اعتبر الرئيس السورى بشار الأسد أن "القضاء على التنظيمات الإرهابية" من شأنه أن يؤدى إلى حل سياسى للنزاع الدائر فى بلاده. وأعرب الأسد، خلال لقاء مع وفد برلمانى روسي، عن "تقديره للمواقف الروسية الداعمة للشعب السورى والتى تجلت مؤخرا فى دعم القوى الجوية الروسية للقوات المسلحة السورية فى حربها ضد الإرهاب". وأكد أن "القضاء على التنظيمات الإرهابية من شأنه أن يؤدى إلى الحل السياسى الذى نسعى إليه فى سوريا وروسيا ويرضى الشعب السورى ويحفظ سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها". وأشار الرئيس السورى إلى أن الموقف الروسى هو بمثابة "كتابة تاريخ جديد لأن هذه الحرب ستحدد مستقبل المنطقة والعالم والانتصار ضد الإرهاب سيحمى ليس سوريا فقط بل جميع الدول". ومن جانبه، قال ألكسندر يوشتشنكو أحد أعضاء الوفد الروسي، بعد لقاء استمر 90 دقيقة مع الرئيس السورى، إن الأسد "مستعد لتنظيم انتخابات بمشاركة كل القوى السياسية التى تريد ازدهار سوريا" لكن فقط حين تتحرر بلاده من تنظيم داعش الإرهابي. وأكد يوشتشنكو أن الأسد ينوى المشاركة فى الانتخابات "إذا لم يكن الشعب معارضا" لذلك. وكان سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى قد أعلن أمس الأول أنه آن الأوان للتحضير لانتخابات فى سوريا، معتبرا أن الموقف الغربى يبدو أنه يتغير ويتجه "نحو فهم أفضل" للوضع فى سوريا. وفى واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان بعد اجتماع جون كيرى وزير الخارجية مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز أمس الأول أن البلدين اتفقا على زيادة الدعم لما وصفته بالمعارضة السورية المعتدلة والسعى فى الوقت نفسه إلى تسوية سياسية للصراع الدائر فى سوريا منذ أكثر من أربع سنوات. وذكر البيان أن الجانبين"تعهدا بمواصلة الدعم وتكثيفه للمعارضة السورية المعتدلة وفى الوقت نفسه متابعة المسار السياسي". ولم يوضح البيان ماهية الدعم المقصود. ودعا العاهل السعودى وكيرى إلى "تعبئة" دبلوماسية دولية لإيجاد حل سياسى للنزاع فى سوريا لا يكون الرئيس بشار الأسد جزءا منه. . وفى هذه الأثناء، جدد الرئيس التركى رجب طيب إردوغان دعوة بلاده بضرورة إنشاء منطقة آمنة خالية من الإرهاب فى شمال سوريا. وخلال مراسم منحه شهادة الدكتوراه الفخرية من قبل جامعة "حسن كاليونجي" بمدينة غازى عنتب بجنوب الأناضول، أشار إردوغان إلى أن " الملف السورى بدأ يحظى بأهمية كبرى فى أجندة المجتمع الدولى يوما بعد يوم". وتساءل الرئيس التركي: "هل هناك دول آخرى تمتلك تقييما للتطورات الجارية بالمنطقة، أفضل من دولة تركيا، لديها حدود طويلة مع كل من سوريا والعراق، وتربطها معهما روابط قرابة، غير أن بعضهم (لم يسمه) يريد دائما أن يتصدر للأمام من خلال منطق : أنا أعرف وأقيم أفضل منكم، من أجل ذلك لم ينجحوا ولن ينجحوا، وسيضطرون عاجلا أم آجلا لقبول مقترحنا، وإلا سنكون فى وضع سنتخذ فيه خطواتنا". وتطرق إردوغان إلى حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى ، قائلاً إن "غض الطرف عن تواجد 1400 عنصر من منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية داخل الحزب، غير أنه للأسف فبعض الدول دون أن يذكرها وأن كان يعنى الولاياتالمتحدة التى تظهر نفسها على أنها صديقة لتركيا تتجه عكس ذلك، وتقدم أسلحة لهذا الحزب، ونحن نعلم جيدا إلى أى البلدان تعود تلك الأسلحة". واستطرد قائلا "إن الاتحاد الديمقراطى الكردى ، منظمة إرهابية، غير أن بعض الجهات تقول إنه تنظيم سياسي، ولكنه عكس ذلك تماما، فهو يعد امتدادا لمنظمة حزب العمال الكردستانى فى سوريا". وتابع أردوغان أن "البعض يهدف إلى السيطرة على شمال سوريا، وأنا أقول بشكل واضح لن نسمح أن يكون شمال سوريا ضحية لمخططاتهم، لأن ذلك يشكل تهديدا لنا، فمن غير الممكن أن تقبل تركيا بذلك".