28 - ردا على تساؤلات واستفسارات تلقيتها حول سر اهتمامى بحرب مضى عليها 42 عاما أعتقد أنه ليس هناك ما يجدد الثقة بالنفس، ويبعث على الأمل فى الغد سوى استرجاع أوراق وذكريات تلك الأيام المجيدة فى عمرنا وفى عمر وطننا، ثم لكى تبقى هذه الأوراق بكل دروسها أمانة فى عنق أبنائنا الذين يتحتم عليهم أن يحملوا الراية، وأن يواصلوا المسيرة على نفس درب الانتصار والفخار والعزة والكرامة. وربما يكون ضروريا ومفيدا إعادة قراءة نص التوجيه الاستراتيجى الذى وقعه الرئيس الراحل أنور السادات بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973 الموافق 9 رمضان 1393ه بناء على طلب متكرر من الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة والذى كان يريد أن يكون «قرار الحرب» قرارا مكتوباومحددا للمهام المطلوبة بالحرف الواحد على النحو التالي: من رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الفريق أول أحمد إسماعيل على وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة: بناء على التوجيه السياسى والعسكرى الصادر لكم منى فى أول أكتوبر عام 1973 وبناء على الظروف المحيطة بالموقف السياسى والاستراتيجى.. قررت تكليف القوات المسلحة، بتنفيذ المهام الاستراتيجية الآتية: (1) إزالة الجمود العسكرى الحالى بكسر وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم 6 أكتوبر 1973. (2) العمل على تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة فى الأفراد والأسلحة والمعدات. (3) العمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطور إمكانات وقدرات القوات المسلحة. (4) أن يتم تنفيذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية. وأظن أننى لست بحاجة إلى أن أضيف أى كلمة توضح مدى تطابق القول مع الفعل بفضل شهداء أبرار صنعوا بأرواحهم الذكية نصرا سنظل نفخر به أبد الدهر، وكيف كان المشير أحمد إسماعيل على حق فى إصراره من أجل الحصول على قرار مكتوب يحدد المهام والتوقيتات بكل دقة لكى يكون الحساب أمام التاريخ عادلا ومنصفا مهما تكن نتيجة الحرب فى النهاية. .. وغدا مع الردود والتعليقات [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله