اتصلت بى الوزيرة نبيلة مكرم وزيرة شئون الهجرة والمصريين في الخارج, وتحدثنا طويلا حول قضية الأطفال المصريين الذين يهاجرون إلى ايطاليا, وكنت قد تناولت هذه القضية منذ أيام..قالت الوزيرة ان هذه القضية ليست جديدة ولكنها تحدث منذ سنوات حيث يهرب الأطفال الصغار على السفن التى تحملهم إلى شواطئ ايطاليا وهناك توفر لهم الحكومة الايطالية مراكز للإيواء وتمنحهم حق الإقامة وتعلمهم حرفة وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال بين 7 سنوات و13 سنة ومعظمهم من قرى الصعيد وهذا الطفل المهاجر لا يحمل اى شئ يؤكد شخصيته غير شهادة ميلاد وقالت الوزيرة أنا أتابع هذه القضية منذ كنت اعمل قنصلا في سفارتنا في روما حيث كانت السلطات الايطالية تطلب منا استمارة بيانات عن كل طفل حتى يتم توثيق حالته في مركز الإيواء ولكى يتعلم حرفة او يعمل في اى مكان وكنت دائما ازور مراكز إيواء هؤلاء الأطفال للاطمئنان عليهم وكنا عادة نخاطب وزارة الداخلية للتعرف على أبائهم وكانوا عادة من المحافظات النائية..أن ايطاليا تمنح الأطفال القصر اقل من 18 عاما حق الإقامة ويعملون هناك في مختلف الأنشطة وكثيرون منهم يهربون من مراكز الإيواء لدخول دول أخرى أو ممارسة أنشطة أخطرها المخدرات والدعارة..قالت الوزيرة ان هؤلاء الأطفال يهاجرون بدافع من أبائهم للعمل هناك وتحويل الأموال بل ان منهم من كان يبكى لأنه لا يستطيع العودة خوفا من أبيه الذى أرغمه على السفر..وعادة ما يسافر هؤلاء الأطفال متخفين في السفن التجارية مستغلين سماح السلطات الايطالية بمنح الأطفال القصر حق الإقامة..وقالت الوزيرة ان القضية على درجة كبيرة من الخطورة لأن هؤلاء الأطفال الهاربين من مصر يصل تعدادهم ثلاثة آلاف طفل ونحن الآن بصدد دراسة هذه الظاهرة وبحث جوانبها لأنها تمس الأمن القومى المصرى لأننا لا نعلم كيف يتم إعداد هؤلاء الأطفال وما هى جوانب الانتماء والثقافة التى ينشأون عليها كما ان حاجة الإباء إلى الأموال لا تبرر إلقاء الأطفال الصغار في هذا المستقبل المخيف والغامض.. لا احد يعلم شيئا عن هذه الكارثة الإنسانية .. غدا نكمل http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة