يقولون إن ضربة باريس الإرهابية ضربة موجعة وأنا معهم.. ويقولون إن سوريا أصبحت أكبر مصنع للإرهاب فى العالم وأنا معهم.. ويقولون إن كثيرا من الدعاة المتطرفين فى مساجد أوروبا يغذون ثقافة الإرهاب وأنا معهم... ويقولون إن الحدود المفتوحة بين الدول الأوروبية هى التى تيسر للإرهابيين حرية الحركة وحرية العمل بدليل أن الرئيس الفرنسى هولاند قال صراحة إن جريمة باريس جرى تدبيرها فى بلجيكا وتم تنفيذها على الأرض الفرنسية ولكن أهل أوروبا لم يمتلكوا بعد شجاعة الاعتراف بمسئوليتهم عن نشوء هذه الفصائل واحتضانها وتمويلها ومباركة ذهاب الأوروبيين للقتال فى سوريا وغيرها من بلداننا. والحقيقة إن ضربة باريس أوجعتنا بمثل ما أوجعتهم ولكن ماذا عن الصمت الأوروبى لحالة الوجع التى تعيشها مجتمعاتنا منذ سنوات بسبب جماعات الإرهاب والتطرف بينما كانت أوروبا تتباهى بتوفير الملاذات الآمنة لهؤلاء الإرهابيين. إن هذه ليست كلمات من أجل الشماتة فى أحد ولكنها نقاط على حروف ينبغى التقاطها وفهمها بعد أن اتضح للجميع أن سرطان الإرهاب ليس له وطن ولا جنسية ولا حدود وإنما هو مؤهل للتمدد والانتشار فى الجسد الإنسانى كلما كان ذلك ممكنا ومتاحا! لقد آن الأوان لصحوة أوروبية مستنيرة تتجاوز حدود الاجراءات الاحترازية التى لا يجادل فيها أحد ولكن القضية أعمق وأشمل من ذلك بكثير وتتطلب وقفة أوروبية مع النفس والذات من أجل مراجعة المعايير المزدوجة فى التعامل مع قضايا العرب والمسلمين وعدم الفصل بين إرهاب الجماعات المتطرفة وإرهاب الدول التى تحتل أراضى الغير ويحكم توجهاتها سياسات عنصرية وانتقائية توفر الوقود المغذى للإرهاب. ويا عقلاء العالم عليكم أن تفرقوا بين أمة إسلامية تدعو للتسامح والتعايش والسلام وبين فصائل مغيبة خرجت من عباءة جماعة سيطرت على عقولهم داخل أوروبا ذاتها من خلال إدعاء القدرة على فرض أستاذيتهم على العالم... ويا للغرابة أن هذه الجماعة تحديدا يستخدمها الأوروبيون كورقة ضغط وابتزاز ضدنا منذ سنوات.. واللهم لا شماتة! ثم يبقى سؤال ضرورى هو : من المستفيد من هدم المشروع الأوروبى القائم على حرية الحركة والانتقال للسلع والأفراد بين دول القارة؟ خير الكلام : خير لك أن تنصح عدوك قبل أن تستنجد بصديقك ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله