كارثة حقيقية تتعرض لها منطقة وادى النطرون بمحافظة البحيرة من جراء الأمطار و السيول الجارفة التى لا تهدأ،حيث تتجاوز الخسائر فى القطاع الزراعى 3 مليارات جنيه على الأقل ما بين مزارع دواجن إقتلعت من فوق الأرض ويتعرض عمالها لحصار شرس من المياه و نحو 100 ألف فدان بطاطس تعرضت للتجريف الكامل وكلها معدة للتصدير بخلاف أراضى الموالح و الخضر و الصوب التى تعرضت للتدمير الشامل . والحقيقة التى تخفى على الكثيرين وكشفها خبراء الزراعة والمياه بمنطقة وادى النطرون تتمثل فى أن المنطقة تشهد حاليا لأول مرة إنفجار عيون المياه الجوفية الواحدة تلو الأخرى وهو ما ضاعف من حجم الخسائر حيث اتحدت المياه الجوفية مع مياه الأمطار لتشكل كارثة طبيعية من العيار الثقيل . وبخلاف تلك الكوارث الحقيقية التى لم يتحرك أحد لتداركها فى منطقة وادى النطرون حتى الآن وتحتاج لشفاطات ضخمة للمياه مزودة بطارد للمياه لمسافة 2 كيلو على الاقل ،هناك نحو 3 آلاف عامل محاصرون فى منطقة وادى النطرون بمزارع الدواجن ،بخلاف تعرض نحو 15 مليون دجاجة تسمين وأمهات للنفوق بسبب عدم وجود أعلاف على الإطلاق وصعوبة الوصول للمزارع لإمدادها باحتياجاتها . ففى شركة دواجن الوطنية هناك 1850 عاملا محاصرين من المياه وتحطم مواسير السولار مما عرضهم لخطر الاختناق ،وفى مزارع ابراهيم البنا هناك إستراحات كاملة للعمال أقتلعتها العواصف العاتية وانهارت العديد من العنابر فوق الدواجن ليواجه نحو 800 عامل مصيرا مجهولا ،وفى مزارع مفازا لعبد السلام حجازى تم احتجاز سيارات النقل وتعرضت عنابر الجدود للدواجن الواقعة بمساحة 6 آلاف فدان للعزلة الكاملة وأمهات السعودية أيضا تعرضت مزارعها للعزلة الكاملة . وقد استنجد العمال فى منطقة وادى النطرون بالمسئولين لانقاذهم من شبح الموت خاصة فى حالة سقوط أبراج الكهرباء بالمنطقة ،وطالبوا بضرورة تشغيل طريقى مزارع الأوائل و أبناء الغربية التى عزلتهم تماما بسبب ارتفاع نسبة المياه وغرق أية سيارات تحاول المرور بها . من جانبه قال الدكتور محمد عبدالتواب رئيس مجلس إدارة جهاز تحسين الأراضى إنه تم الدفع بفرق لاستطلاع الموقف بمنطقة مزارع الدواجن قبل تحرك المعدات الضخمة لدعم جهود إنقاذ العمال بالمشروعات القائمة،لافتا الى أنه تم تأكيد حاجة المنطقة لشفاطات ضخمةعلى أن تقوم بالطرد للمياه لمسافة لا تقل عن 2 كيلو قبل تدخل معدات الكسح لفتح الطرق مجدداوالتى تسببت فى عزل المنطقة بالكامل .