عادت أزمة البث الفضائى لمباريات الدورى الممتاز لكرة القدم للظهور على سطح الأحداث ليس فقط انها تخص قطاعا عريضا من متابعى الكرة المستديرة للدورى المحلى الاقوى عربيا وإفريقيا ولكن ايضا على اعتبار ان أزمة البث الفضائى من قضايا الأمن القومى التى يجب ان تكون مصلحة المواطن فى مقدمة الاولويات على اعتبار انه من يدفع ثمن هذه السلعة فى النهاية . وذهب العديد من اصحاب رءوس الأموال لشراء الدورى من اصحاب القنوات الخاصة وتراجع البعض وذهب الى ساحات القضاء بينما تضامنت مجموعة من الأندية للبيع مباشرة ومنها الأهلى الذى توجه بعد ذلك للبيع منفردا جعل المشهد غير مفهوم بالنسبة للمواطن فى ظل غياب تام من الدولة .فلا احد يتساءل أين دور الدولة ممثلة فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهى الجهة الوحيدة التى تعطى إشارة البث وكذلك الحكومة متمثلة فى وزارة الشباب والرياضة خاصة أن الدوريات الأوروبية التى نسعى الى تقليدها جعلت من منتج كرة القدم سلعة رائجة فالدورى الانجليزى تم بيعه بمقدار 5.138 مليار جنيه إسترلينى بما يوازى 64 مليار جنيه ولصالح قناتين فقط وبعدد محدود من المباريات حصلت القناة الأولى منها على 138 مباراة والثانية على 48 قناة فقط تاركة اكثر من 300 مباراة اخرى للجمهور يتابعها من المدرجات . اما فى اسبانيا فتدخلت الحكومة مباشرة فى الامر بقرار واضح «البيع جماعيا وليس فرديا». فيما قرر البرلمان الإيطالى ببث مباريات الدورى فضائيا من خلال البيع جماعيا. حول هذا الشأن يقول المهندس محمد ابو السعود رئيس نادى الاسماعيلى ان البيع بطريقة جماعية يعطى جميع الأندية المشاركة الفرصة لاستبعاد جزء من التكاليف التى تتكبدها خزائن النادى للصرف على اللاعبين والمدربين مشيرا الى ان الأهلى والزمالك مازالت يحصلان على النصيب الأكبر من نسب البيع ولابد ان تكون النسب اكثر عدالة. وأضاف ابو السعود ان التليفزيون غير قادر على سداد التزاماته تجاه اتحاد الكرة والاندية وفى حالة التزامه فاهلا به لان من يخدم الكرة المصرية سيودى خدمة لقطاع عريض من المواطنين لمتابعة المباريات. وقال رئيس الاسماعيلى إن كرة القدم صناعة عالمية لابد من تنميتها بأسلوب احترافى. فيما يؤكد المهندس فرج عامر رئيس نادى سموحه انه يتمنى عمل مزايدة واحدة تحت رعاية اتحاد الكرة بنِسَب متعارف ومتفق عليها تساعد الأندية على تلبية احتياجاتها وتعويض ما تكبدته من مصروفات لتدعيم صفوفها بلاعبين واجهزة فنية مشيرا الى ان المزايدة الواحدة تشجع الحصول على أسعار أفضل فعندما تتحد الأندية معا يجعل المنتج اعلى سعرا وهو ما يعود بالفائة على الجميع . وأضاف عندما نتفاوض مجتمعين سيكون للأندية قوة فى التفاوض والعكس صحيح. وقال عامر ان الدوريات الآخرى تبيع الدورى بأسعار تفوق القيمة الحالية للبيع على الرغم ان الدورى المصرى هو الأقوى فنيا وتاريخيا. وأضاف رئيس سموحه ان الوضع الحالى غير مرض لعدد من الأندية نظرا لعدم حصولها على مستحقاتها المالية حتى الان مشيرا الى ان التزامات اتحاد الكرة والتليفزيون لناديه تبلغ أربعة ملايين جنيه . واختتم عامر انه لا يمانع ان يكون راس المال عربيا او خارجيا بشرط ان يكون معلوم المصدر ومن دولة غير معاديه لمصر. . من جانبه يؤكد اسامة عاطف العضو المنتدب لنادى غزل المحلة والمشرف على كرة القدم انه يدعم فكرة دخول اصحاب رءوس الأموال فى بيع الدورى نظرا لتغيير المفهوم والرواج الذى تشهده كرة القدم عالميا فنحن نعيش فى عصر السماوات المفتوحة ووجود طلب على بيع الدورى يجعل المنافسة أفضل وترفع من سعر المنتج الامر الذى يعود بالنفع على الأندية المشاركة فى البطولة. وصرح مصدر مسئول بالنادى الاهلى ان موضوع البث الفضائى لابد من دراسته من جوانب كثيرة تتعلق بامور تسويقية واقتصادية حتى نصل لافضل سعر ممكن بالاضافة الى خلق نوع من المنافسة بين الشركات المتقدمة للحصول على مناقصة البث الفضائى بهدف الوصول الى افضل سعر ممكن مما يعود بالايجاب على جميع الاندية حتى تستطيع سداد مصروفاتها وتواصل بقاءها فى المنافسة. و يرى محمود مشالى رئيس نادى الاتحاد السكندرى ان ناديه يتعرض لكارثة مالية نظرا لعدم التزام الشركة الراعية للبث بالتزامها تجاه النادى وسيكون غدا السبت هو الموعد الأخير لتحديد العلاقة بينهما مشيرا الى ان تزايدية عدد الشركات ودخولها فى منافسة سيرفع من سعر بيع عملية البث الفضائى للمباريات مما يعود بالنفع على الأندية كى تستطيع الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه اللاعبين والاجهزة الفنية التى تعاقدت معها. وقال مشالى ان فكرة البث الجماعى هى الأفضل بالنسبة للجميع والدليل على صحة ذلك ان الفكرة بدأت بأرقام هزيلة منذ عدة سنوات لا تمثل القيمة الحقيقية للمنتج وعندما دخلت شركات من الخارج ارتفع السعر لوجود منافسة بين تلك الشركات . وأضاف رئيس الاتحاد السكندرى ان البيع بطريقة فردية له آثار سلبية وعدم نجاح تجربة الأهلى خير دليل مشيرا فى نفس الوقت الى إيجاد صيغة تجبر الشركة الراعية بالوفاء بالتزاماتها تجاه الأندية.