الجرأة هى السمة الأساسية للمؤتمر الدولى الثالث للعلوم المتقدمة التطبيقية والذى نظمته كلية الدراسات العليا للعلوم المتقدمة بجامعة بنى سويف . فلأول مرة تحرص مؤسسة أكاديمية على إقامة مؤتمر علمى يجمع أربع تخصصات علمية تطبيقية مختلفة مثل النانوتكنولوجى وعلوم المواد، البيوتكنولوجى، العلوم البيئية والطاقة المتجددة. إضافة إلى ذلك فلقد شهد المؤتمر والذى أقيم مؤخرا بمدينة الغردقة زخما وتنوعا من المشاركين ما بين شباب الباحثين والأساتذة من الجامعات الإقليمية إلى علماء وباحثين من المراكز البحثية الدولية والجامعات الخاصة. ويقول د.محمد خضر نائب رئيس جامعة بنى سويف لشئون التعليم والطلاب ومؤسس كلية الدراسات العليا للعلوم المتقدمة إن كلية الدراسات العليا هى الأولى من نوعها فى مصر التى تنتهج فكرا جديدا فى تدعيم التعاون البينى لمختلف التخصصات، وكذلك التركيز على العلوم التطبيقية والتكنولوجيات الحديثة أملا فى الوصول إلى ابتكارات وحلول تخدم قطاع الصناعة وتدعم مسار التنمية فى مصر لذلك كما قمنا بالتواصل مع المراكز العلمية فى الخارج لوضع البرامج البحثية مثل د. مأمون محمد الأستاذ بالمعهد الملكى السويدى للتكنولوجيا، ولذلك فإن الأقسام التى قمنا بتأسيسها ليست تقليدية والبحوث أيضا جديدة وتسهم فى دعم الصناعة وبحث المشاكل المجتمعية. ومن المخرجات الهامة لكلية الدراسات العليا للعلوم التطبيقية والتى لم تتم أكثر من 3 أعوام على إنشائها، هو أن لدينا براءة اختراع لمنتج يسهم فى تكسير انبعاثات ثانى أكسيد الكربون إلى كربون وأكسجين، وحاليا نسعى لتسويق الابتكار مع المصانع التى ستستعين بالفحم كمصدر للطاقة كما نعمل على مشاريع بحثية مع شركات الأسمنت لتحسين خواص المنتج وتقليل كميات المياه فى التصنيع باستخدام مركبات نانومترية مبتكرة تلبى احتياجات الصناعة. من ناحية أخرى تحدث د. محمود هاشم عبد القادر أستاذ الكيمياء الضوئية بمعهد الليزر وعضو المجمع العلمى عن تقنيات العلاج الضوئى الديناميكى كأحد المسارات البحثية الهامة التى كان لمصر منذ أيام الفراعنة دور رائد فى ابتكارها ومدى التطور العالمى فى هذا التخصص فى علاج الأورام السرطانية بالاشتراك مع المسارات العلاجية التقليدية من علاج دوائى وتدخل جراحى حيث تسهم هذه التقنية فى استهداف الأورام مباشرة بعد حقنها بمركبات كيميائية ثم تسليط الضوء على الخلايا المصابة دون غيرها، وهو ما يمثل ثورة مستقبلية فى العلاجات الموجهة. ويضيف د. محمود هاشم أن هناك جهودا بالاشتراك مع الأساتذة بمعهد الأورام لنقل هذه الخبرة العلمية وتطبيقها فى مصر. تقنيات معالجة المياه د. أحمد لبنة الباحث فى مجال التكنولوجيا الحيوية بمعهد بحوث البترول تحدث عن استخدام أنواع جديدة من الميكروبات والبوليمرات غير العضوية فى معالجة المياه من المعادن الثقيلة أو المخلفات الكيماوية والبيولوجية الضارة حيث نقل الخبرات التى تعلمها فى معهد بحوث المياه بجامعة ميونيخ، وفى ذات السياق عرض شباب الباحثين من جامعتى طنطا وبنى سويف نماذج أخرى تجارب معملية لاستخدام مركبات من النانو وأنواع من الطحالب والميكروبات لمعالجة المياه فى وقت أقل مما هو متبع الآن وبفاعلية أكبر وتكلفة أقل بكثير. ونظرا لأهمية هذه البحوث طالب الحضور الباحثين باستكمال دراسات الجدوى الاقتصادية سواء فى جدوى إعادة استخدام هذه المركبات أكثر من مرة أو فى تطبيقها على نطاق محطة تحلية مياه وأهمية النظر لهذه البحوث، والتى قد تسهم فى علاج الكثير من المشكلات الراهنة. طب وصحة الأسماك وتحدث د.منصور المتبولى أستاذ ورئيس قسم طب وأمراض الأسماك بجامعة فيينا بالنمسا عن علاج الأمراض الوراثية للأسماك باستخدام تقنية حديثة متداولة عالميا CRISPR/Case 9 والتى تتيح استئصال الجين المراد من الشريط الوراثى وإضافة جين بديل. هذا التطور المهم فى علم الهندسة الوراثية كما يوضح د. المتبولى والذى تم ابتكاره منذ سنوات قليله من المتوقع أن يكون موضوع جائزة نوبل لعام 2016 فالتقنيات المتداولة من أكثر من 10 سنوات تتيح لنا فقط إبطال مفعول الجينات، أما التقنية الحديثة فهى ثورة علمية جديدة ستتيح لعلماء الوراثة فى مجال أمراض النبات أو الحيوان أو حتى أمراض البشر فى الحد من تداول الأمراض الوراثية بل وإمكانية إضافة صفة وراثية محددة، التأكد من أن الجين تمت إضافته فعليا فى الموقع المراد بالشريط الوراثى ولعل ما يجب الإشارة إليه هو أهمية الالتزام بالبعد الأخلاقى فى مثل هذه الأبحاث حيث إنها من الممكن أن تستخدم للضرر وفى الحروب البيولوجية. من ناحية أخرى أشار د.المتبولى إلى أن صحة الأسماك من الموضوعات البحثية الهامة جدا فى ظل التوجه العالمى لمضاعفة الإنتاج وتلبية الحاجة للغذاء من الأسماك إضافة إلى نمو السوق الدولى لأسماك الزينة، ويضيف أن مصر لديها فرصا هائلة للمنافسة عالميا، إذا ما استغلت مواردها الطبيعية بشكل فعال سواء فى المياه العذبة أو حتى المزارع السمكية بالبحار وبطول مجرى قناة السويس. أما د.أرثر بوس باحث علوم البحار بالجامعة الأمريكية بالقاهرة فتحدث عن مشروع بحثى يقوم به بالاشتراك مع فريق بحثى بقسم البيوتكنولوجى بدراسة المركبات الكيماوية المستخلصة من شقائق النعمان حيث من المفترض أن تكون لبعض المركبات فاعلية فى التغلب على الأورام السرطانية. روبوت لجمع الكوبلت المشع من البحوث الهامة التى عرضت بالمؤتمر دراسة للمهندس أحمد إسلام بهيئة الطاقة الذرية عن التحكم المرئي عبر ذراع روبوت فى وحدات الكوبلت60 الجامية حيث تعتبر وحدات التشعيع التى تستخدم الكوبلت60 كمصدر مشع أحد أهم الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية لما لها من دور هام فى تعقيم كافة المنتجات الطبية ومعالجة الأغذية لسد حاجة السوق المحلية والعالمية. لكن توجد عدة مشاكل هامة جداً وفى غاية الخطورة تتعلق بأقلام الكوبلت60 المشعة من حيث احتمالية سقوطها فى بئر التخزين المائي. ويقدم هذا العمل إمكانية استخدام التحكم المرئي فى روبوت ذى ذراع متحرك لجمع كبسولات الكوبلت60 الساقطة فى قاع بئر التخزين المائي لذلك تم بكلية الهندسة بالمطرية جامعة حلوان تصميم موديل لذراع الروبوت ذى خمس درجات حرية. وقد تبين من التجارب صحة التطبيق المقترح وثبت نجاحها، وبالتالى تم اقتراح منظومة لتجميع أقلام الكوبلت60 المشعة دون تدخل المشغلين، بهدف زياد معامل الأمان الإشعاعي.