تداعيات حادث الطائرة الروسية السريعة تركت تأثيرا سلبيا على الحركة الجوية والسياحية الى مصر بعد تعليق بريطانياوروسيا رحلاتهما الى شرم الشيخ، ووصل الامر الى طلب الجانب الروسى من مصر تعليق رحلات مصر للطيران الى موسكو، وهنا يمكننا ان نتفهم حرص الجانب الروسى على أمن وسلامة مواطنيه من خلال تدابير خاصة بعد الحادث وتفهم الاجراءات الاستثنائية التى تتخذها روسيا وهذا حقها فى ظل تصاعد وتيرة التهديدات الارهابية عالميا. ولكن هذه التداعيات تتطلب منا ان نعيد ترتيب اولوياتنا وحساباتنا فى العديد من المجالات خاصة فيما يتعلق بمنظومة العمل داخل قطاعات عديدة منها الطيران والسياحة وغيرها من القطاعات، وضرورة وضع خطة متكاملة تحديدا لمنظومة العمل بالمطارات المصرية يتم من خلالها «توحيد» الجهة المسئولة عن ادارة وتشغيل المطار من كافة النواحى الامنية والادارية والاقتصادية بدلا من «تفرق» وتشتت المسئوليات حاليا وتوزيعها على جهات عدة لا سلطان لجهة على أخرى، وهنا يصعب حتما تحديد المسئوليات والتى نقر أنها متداخلة ومتشعبة بدرجات متفاوتة ولا يمكن بالتالى محاسبة المقصرين! ايضا نحتاج الى ادارة أزمة السياحة الى مصر، وانخفاض الحركة الجوية وتحديدا فى المدن السياحية وخاصة فى شرم الشيخ بخطة منهجية بعيدا عن الشعارات الرنانة والتى جاء التعامل معها حتى الان بصورة «حماسية» و «عشوائية» دون خطة علمية مدروسة لمواجهة الازمة الحقيقية بعمل برامج ترويج حقيقية للسياح الاجانب والذهاب اليهم فى بلادهم من خلال خطة تسويقية متكاملة، واللجوء الى فتح اسواق جديدة سواء بالنسبة للسياحة او شركات الطيران المصرية بمزايا جاذبة مع تقديرنا لكل المبادرات الجيدة لتنشيط السياحة الى شرم الشيخ تحديدا برغم ان مدنا سياحية فى مصر تعانى ايضا من تراجع فى الحركة السياحية، وتحتاج الى ان تكون ضمن منظومة متكاملة لتنشيط السياحة الى مصر، ولكن ليس بالمهرجانات او المسيرات ستعود السياحة.. ولكن لابد من خطوات علمية وعملية من مختلف الوزارات. وكان يجب ايضا ان تكون هناك خطوة «استباقية» «وتضامنية» مع الأصدقاء الروس فى محنتهم بعد الحادث بإقامة «نصب تذكارى لضحايا الحادث» تعبيرا عن التضامن مع الشعب الروسى وعائلات الضحايا ويتم دعوة أسر الضحايا، الروس الى مصر لافتتاح هذا النصب التذكارى وبحضور مسئولين من الجانب الروسى والمصرى للمشاركة فى هذه المناسبة التى ستكون تعبيرا من الشعب المصرى عن تضامنه مع الشعب الروسى وان هذا الحادث الاليم لن يؤثر على العلاقات المتميزة بين الشعبين المصرى والروسى.