أكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن اجتماع فيينا حول الأزمة السورية الذى شارك فيه وزير الخارجية سامح شكري، قد وضع إطارا يمثل خارطة طريق للمجتمع الدولى للتعامل مع هذه الأزمة، تحت رعاية المبعوث الأممى ستيفان دى ميستورا. وأوضح- فى تصريحات خاصة ل»الأهرام»- أن الاجتماع يكتسب أهمية خاصة لأنه يأتى عقب ما تم الاتفاق عليه فى اجتماع فيينا الأول منذ أسبوعين، فضلا عن أنه وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالخطوات التنفيذية المطلوب اتخاذها خلال المرحلة القادمة وتحديد أطر زمنية لتنفيذ تلك الخطوات. وأضاف أن الآراء والمجتمعين توافقوا على أهمية بدء العملية السياسية والحوار السياسى بين الأطراف السورية فى شهر يناير القادم، كما تم التوافق أيضا على أن تكون المرحلة الانتقالية بأكملها 81 شهرا أملا فى أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 6أشهر. وأوضح أن المجتمعين اتفقوا على أن يعقد الاجتماع القادم فى منتصف ديسمبر عقب انتهاء قمة المناخ بباريس. وأشار إلى أنه حتى ذلك التاريخ ستبذل الأطراف المشاركة جهدا على مسارين، الأول يتعلق بتوحيد المعارضة السورية أو تشكيل فريق تفاوضى موحد باسم المعارضة السورية. وأكد أن ذلك يمثل جهدا أساسيا مطلوبا قبل البدء فى الحوار السياسى بين المعارضة والنظام، وستضطلع به عدد من الدول الأعضاء فى المجموعة. وأضاف أن الجهد الآخر يتعلق بالإرهاب وتحديد التنظيمات التى سيتم تصنيفها على أنها إرهابية. وأكد أبوزيد -ل »الأهرام»- أن عنصر النجاح الرئيسى فى سبيل الاعداد للمفاوضات التى ستبدأ فى يناير القادم، يتمثل فى ضمان الانخراط الايجابى والجاد من جانب القوى الاقليمية والدولية فى هذا الجهد، مما يعنى استمرار الولاياتالمتحدة وروسيا فى قيادة هذا العمل ومشاركة الدول الإقليمية المؤثرة والهامة والمهتمة بالقضية السورية. وأكد أن ذلك يعد أهم العناصر حتى يكتب النجاح لهذا الجهد، معربا عن أمله فى أن تكشف تطورات المرحلة القادمة عن ذلك. وأشار إلى عدة نقاط تؤكد عليها مصر فى هذا الإطار؛ أهمها مرجعية مؤتمر جينيف 1 ومخرجاته كأساس للعملية السياسية التى سيتم إطلاقها فى سوريا. وأوضح أن النقطة الثانية التى تؤكد عليها مصر دائما أنه لايوجد حل عسكرى للأزمة السورية وأن الحل يجب أن يكون سياسيا. أما النقطة الثالثة فتتعلق بالتعامل مع التحديات الانسانية فى سوريا وضرورة تفعيل الجهود الدولية لايصال المساعدات الانسانية إلى سوريا، وكذلك مسئولية الدول الحاضنة للاجئين والنازحين السوريين فى توفير حياة آمنة لهم واحتياجاتهم الأساسية. وفيما يتعلق بالهجمات التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، فأوضح المتحدث أن هذه الأحداث وما وقع قبلها منذ يومين فى لبنان، تؤكد صدق وقوة الموقف المصرى فيما يتعلق بمسألة مكافحة الإرهاب منذ البداية، وهو التأكيد على أن الإرهاب لايميز بين حدود الدول وجنسيات البشر ودياناتهم، ولكنه تهديد للانسانية جمعاء، لايهدف سوى للتدمير والخراب دون تمييز. وطالب بتكاتف جهود الدول المختلفة لمكافحة تلك الآفة الخبيثة. وأوضح أنه لاتستطيع دولة واحدة أن تقوم بذلك بمفردها، مما يتطلب تكاتف الدول فى الأطر المختلفة لضمان وجود استراتيجية ناجزة وجادة فى مكافحة الإرهاب. وفى هذا الصدد، أعرب المتحدث عن عدم رضاء مصر حول مستوى تبادل المعلومات معها فيما يتعلق بحادث سقوط الطائرة الروسية. وأوضح أن مصر طالبت كل الدول التى تناولت أو تبادلت تلك المعلومات، وحتى أطلقتها فى وسائل الإعلام، أن توفى السلطات المصرية بمعلومات دقيقة تساعد فى عملية التحقيق. وأضاف أن اللجنة ذاتها المعنية بالتحقيق قد طالبت بموافاتها بتلك المعلومات ولم يتم ذلك. وشدد على أن الرسالة التى يجب التركيز عليها أنه قد آن الآوان للتعامل بجدية مع هذه المسائل وتنسيق المعلومات وتبادلها لأن أى معلومة تتوافر لدى طرف يمكن أن تنقذ حياة شخص واحد. وأضاف- فى هذا الصدد- أن مصر لا تستبعد أى سيناريو وهو ما أكدته لجنة التحقيق، مشيرا إلى أن كل الاحتمالات واردة ولكن هذا عمل فنى وتحقيقات فنية، وأى معلومة سيتم تبادلها فى هذا الشأن ستكون مفيدة.