فجرت الكارثة التى تعرضت لها الاسكندرية منذ ايام عقب غرقها وموت 8 من أبنائها العديد فى حوادث صعق التيار الكهربائى وانهيار منزل بالمعمورة الكثير من المفاجآت ومنها مشكلة مصرف «القلعة» وما يعانيه من تعديات واشغالات ومبان عشوائية مما كان عاملا من عوامل غرق المدينة بل ان وضعه الحالى ينذر بكوارث خلال الفترة القادمة الأمر الذى يهدد بغرق الاسكندرية بالكامل فى مياه الصرف رغم أن جميع المسئولين يعلمون تماماً خطورة هذا المصرف ولم يتحرك لهم ساكن حتى بعد انتهاء الكارثة. ومصرف القلعة هو احد المصارف المهمة بالمدينة يقع بمنطقة ابيس من ناحية العوايد ويصل الى حوض ال6 الاف فدان ببحيرة مريوط ويستوعب مياه الصرف الصحى والزراعى للمحافظة بالكامل بطاقة تقدر بنحو مليون و300 الف متر مكعب يوميا وكان عرضه نحو (30) مترا ويبلغ طوله نحو (6) كيلو مترات. ونتيجة اهمال المسئولين وعدم صيانته والاقتراب منه بدأت تغزوه العشوائيات منذ سنوات طويلة فاجتاحته المبانى العشوائية المخالفة والورش والمشاتل على طول جانبيه حتى اصبح عرضه لايزيد على خمسة امتار، اما الكارثة المتوقعة بعد ان تحول المصرف الى منطقة سكنية عشوائية يقطنها اكثر من 6 آلاف مواطن وتم تحرير اكثر من 300 محضر و290 قرار إزالة لا تزال حتى الان حبرا على ورق. ومنذ عده اشهر قرر عدد من مسئولى المحافظة والامن والجهات المعنية عقد اجتماع لمناقشة مشكلة التعديات على مصرف القلعة وتقرر منح المتعدين مهلة اسبوعين لازالة التعديات بمعرفتهم وذلك بعد تحذير وزارة الرى من النتائج المترتبة على وجود هذه التعديات والتى ستؤدى الى غرق الاسكندرية بالكامل بمياه الصرف الصحى نتيجة التهام التعديات للمصرف وانسداد محطة الصرف التى ستؤدى الى تراكم المياه وارتفاع منسوبها بالمصرف وهنا ستكتمل الكارثة عندما ترتد مياه الصرف لتغرق المدينة بالكامل، وللاسف لم تستمع الاهالى الى تحذيرات المسئولين باخلاء منازلهم ورغم تحرير المحاضر وقرارات الازالة الا ان التعديات فى زيادة مستمرة وفى وضح النهار. ويؤكد الدكتور عبد العزيز نور الاستاذ بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية ان المشكلة التى حدثت ليس كما صورها البعض فى التراخى بتسليك الشنايش بالشوارع فقط انما هى منظومة متكاملة مرتبطة بشبكات الصرف ومحطات الرفع وسريان المياه فى المصارف دون عوائق حتى حوض الترسيب فى بحيرة مريوط، لذلك لابد ان نعترف بان التعديات على مصرف القلعة يصيب المحافظة بمرض مثل الانسان بالضبط وهو ما يسمى ( احتباس البول) وعند اهمال علاجه سوف تتعرض المدينه خلال الفترة القادمة للغرق بالكامل فى مياه الصرف الصحي ويناشد الدكتور نور المسئولين سرعة تنفيذ قرارات ازالة التعديات الواقعة على المصرف فورا مع القيام بعمليات التطهير والصيانة من خلال الكراكات العملاقة، ليس هذا فحسب بل المطلوب ايضا على وجه السرعة متابعة لكافة المصبات الموجودة بالمحافظة وتطهيرها وصيانتها حتى لاتضيع كالعادة- ملايين الجنيهات المرصودة هباءا لتفادى الكارثة مستقبلا دون وضع حلول جذرية لمشكلة مياه الصرف الصحى التى تهدد بغرق المدينة بالكامل. الامر الغريب أن هذه المعلومات معروفة تماما لدى الجهات المسئولة بالإسكندرية ولكنها حبيسة الادراج حتى تحولت الى ازمة غير قابلة للعلاج، فهل تتحرك الأجهزة المسئولة إلى مواجهة مشكلة مصرف القلعة أم ننتظر حتى وقوع كارثة جديدة تنتهى باستقالة مسئول أو محافظ آخر؟