فى الوقت الذى بدأ فيه رؤساء الدول والحكومات المشاركون فى قمة باريس ال 21 للمناخ مباحثاتهم أمس حول المسائل الصعبة التى تشكل صلب قضية المناخ أملا فى التوصل إلى اتفاق للحد من الاحتباس الحراري، أعلن الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أن المؤتمر يسير فى الطريق الصحيح. وحث لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسى الذى يتولى رئاسة المؤتمر الوفود المجتمعين فى لوبورجيه بالقرب من باريس على «العمل بجد» من أجل التوصل إلى اتفاق فى ختام المؤتمر الذى ينهى أعماله فى 11 ديسمبر الجارى. وكان رؤساء الدول والحكومات المشاركون فى المؤتمر قد عقدوا قمة لإعطاء دفع سياسى للمناقشات وهو ما افتقده مؤتمر كوبنهاجن عام 2009، لكن المهمة تبدو صعبة حيث أحصت مؤسسة «نيكولا أولو»، وهى منظمة غير حكومية، أكثر من 200 خيار وأكثر من جملة مطروحة للنقاش. والنص الذى يناقش حاليا، والمدون فى خمسين صفحة، ينقسم إلى فصول كبرى منها: الهدف الطويل الأمد لخفض انبعاثات الغازات السامة ذات مفعول الدفيئة والتكيف مع التغير المناخى وتمويلات السياسات المناخية لدول الجنوب، وآلية مراجعة لرفع التزامات الدول بصورة منتظمة. وعلى المفاوضين أن يسلموا نسخة منقحة للنص بعد غد إلى الوزراء الذين سيتناقشون بشأنها خلال الأسبوع المقبل لمؤتمر المناخ. والهدف هو التوصل إلى أول اتفاق تلتزم بموجبه الأسرة الدولية تقليص انبعاثات الغازات السامة ذات مفعول الدفيئة لاحتواء ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين قياسا إلى الحقبة السابقة للثورة الصناعية. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد حذر أمس الأول من أن ظاهرة الاحتباس الحرارى تشكل مخاطر أمنية واقتصادية وشيكة، معربا عن ثقته فى العقل البشرى الذى يمكن أن يصدر قرارات صعبة لازمة لوقف درجات الحرارة المرتفعة حتى لا يتعين على جميع الدول تخصيص عدد أكبر من مواردها العسكرية والاقتصادية من أجل التكيف مع التغيرات المناخية.