«رضعى طبيعى احمى نفسك واحميه» هذا الشعار لمبادرة أطلقتها د. مى سعد الدين استشارى طب الأطفال بمستشفى أبو الريش الجامعى وعضو جمعية مصر للتنمية والصحة المستدامة. حيث تقول د. مى سعد الدين « تعد تجارة الألبان الصناعية الأكثر رواجا فى العالم رغم تأكيد »منظمة الصحة العالمية« على أهمية الرضاعة الطبيعية للأم والطفل وخاصة فى الأشهر الستة الأولى من عمره، لضمان المستوى الأمثل من النمو والصحة، ومع ذلك فإن معظم الأمهات يختلقن حججاً شائعة وواهية لتبرر إعراضهن عن إرضاع أطفالهن بطريقة طبيعية، وهو ما يؤدى إلى تحملهن تكاليف الحليب الصناعى، الذى يشهد ارتفاعا فى أسعاره، وبحجة أن اللبن الصناعى أفضل للطفل، وهذه مقولة خاطئة، والأبحاث العلمية أكدت أن اللبن الصناعى له العديد من المخاطر والأضرار الجسيمة على صحة الطفل». وتوكد أحدث إحصائيات وزارة الصحة أن 40% فقط من الأمهات يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية حصرية فى أول 6أشهر، و7% يرضعن رضاعة صناعية منذ البداية، و53% مزيج من لبن الأم واللبن الصناعى والطعام كالخضراوات والفاكهة والحبوب المكملة. وتضيف د. مى أن الأبحاث العلمية أكدت أهمية وفوائد الرضاعة الطبيعية أولا بالنسبة للأم: فهى تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدى بنسبة 25% ، فكلما زادت سنوات وشهور الرضاعة قلت نسبة خطر تعرضها للإصابة بسرطان الثدى، كما يقل خطر الإصابة بسرطان الرحم والمبيض، وتحمى من الإصابة بهشاشة العظام أربع مرات أكثر من النساء اللاتى يعزفن عن الرضاعة الطبيعية، وتؤخر الرضاعة الطبيعية التبويض وبذلك فسوف تتمكن الأم المرضعة من أخذ فرصة كافية بين كل إنجاب وآخر. بجانب تعزيز الصحة العاطفية حيث تشير الأبحاث والدراسات العلمية إلى أن الأم المرضعة تكون درجة قلقها وتوترها وشعورها بالاكتئاب بعد الولادة أقل كثيرا من الأمهات غير المرضعات، وتساعد على فقدان الوزن بعد الولادة، وتعزز المشاعر لدى الأم تجاه وليدها وعلاوة على كل ذلك فالرضاعة الطبيعية أقل تكلفة. أما فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الرضاعة الطبيعية مهمة فى تقليل خطر تعرض الطفل لعدد كبير من الأمراض، فأول لبن ينزل من ثدى الأم يساعد على تنظيف وليونة الأمعاء وبالتالى فهو يقلل من خطر تعرض الطفل للإصابة بالصفراء، بالإضافة إلى أن العناصر الغذائية الموجودة بلبن الأم تفيد الطفل فى أنها تزيد من نسبة ذكائه وتكوين عقله، وتساعده الرضاعة على تقوية عضلات الفم وعظام الوجه والظهور السريع للأسنان للطفل، والتكيف والتأقلم فى أيامه الأولى مع البيئة المحيطة به خارج بطن الأم، كما يقلل لبن الأم من خطر تعرضه للسمنة، ويساعد على تكوين الجهاز المناعى لدى الطفل وبالتالى يساعده على الحماية من الطفيليات الضارة كالبكتيريا والفطريات والفيروسات، ويحمى من الإصابة بالتيتانوس والربو والتهاب الأمعاء والتعرض للإصابة بالسرطان.، ويعتبر من أهم الوسائل لإشباع احتياجات الطفل سواء الغذائية أو العاطفية. وأما أضرار الحليب الصناعى كثيرة ومتنوعة، رغم ما تشيعه الشركات المنتجة، حيث إن نسبة الوفيات بين الأطفال الذين يرضعون صناعيا تفوق بأربعة أضعاف وفيات الأطفال الذين يرضعون طبيعيا، أما نسبة الالتهابات والنزلات المعوية عند الأطفال الذين يرضعون صناعيًا أكثر ب20% من نظرائهم ممن يرضعون طبيعيا، والرضاعة الصناعية تؤدى إلى 200 نوع من الالتهاب، وتؤثر سلبيا على السمع، وتسبب الضغط والسمنة، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن معدل ذكاء الأطفال الذين يرضعون حليبا صناعيا أقل ب10 درجات. ومن المعتقدات الخاطئة التى تجعل الأم تلجأ الى اللبن الصناعى الإعلانات الكاذبة التى استغل منتجو الألبان الصناعية فيها الأمهات وأفهموهن أن الرضاعة من الثدى تقضى على الرشاقة والجمال وتضيّع الكثير من وقتهن، والدعايات المضللة أن الألبان الصناعية تحتوى على عناصر تفوق لبن الأم وأنها تحفظ الأطفال من الإصابة بالأمراض وأخيرا تقول د. مى آن هناك بعض الحجج من الأمهات لعدم إرضاع أطفالهن طبيعيا منها مقولة: «أنا ضعيفة» نقول لها إن الرضاعة الطبيعية تكون مغذية للطفل حتى لو كانت الأم نفسها ضعيفة، وهناك من تقول طفلى بيرضع كل شويه فإذن لبنى غير كاف نقول لها: إن لبن الأم خفيف على معدة الطفل وسريع الهضم فالمقياس الوحيد لمعرفة لبنك كاف أم لا هو متابعة وزن الطفل، وهناك من تقول «أنا أعمل ولا استطيع أن أرضع طبيعيا » نقول لها تستطيعين تشفيط لبن الثدى لإرضاع طفلك فى غيابك. وأخيرا هناك بعض النصائح التى تزيد من إدرار اللبن وهى شرب المياه بكثرة خاصة قبل وقت الرضاعة، وشرب العصائر الطبيعية والينسون والشمر والحلبة أفضل مدر للبن منذ القدم، والسمسم وبذور الشمر وهناك مشروب مسحوق القرفة بالعسل واللبن الدافئ يوميا قبل النوم.
