الاتصالات تنفذ 10 مشروعات للتحول الرقمي بالنيابة العامة    الضفة.. إصابة فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي    فلامنجو يكتب التاريخ: 4 ألقاب كبرى في أسبوعين    نائب محافظ الأقصر يزور ضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة التخصصي.. صور    محامي "عروس المنوفية" يكشف مفاجآت وتفاصيل قاسية بشأن واقعة القتل وعقوبة المتهم    عاجل| تفاصيل أول تسجيل صوتي للفنانة عبلة كامل لكشف تفاصيل حالتها الصحية    دارين حداد تحتفل بزفافها في أجواء خاصة وتكشف لأول مرة عن زوجها بعيدًا عن صخب الوسط الفني    "الإسكان" تناقش استراتيجية التنقل النشط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومعهد سياسات النقل والتنمية    «رحلات المهندسين» تختتم أعمالها بحفل تكريم ونجاحات بالأرقام وخدمات بشفافية كاملة    الأرصاد يُحذر من منخفض جوي يضرب البلاد غدًا وأمطار متوقعة بهذه المناطق    قومى المرأة يدعو الفتيات للإبلاغ عن الابتزاز الإلكتروني: عقوبته الحبس و300 ألف جنيه غرامة    شاهد| فرحة بطل تركيا بالفوز في مباراة الحسم بمونديال أخبار اليوم للبليارد الفرنسي    "أكثر شراسة".. خبر صادم من "المصل واللقاح" بشأن الأنفلونزا الموسم الحالي    التعليم تكشف آلية تفعيل قرارات منع التجاوزات بالمدارس الخاصة والدولية    مصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونجو الديمقراطية    صاحب الصوت الشجي.. تكريم الشيخ حمدي محمود الزامل في برنامج "دولة التلاوة"    المتسابق عمر ناصر: مسابقة دولة التلاوة طاقة أمل للمواهب علشان تتشاف    وزير الرياضة يشهد اليوم السبت ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية    متحورات جديدة.. أم «نزلة برد»؟! |الفيروسات حيرت الناس.. والأطباء ينصحون بتجنب المضادات الحيوية    الرئيس الإندونيسي يؤكد توصيل مياه الشرب وإصلاح البنية التحتية لسكان المناطق المنكوبة بالفيضانات    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    شعبة الدواجن: المنتجون يتعرضون لخسائر فادحة بسبب البيع بأقل من التكلفة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    ريال مدريد يجهز خيار الطوارئ.. أربيلوا الأقرب لخلافة تشابي ألونسو    جهاز تنمية المشروعات ومنتدى الخمسين يوقعان بروتوكول تعاون لنشر فكر العمل الحر وريادة الأعمال    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    الرسالة وصلت    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    قائمة ريال مدريد - بدون أظهرة.. وعودة هاوسن لمواجهة ألافيس    مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدنى فى هجوم تدمر السورية    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    قائمة الكاميرون لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    استعدادات مكثفة بمستشفى أبو النمرس تمهيداً لافتتاحه    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكري التأميم والعدوان.. موسوعة جديدة تحكي:
قصة إرادة مصرية تتواصل علي ضفاف القناة

لاشك أن حفر قناة السويس وتأميمها يمثلان علامتين مهتمين جدا في تاريخ مصر, وإذا إجتمع الاثنان بين دفتي كتاب واحد فلابد أن نتوقع كثيرا من الفهم وكثيرا من المعرفة وكثيرا من التفسير وهذا ما حدث بالفعل.
وأنصح كل الأجيال الجديدة بقراءة هذا الكتاب الموسوعي عن قناة السويس للمؤلف المبدع حمدي تمام الذي اختار أن يبدأ كتابه عن بداية حفر قناة السويس وعن الجهد الذي بذله المصريون في حفر قناة السويس, مبرزا دور جمال عبد الناصر المحوري في مقاومة الاستعمار والدفاع عن حق الشعوب الصغيرة في الحياة, وتعرية الوجه القبيح للدول الاستعمارية التي استأسدت واستقوت علينا بالعدو وناره وقوة أصدقائه الغرب لكي يستمر المستعمر البغيض بشتي الطرق في استنزاف ثرواتنا وإهدار أبسط حقوقنا في الحياة.
ثم يستطرد المؤلف في حكي بديع عن بطولات الشعب المصري في مواجهة مؤامرات ومخططات الإنجليز والفرنسيين والاسرائيليين وكذلك شجاعة وصلابة البطل الزعيم جمال عبد الناصر الذي يعد امتدادا طبيعيا للزعيم أحمد عرابي ومصطفي كامل ومحمد فريد وسعد زغلول.. في مواجهة كل الأهوال والمؤامرات واحتلال الأراضي المصرية بقوة السلاح ونهب ثرواتها علي مر السنين, ويقارن المؤلف بين معركة1882 ضد الانجليز ومعركة1956 ضد الانجليز ومعهم الفرنسيون والاسرائيلون ويبرز المؤلف كيف استطاع الزعيم جمال عبد الناصر بحكمته وحسن إدارته للمعركة أن يهزم كل القوي المعادية ويحقق جلاءها عن مصر في ثلاثة شهور. بعد احتلال دام عشرات السنين. بل تصميمه وإرادته القوية علي تأميم القناة سنة1956 رغم تجربة( مصدق) المريرة الماثلة أمامه والمعاصرة في إيران عندما قام مصدق باشا رئيس وزراء إيران بتأميم اليزرل الإيراني فكان مصيره وبلاده الحصار الاقتصادي والسياسي من كل جانب.. ورغم ذلك لم تضعف إرادته ولم يرهبه العدو الغاضب المحتل ولم يرهبه أبدا حديده وناره وقوة أصدقائه.
ثم يحلل المؤلف شخصية جمال عبد الناصر الذي إختلط تاريخه المجيد بتاريخ الثورة وقد نجح المؤلف حمدي تماما نجاحا باهرا في رسم صورة دقيقة للزعيم جمال عبد الناصر دون تزييد ودون تجاوز..
ويضم هذا الكتاب بين دفتيه ثروة نادرة من المعلومات ووصفا دقيقا للأحداث والثورات بداية من ثورة عرابي في يوم9 سبتمبر1882 حتي ثورة30 يونية2013, لاسيما أن الأجيال الجديدة لم تعاصر غير ثورة30 يونية2013 وكذلك30 يوليو2013 وملحمة حفر قناة السويس الجديدة وافتتاحها يوم6 أغسطس2015..
لقد استخدم المؤلف هذه السجايا في خدمة القضايا الوطنية في سبيل القيم والمثل العليا وكل ذلك سوف يعود بالفائدة علي شباب اليوم من إذكاء روح الحماسة في قلوبهم التي قد إبتأست, بسبب غياب القدوة علي مدار30 عاما من حكم مبارك السياسي تلاها عاما أسود من حكم جماعة إرهابيةلمصر وشعبها الأبي, وإشعال الجذوة في النفوس حتي يستطيع الشعب العظيم مجابهة أعدائه وهم الآن كثر, سواء دول كبري متربصة أو إرهاب تكفيري أسود مدعوم من تلك القوي المتربصة التي تناصب مصر العداء والكراهية سرا وعلانية.
ومن تصفح هذا الكتاب ننتقي لقطات ومواقف مشرقة في تاريخ الإرادة المصرية:
بعد قرار تأميم قناه السويس في يوم26 يونيو1956 عقد مؤتمر لندن الاول وانتهي الي قرار ايدته الدول التابعه للمتأمرين ورفضته الدول الحرة وأرسلوا رئيس وزراء استراليا روبرت منزيس الي مصر كي يبلغ عبد الناصر بهذا القرار ولكي يهدد عبد الناصر لاسيما أنه معروف عنه أي رئيس وزراء استراليا أنه رجل ضخم سليط اللسان واحتقر جمال عبد الناصر التهديد, وعاد رئيس وزراء استراليا الي لندن وانعقد مؤتمر لندن الثاني,لقد انعقد هذا المؤتمر وأنفض من غير أن يتخذ قرارا الي أن كان اقتراح جمعيه المنتفعين. وهذا الاقتراح من بنات أفكارالمستر دالاس المغامر المقامر, همس به في أذن الرجل الخائر المريض,انتوني ايدن] رئيس وزراء بريطانيا وقد فشل هذا الاقتراح كما فشلت كل خطط المستر دالاس وحلفائه المتآمرين وقد حاول المتآمرون تنفيذ مؤتمرين عند انعقاد مؤتمر لندن بقصد تعطيل الملاحه في قناه السويس وقد فشلت كل خطط التآمر علي مصر الي أن ذهب المتآمرون يشكون مصر في مجلس الامن الدولي وبعد مناقشات وقفت فيها روسيا ويوجسلافيا الي جانب مصر اتخذ مجلس الامن قراره المشهوربالمبادئ الستة التي تحل علي اساسها المشكلة حلا سليما تحت اشراف سكرتير عام الامم المتحده وكان قرار مجلس الامن في13 أكتوبر1956 وحدد يوم29 أكتوبر لاجتماع مندوبي مصر وبريطانيا وفرنسا في جينيف من أجل الوصول الي ذلك الحل ولكن كان مقدرا الا تذهب مصر الي جنيف لان المتأمرين الكبار كانو قد أبرموا أمرا..وهجمت اسرائيل علي مصر يوم29 أكتوبر1956 كمقدمه للمؤامرة الدنيئه الكبري التي لم يعرف التاريخ لندالتها وخستها مثيلا الي اليوم.
وفي30 أكتوبر وجهت انجلترا وفرنسا انذارا هو الاول من نوعه في تاريخ البشرية في وقاحته وغروره ورفضته مصر وفي31 أكتوبر1956 دخلت بريطانيا وفرنسا الحرب وتم العدوان الثلاثي علي مصر من أجل اذلال مصر بالقوة ولكن في6 نوفمبر1956. وظل جمال عبد الناصر رابط الجأش صلب الارادة لا يساوم ولا تزلزله أو تنال منه الخطوب والاحداث الي أن كان يوم23 ديسمبر1956, وانتهي انسحاب بريطانيا وفرنسا من بورسعيد وبقيت اسرائيل تراوغ حتي هددت روسيا اسرائيل بازالتها من خريطه الكرة الارضية فكان الازعان قرارها لتنتهي معركة العدوان الثلاثي علي مصر في29 31 أكتوبر1956 الي6 نوفمبر في العدوان علي بورسعيد حتي الانسحاب التام في23 ديسمبر1956 شاهدة علي شموخ الشعب المصري وعبقريته في مقاومه العدوان ولم تأت المؤامرة من فراغ لقد تم تدبيرها في اطار رؤيه للمصالح السياسية للدول التي شاركت في العدوان الثلاثي علي مصر.. وقد تأسست تلك الرؤية علي أساس قراءه ودراسة متعمقة لكل التطورات والاحداث التي أعقبت تاريخ23 يوليو1952 لاسيما ان الموقف المصري والعربي في مواجهه العدوان لم يكن مجرد موقف انفعالي يعبر عن رفض الاحتلال او التصدي للعدوان المسلح وانما جاء تتويجا حقيقيا لسلسلة من المواقف كانت تؤكد علي طبيعه الاختيار الاستراتيجي الذي تبنته ثورة23 يونيو1952 والقوي القوميه والتحرريه في الهند وسائر بلاد العالم المتحرر التي تضامنت مع مصر ومن ثم قبلت أن تتحمل ثمن هذا الاختيارحتي النهايه من هنا كان التعرض لاحداث العدوان الثلاثي علي مصر سنه1956 لابد أن يفتح أمامنا لطرق عديد من القضايا والتي تفجرت خلال السنوات الاربع التي سبقت وقوع العدوان. ولكن تبقي كلمه.. لقد تعلمت امريكا أن هناك من يؤمنون بالقيم العليا وأنها لاتباع ولا تشتري حتي بمليارات الدولارات. وتعلمت بريطانيا أن شعبا صغيرا شريفا يستطيع أن يهدم غرور السيطرة ونفاق الهيمنه وكذب الوقار. وعرف العالم أن شاب اسمه جمال عبد الناصر ومن ورائه شعب أعزل إلا من الايمان, عرف الهالم أنهما قد استطاعا أن يحطما قيود السيطرة التقليديه للكبار,بل لقنوهم أيضا أعمق درس في الكرامة علهم يقلعون عما يملأ عقولهم من تفاهة صغار. لقد أرادوا بنا كيدا فكانو هم الأخسرين..
تمثل قناة السويس صفحة من صفحات النضال المصري قد أصبحت بريطانيا شريكا لفرنسا في السيطرة علي القناة بعد أن اشترت نصيب مصر في أسهم القناة في عهد الخديو إسماعيل ولم تكن مصر تحصل من أرباح القناة إلا علي نسبة ضئيلة..
فعلي سبيل المثال وصل دخل قناة السويس في عام1955 إلي25 مليون دولار نصيب مصر منها كان مليون جنيه فقط وكان موعد انتهاء إمتياز الشركة الفرنسية في عام1968 لتعود ملكيتها بعد هذا التاريخ إلي مصر, وقد استوعبت قيادة الثورة هذه الحقائق منذ البداية وبدأت بالفعل في العمل علي تعديلها إبتداء من عام1952 لترتيب أوضاع مابعد1968 وكان ذلك من خلال مجموعة من الدراسات طلبت مصر إجراءها من حيث موقف القوة البشرية فيما يتعلق بمستوي الإدارة الفنية المطلوبة لانتظام العمل والكفاءات والقيادات البديلة ونوعياتها والجوانب القانونية التي تحكم وضع القناة والشركة التي تديرها من واقع قواعد القانون الدولي البحري التي تنظم التعاون مع الموقف وعلاقته بالسيادة المصرية, إضافة إلي المشروعات المقترحة لتطهير قناة السويس وتحسينها مع احتمالات التدخل العسكري البريطاني في القناة في حالة فشل مفاوضات الجلاء عن مصر في ظل وجود القوة العسكرية البريطانية في منطقة القناة.
واللافت للنظر أنه رغم الأهمية الكبري التي تحظي بها قناة السويس من كل المنتفعين بخدماتها فلم تضع الشركة المسئولة عنها أية خطط لتطوير أوتحسين الخدمة في برامجها.
ومن هنا قد أدركت مصر في بداية ثورة1952 أن قناة السويس لا تمثل مرفقا اقتصاديا فقط بل أنها تمثل أيضا قضية ذات أبعاد سياسية وأمنية وإستراتيجية إلي جانب البعد الإقتصادي, وأصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرارا في مرحلة مبكرة وفي أعقاب توقيع اتفاقية الجلاء عن مصر مباشرة تشكيل مجموعة عمل لوضع الدراسات اللازمة في قناة السويس وفقا لما سبق تحديده وكانت هذه المجموعة تضم كلا من علي صبري وسامي شرف وأمين أنور الشريف رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء وكانت تجمع البيانات اللازمة والمعلومات الضرورية عن نشاط شركة قناة السويس في كل الاتجاهات.
وفي شهر فبراير1955 إنضم إلي المجموعة السابقة الدكتور حلمي بهجت بدوي و محمد علي الغتيت وكان لعلي صبري أحقية الاستعانة بأي من الخبراء الفنيين أو القانونيين وفقا لتقديره وتركز البحث أيضا علي وضع القناة بعد سنة1968 وكان يجري عرض ما تم التوصل إليه من دراسات أو تقديرات باستمرار علي عدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة وخاصة عبد الحكيم عامر وعبد اللطيف البغدادي وزكريا محيي الدين. قدمت المجموعة آخر دراسات لها في عام1955 وخلصت في نهايتها لاقتراح يقضي بالإسراع في وضع القناة تحت السيادة المصرية بالكامل دون أن تستخدم مصطلح تأميم, وقد جرت مناقشة الموضوع مع أعضاء مجلس قيادة الثورة, وقد أبدي اللواء عبد الحكيم عامر في جلسة خاصة مع عبد الناصر تحفظه علي هذه الفكرة, وكان عامر يري الإكتفاء بزيادة الرسوم التي تحصل عليها مصر من عائد المرور في القناة وأن الإستيلاء علي الشركة لا يعد في صالح مصر نظرا لوجود القوات البريطانية في منطقة القناة وأن مثل هذا القرار قد يدفعها للتدخل في الأوضاع الداخلية المصرية وإحباط القرار المصري..
وفي عام1954 قامت شركة قناة السويس بعملية إحياء جديدة لفكرة قديمة سنة1904 عندما عرضت بريطانيا علي مصر مد أحتياز شركة قناة السويس40 عاما جديدة لتتسلم مصر القناة عام2008 إلا أن جريدة الأهرام جيشت الشعب المصري ضد رئيس النظار آنذاك بطرس باشا غالي والذي كان متوافقا مع طلب بريطانيا في المقابل تدفع بريطانيا4 ملايين جنيه إسترليني لمصر. ولكن الشعب المصري رفض العرض وطالب بعدم مد إمتياز قناة السويس حتي ولو دفعت بريطانيا كل ما تملك وماتت الفكرة تماما.
ويستطرد المؤلف حتي قامت شركة قناة السويس في عام1954 بإيفاد وفد يمثلها برئاسة محام مصري بارز هو سابا حبشي لإجراء إتصالات مع الحكومة المصرية حول فرص مد إحتياز الشركة بعد عام1968, وإلتقي الوفد بالسيد زكريا محيي الدين ثم بالرئيس جمال عبد الناصر لكن الوفد لم يتلق ردا من أي منهما.
ويؤكد المؤلف في موسوعته أنه لولا قرار التأميم ما كانت قناة السويس الجديدة التي تم انجازها بسواعد مصرية بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي ذلك الفارس الشجاع الذي علي يديه تخلصت مصر من ظلمات حكم الإخوان الذين أرادوا أن يحكموا مصر بالحديد والنار فأحداث السنة الواحدة التي حكم فيها الإخوان مصر تفوق ما كان يحدث في مئات السنين من أهوال وخيانة للأرض والوطن وللشعب الذي خرج في30 يونيو في ثورة أبهرت العالم كله وإن ظلت أمريكا هي أمريكا المتأصلة بالوقوف ضد نهضة الشعب المصري وتحرره.
وعلي صعيد القناة الجديدة يقول الكاتب إن الفائدة والزيادة المتوقعة هي نسبة259% عام2023 لكون22 ر13 مليار دولار.. مقارنة بالعائد الحالي للقناة3 ر5 مليار دولار وقد نوه المؤلف إلي أنه ونظرا للنمو المتوقع في حجم التجارة العالمية في المستقبل ولاستيعاب هذا النمو وإرتباط مشروع القناة الجديد بمشروع مصر القومي للتنمية بمنطقة قناة السويس, كان لابد من التفكير العلمي السليم في مستقبل قناة السويس والحفاظ علي أهميتها كأحد أهم الممرات الحيوية علي مستوي العالم في ظل زيادة حركة التجارة الدولية وحاجة الاقتصاد القومي إلي تنمية موارده الرئيسية من العملة الصعبة, وعلي هذا الأساس قامت هيئة قناة السويس بإعداد التصميمات الهندسية والخرائط والتقديرات والجداول الزمنية وأثبت رجال القوات المسلحة جدارتهم في هذا المشروع العملاق.
وأضاف المؤلف بعض المعلومات الخاصة بالقناة حيث يبلغ طول القناة الإجمالي190 كيلو مترا وطول القناة الموازية72 كيلو مترا, وأشار المؤلف إلي طول قناة السويس الجديدة من الكيلو61 إلي الكيلو..95 وكان الزمن المتوقع لإنشاء المشروع وإتمامه هو سنة وبالفعل انتهي العمل في أغسطس2015 أما تكلفة قناة السويس الجديدة فقد بلغت التكلفة الإجمالية لأعمال الحفر60 مليار جنيه مصري وتكلفة7 أنفاق بمحافظتي الإسماعيلية وبورسعيد هي90 ر28مليار جنيه هذا وقد عرض الكاتب حمدي تمام لبعض شهادات قادة القوات المسلحة المصرية حيث ذكر الفريق محمدو حجازي أن مشروع القناة يستهدف الحفاظ علي الأمن القومي المصري لأن قناة السويس تمثل موقعا استراتيجيا مهما علي مستوي العالم, إبتداء من بورسعيد شمالا حتي السويس جنوبا وشرق القناة وغربها..
وأشار المؤلف أيضا إلي نقطة جوهرية وهي أهمية دور الوطنية بين المسلمين والأقباط حيث زار شيخ الأزهر موقع القناة أثناء عمليات الإنشاء وأم المصلين هناك ودعا لمصرنا بالخير.. كما ذهب إلي هناك البابا تواضروس ورجال الكنيسة المصرية وهو ما يؤكد الدور الوطني لكل أطياف الشعب المصري الذي اصطف خلف القيادة السياسية للبلاد.
وكانت إجمالية قيمة شهادات الاستثمار لقناة السويس قد بلغت64 مليار جنيه, ومن ثم فقد قال الشعب كلمته في سيمفونية الأيام الثمانية التي وقف فيها إلي جوار بلده مصر.
جاءت ثورة30 يونية2013 وقامت بعزل محمد مرسي وجماعته الإرهابية وتعيين الرئيس عدلي منصور رئيسا للدولة إلي أن انتخب الشعب المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي استمد شعبيته الجارفة من الشعب المصري بعد أن ساعد الشعب في ازالة هذا الفصيل الإرهابي الذي لا يؤمن بالوطن ولا بحدوده الجغرافية المحفوظة منذ عهد سيدنا إبراهيم أو من قبل ذلك إلي الآن وقد أرادوا أن يغيروها من أجل مصالح أجنبية والدليل علي ذلك أن التنظيم الدولي للإرهاب( الإخوان المسلمين) كان ومازال يعيش علي الأراضي الأمريكية والبريطانية والفرنسية والتركية والقطرية والأسترالية وكل دولة أوروبية متحالفة مع أمريكا, وإسرائيل تؤدي هذا الفصيل الإرهابي من أجل إضعاف مصر وجيشها وتجويع شعبها كما أراد مستر دالاس لمصر سنة1956 حتي تسقط مصر فريسة سهلة للإرهاب, ولما فشلوا في1956 حتي تصبح مصر مثل نموذج( مصدق) في إيران من خلال الحصار الإقتصادي والسياسي وكذلك إنتكاسة1967 فشلوا فيها رغم إحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء6 سنوات حتي أكتوبر المجيدة..1973 وقد حاولت دول الإستعمار القديم مساعدة الإرهاب في مصر في بداية الثمانينيات والتسعينيات.. ولما فشل الإرهاب استغلوا ثورة25 يناير2011 ولكن بواسطة الدسائس الأمريكية والقطرية والتركية والإسرائيلية حولها من ثورة بيضاء إلي أحداث دموية متفرقة بحجة الديمقراطية ووثب من خلال تلك الأحداث وبكل أسف ساعد بعض النخب أن أيدت هذا الفصيل الإرهابي( الإخوان المسلمين) وبالفعل حكموا مصر لمدة عام كان أسود وأسوأ ايام عاشتها مصر. ولولا الشعب وجيشه البطل بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي الذي أصدر قراره التاريخي بالبدء في حفر قناة السويس الجديدة وفي زمن قياسي مدته سنة فقط بعزيمة وإخلاص رجال القوات المسلحة والدولة المصرية والشعب المصري الذي لعب دور البطولة في حفر هذه القناة الجديدة من خلال شهادات الإدخار التي أعلنت عنها الدولة المصرية وفي زمن قياسي أودع الشعب مدخراته في هذه الشهادات وتم حفر القناة بأموال وسواعد مصرية بعيدا عن القروض والإقتراض من البنوك الدولية وبعيدا عن أموال المرابين الأجانب الذين تسببوا في احتلال مصر في سنة1882 عندما أوعزت إليها بريطانيا وفرنسا بضرورة سداد مصر لديونها في عهد الخديو إسماعيل ولما عجزت الخزانة الخديوية عن رد أموال المرابين جاء التدخل المباشر في شئون مصر الداخلية والخارجية وتسبب ذلك في احتلال مصر تماما سنة.1882 ويسجل التاريخ بحروف من نور للشعب المصري وللرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي ملحمة إنشاء وحفر قناة السويس الجديدة.. كما سوف يسجل التاريخ أيضا أن رئيس شركة قناة السويس هو الفريق بحري مهاب مميش عند إفتتاحها يوم6 أغسطس..2015
هكذا جاءت هذه الموسوعة للمؤلف والمؤرخ والكاتب الصحفي حمدي تمام لتؤكد أن هذه القناة الجديدة( قناة السويس الجديدة) إضافة إلي القناة القديمة والتي تم إفتتاحها سنة1869 بمثابة( تاريخ يتطور وقصة إرادة مصرية في التحرر والبناء)..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.