وقف الكلب عند باب الحديقة ينبح, وكأن هناك شيئا يقلقه أو يشتبه فيه, بينما ظل صاحبه عم صفوت يراقبه من بعيد حائرا لا يعرف ما به ولا يفهم شيئا! في الماضي القريب جدا كان يفهم حركاته ونباحه , لكن الكلب صار يتصرف بشكل غريب في الفترة الأخيرة مما سبب له حيرة وقلقا كبيرا, فانشغل بال صفوت في محاولات لفهم حركات صديقة الوحيد, دخل إلي بيته وعاد حاملا معه عظما و لحما ناضجا, لم يقترب الكلب من الطعام رغم أنها وجبته المفضلة. فكر مرة ثانية أحضر الطبق الطائر ليلعبا معا. لكن الكلب لم ينتبه لوجود صاحبه الذي نادي عليه مرات واستمر في حركاته اللامفهومة. وظل ينبح يلف ويدور في المكان. جلس العجوز حزينا, يحدث نفسه: يا تري ماذا حدث للكلب؟ وهل حدث شيء لذاكرته؟ لم اعد افهم لغته.. هل يستدعي الطبيب لفحصه مثلا أو ماذا ؟؟ لعله اصابه العجز او مرض من امراض الشيخوخة.. كيف لم انتبه لهذا, نعم امراض الشيخوخة تصيب الانسان والحيوان معا, وهما متشابهان جدا في هذا في هذا الحين, نبح كلب غريب خارج البيت مقتربا من حديقتهم, بدا انه كلب جارهم المهندس, احتفا الكلب بجاره يهز ذيله وينط فرحا, نط كلب الجار إلي داخل الحديقة مؤكد أنه تلقي دعوة فاسرع بتلبيتها, وأنهما تفاهما وأن كلبه قد قرر أن يستضيف جاره فدخل. بدأ الاثنان يأكلان معا, جلس عم صفوت مبتهجا يلاحظ الكلبين وهما يلعبان بالطوق والطبق فرحانين, احس أن صديقه نسيه تماما فلم يلتفت إليه ولم يشعر بوجوده هناك طوال اليوم. مل عم صفوت الجلوس هكذا واحس بأنه بحاجة أن يتمشي أو يتحدث مع أحد خرج من حديقته طرق باب جاره المهندس الطيب, صافحه.. يا له من لقاء, وسارا علي ضفة النهر يتبادلان الحديث, تعجبا كيف تأخر الحديث الخروج معا الي هنا, بينما كان يجب أن يحدث منذ زمن.