يشكو كثير من الأطفال من آلام فى الساق دون سبب واضح وجرت العادة على تسميتها آلام النمو، وتحتار الأم فى سبب هذه الآلام وكيفية التعامل معها وهل تستلزم اللجوء للطبيب أم لا؟ يوضح د.وائل لطفى أستاذ طب الأطفال بقصر العينى أنه لا يوجد أى دليل على أن النمو يسبب آلاما، ولكن الأسباب الأكثر احتمالا هى الأوجاع الناتجة عن القفز، والتسلق، والجرى الذى يقوم به الطفل طوال اليوم حيث يمكن أن تحدث هذه الآلام تحديدا بعد يوم رياضى حافل بالنشاط، وهى آلام تؤثر على الساقين وعادة ما تحدث فى الليل، وقد توقظ هذه الآلام الطفل من النوم فى كثير من الحالات، وتزداد آلام النمو عموما خلال مرحلتين عمريتين وهى مرحلة الطفولة المبكرة بين 3 و 5 أعوام، وبعد ذلك فى سن 8 إلى 12 عاما. أما عن الأعراض فتتمثل فى تشنجات مكثفة فى الساقين ،ويمكن أن تؤثر على منطقة السمانة والكاحلين. ويضيف: الآلام تأتى وتذهب بشكل متقطع، ويجب ألا تؤثر على قدرة طفلك على المشى، كما أن شدة الألم تختلف من طفل إلى آخر، ومعظم الأطفال لا يتعرضون للآلام بشكل يومى. من أهم الأعراض التى تساعد الأطباء على تشخيص آلام النمو هى كيفية استجابة الطفل للمس فى أثناء شعوره بالألم، فالأطفال الذين يعانون ألماً ناتجا عن مرض طبى خطير لايتحملون أن يقوم أحد بوضع يده على منطقة الألم حيث إن الحركة تزيد من شعورهم بالألم، ولكن مع آلام النمو يستجيب الطفل بشكل مختلف فهو يتحسن حين تقوم بتدليكه أو الضغط على مكان الألم. ويوضح د.وائل أن الأطباء يصلون عادة إلى تشخيص الآلام النمو عن طريق استبعاد الاحتمالات المرضية، ويتم هذا عن طريق الحصول على التاريخ الطبى الشامل والفحص البدنى من قبل الطبيب. وفى حالات نادرة، قد تكون هناك حاجة لبعض فحوصات الدم والأشعة السينية قبل اتخاذ التشخيص النهائى للآلام. ولمساعدة طفلك وتخفيف الألم يمكنك تدليك المنطقة، أو القيام بتمرينات الإطالة، وضع وسادة دافئة على المنطقة، إعطاء مسكن مع مراعاة عدم إعطاء الأسبرين للأطفال تحت 12 سنة بسبب ارتباطه مع متلازمة راى، وهو مرض نادر ولكن مضاعفاته خطيرة. وينصح باللجوء إلى الطبيب عند ظهور أعراض مثل الحمى أو فقدان الوزن، أوألم فى مفصل واحد تحديدا، وازدياد الألم بمرور الوقت، أو الشعور بألم يعيق الأنشطة اليومية المعتادة، أو العرج، أو أعراض غير طبيعية فى المفاصل مثل محدودية الحركة، الاحمرار، التورم، أو الدفء حيث إن وجود هذه الأعراض تستلزم إستشارة الطبيب.