عدد كبير من الأمهات يعانين من سلوك أطفالهن الذى يتصف بالعنف أو العدوان وفى بعض الأحيان الانعزال الاجتماعى وتطلب المساعدة.. وعلم النفس الحديث يفضل تطبيق دراسة «السيكودراما» ضمن مناهج الكليات التربوية والطب كما ينصح الأمهات والآباء بالتعامل بأسلوب السيكودراما الذى يتميز بالمزج بين اللعب والعلاج النفسى لتحقيق التعديل السلوكى للطفل أو المراهق من خلال إعطائه مساحة أكبر من الحرية فى التعبير عما يدور فى داخله كأسلوب علاجى له خاصية الجاذبية لدى الأطفال فيعتبره حالة من حالات اللعب التلقائى الذى يجمع بين الخيال والواقع. هذا الأمر يوضحه مدرب تنمية المهارات البشرية والمحاضر بجامعة عين شمس سامح عزت فيقول إن السيكودراما تعتمد على ثلاثة عناصر أساسية أهمها هى المعالج النفسى الذى لا يشترط أن يكون متخصصا فى علم النفس، ولكن يكون مؤهلا فى اختيار الممثلين والسيناريو والمكان المناسب للعلاج مع الحرص على السرية التامة عما يحدث فى العلاج، ويكون عمله تحت أشراف دكتور متخصص علم نفس، والعنصر الثانى الممثلون الذين يقومون بأداء المشكلة التى تعرض لها الطفل المعالج، والعنصر الأخير هو الطفل المعالج.. كل ذلك من أجل إيجاد الأسلوب الأمثل لتعديل السلوك أو العلاج النفسى. ويشير ايضا الى أن هناك أدوات مستخدمة للإخراج المسرحى كخشب المسرح والعرائس والإضاءة يدوية والقصص واكتشاف ما فى داخل الطفل ذلك لتنمية خياله والقدرة على التعبير عن انفعالاته الداخلية، ومن خلال ذلك يتم تعديل سلوكه الناتج عن بعض الاضطرابات السلوكية كفقدان الثقة بالنفس والفوبيا والاكتئاب والانعزال الاجتماعى، وأيضا تساعد السيكودراما بعض حالات الأطفال من ذوى صعوبات التعليم أو التوحد، مع الأخذ فى الاعتبار نسبة الذكاء والإدراك ومراعاة توفير الظروف المناسبة لذلك كوجود مسئول التخاطب أو الدكتور المعالج لتحقيق التواصل بين الطفل المعالج والسيكودراما. يشرح المدرب سامح أن هناك أساليب متبعة فى السيكودراما منها تبادل الأدوار حتى يتمكن الطفل من رؤية مشكلته من زاوية أخرى، أو أسلوب المرآة بأن يشاهد نفسه، أو النموذج فيشاهد المشكلة الخاصة به مع الحلول البديلة النموذجية، أو الدوبلاج أن يقوم شخص بالتعبير عنه للمشكلة التى يتعرض لها مع أخذ رأى الطفل المريض. وعن أهمية السيكودراما ودورها فى تعديل سلوك الطفل يقول المدرب سامح إنه مهم فى تعديل السلوك للطفل منذ 3 سنوات حتى 6سنوات حيث تساعده على تنمية مهاراته من خلال المحاكاة بالقصص المرئية أو المقروءة لأن ذلك يساعد على اكتساب العادات والسلوك الحسن كالصدق والأمانة والعطاء أما العلاج بالسيكودراما فيبدأ من 6سنوات ويتم تقسيم أسلوب العلاج حسب المرحلة العمرية . وكما ينصح بعدم انشغال الأم عن طفلها لأنه للأسف هناك بعض الحالات تكون بسبب ذلك مما يعطى فرصة للطفل لمشاهدة برامج عنف أو الخيال غير الواقعى، مما يولد لديه مشاكل عديدة كالاستهانة بمشاعر الآخرين أو الخوف ، موضحا أنه لاحظ ذلك فى إحدى الجلسات بأن هناك طفلا عمره 6 سنوات لديه الفوبيا من مشاهد الطيور، وبعد فترة من العلاج اتضح ان السبب فى ذلك هو مشاهدته برامج الكرتون الخيالى دون الواقع لفترة طويلة أكثر من ساعة فى اليوم، مما أوجد لديه هذه المشكلة التى كلما كبر صعب حلها ،ومن هنا يحذر الأمهات من عدم الاهتمام بالبرامج التى يشاهدها أطفالهن . وأخيرا يؤكد الالتزام بنصائح المدرب بعد الانتهاء من العلاج لتجنب حدوث ما يسمى بالانتكاسة التى تعتبر هى اهم مرحلة فى العلاج، موضحا أنه قد يصاب الطفل بالانعزال الاجتماعى أو الأكئتاب أو فقدان الثقة بالنفس بسبب عصبية الوالدين أو احدهما، وبعد العلاج والاندماج مع المجتمع وفى هذه المرحلة يشعر الأهل بصعوبة الالتزام بالهدوء لمدة طويلة فيتجاهلون ما حدث لطفلهم ويتعاملون معه بعصبية مما قد يؤثر عليه بسلبية ولكن لا شك أن النتيجة تستحق المحاولة وتعديل سلوك الآباء والأمهات قبل الأطفال.