطولات الرياضية لوضع مصر فى دائرة الضوء.. كما أشار منظمو الرحلات الى تأخر قطاع السياحة المصرى فى تدشين حملات الدعاية لضمان عدم اختفاء اسم مصر من اذهان المواطنين خاصة فى ظل وجود منافسين اقوياء مثل تركيا . وفى هذا الصدد أكدوا ان تكاليف الرسوم الارضيّة فى مطارات الغردقة وشرم ومرسى علم تتراوح بين 50 و80 يورو فى حين ان جزر الكنارى على سبيل المثال لا تزيد على 34 يورو .. ولا توجد لديهم رسوم تأشيرات!! إلغاء دعم الشارتر وهنا وضع محمد سمير الخبير السياحى ورئيس شركة ETi من كبرى الشركات الالمانية روشته لإنقاذ ما يمكن انقاذه من الحركة السياحية لافتا الى ان الازمة الحالية اذا استمرت فترة أطول ستكون كارثة لن يستطيع قطاع السياحة تحملها وقد لخص العلاج فى عده نقاط هي: إلغاء رسوم الفيزا تماما أسوة بالعديد من الدول المنافسة..إلغاء الدعم الذى تقدمه وزارة السياحة لمنظمى الرحلات تحت بند الحملات المشتركة على ان يمنح فقط على العدد الفعلى الذى يجلبه منظم الرحلات، وإلغاء دعم الشارتر والاستفادة من المبلغ المخصص لها فى دعم الطائرات التى تصل الى مطاراتنا ضمانا لاستمرار رحلاتها. لاقى كلام سمير قبولا من الحاضرين خاصة ان برنامج دعم الشارتر يصرف لمنظم الرحلات وليس لشركات الطيران التى تتحمل عبء تشغيل الخطوط..ومن الممكن ان تنقل ركاب العديد من منظمى الرحلات على نفس الرحلة.. لذلك رأى المشاركون انها لا تحقق العدالة ويجب ان توجه لدعم الطائرة كما تفعل بعض الدول المنافسة..حتى تساند شركة الطيران ضمانا لتشغيل الخط وعدم توقفه. اليوم الثانى وعودة الأمل لشركات الطيران بدأ اللواء احمد عبد الله يومه الثانى وكانت هناك حالة من اليأس قد بدت على مديرى شركات الطيران الالمانية قبيل اجتماعهم مع الوفد المصري..وقد فاجأنا احد مديرى شركات الطيران بقوله انهم كانوا ينتظرون المسئولين المصريين لكى يشرحوا لهم الموقف المصرى من الإجراءات التى طالبت المانيا بتنفيذها فى المطارات المصرية.. مؤكدا فى الوقت ذاته ان زيارة الوفد ووجود محافظ البحر الأحمر قد جاءت فى موعدها تماما. وقد أشارت شركات الطيران المشاركة فى الاجتماع الى ان تأخر مصر فى تنفيذ الاجرءات الأمنية بالمطارات والرد على الحكومة الالمانية..أدى الى قيام السلطات الالمانية بإجبارهم على تطبيق إجراءات أمنية مشددة على السائحين وحقائبهم مما يزيد من تكلفة الرحلة..الامر الذى سيدفعهم الى إلغاء برامجهم لكل المدن السياحية المصرية، ومن اللافت للنظر ان مطار مرسى علم الذى تديره شركة خاصة حظى بأسوأ تقييم لافتقاره الى بعض الأجهزة المهمة، وطالبوا بأن تقوم مصر بتخفيض رسوم الإقلاع والهبوط فى مطاراتها حيث تصل الى أضعاف بعض الدول السياحية المنافسة، وناشدوا محافظ البحر الأحمر التدخل لدى السلطات الالمانية لمساواة مصر بالدول المنافسة لها فى قيمة الرسوم المفروضة على مغادرة السائحين.. حيث تفرض السلطات الالمانية 24 يورو على السائح المتوجه الى مصر..فى حين لا تزيد هذه الضريبة على 7 يوروات عند سفره لأى دولة اخري. وهنا تدخل اللواء احمد عبد الله وأعلن ان مصر تعتبرهم شركاء لها فى صنع مستقبل السياحة وان الحكومة ابدت موافقتها على استقدام خبراء آمنين من الدول الأوروبية لتدريب العاملين المصريين على الإجراءات الأمنية بالمطارات حتى تعود الحركة السياحية فى اقرب وقت ممكن..مضيفا ان معظم الملاحظات التى أبدتها الحكومة الالمانية حول مطار مرسى علم تتعلق بالايدى العاملة ووجود عنصر نسائيً لتفتيش السيدات مؤكدا ان وزارة الداخلية قامت بمعالجة هذه الملاحظات وفى طريقها للانتهاء من جميع الملاحظات الخاصة بمطار شرم الشيخ...ووعدهم المحافظ بإبلاغ وزير الخارجية للتدخل لدى السلطات الالمانية لمعاملة مصر مثل باقى الدول . انتهت لقاءات محافظ البحر الأحمر بمنظمى الرحلات وشركات الطيران الالمانية..وكان الانطباع السائد ان وزارة السياحة المصرية غائبة تماما عن المشهد وأنها قصرت خلال الفترة الماضية فى تحسين الصورة الذهنية لدى الشعب الألمانى وتركت الساحة خالية للدول المنافسة..كما انها تأخرت فى اعتماد دعم منظمى الرحلات الالمانية لتنفيذ الحملات التسويقية المشتركة اللازمة لجذب الحركة وزياداتها خلال الفترة المقبلة مما يهدد بضياع الموسم الصيفى المقبل. [email protected]