أعلنت مصادر فلسطينية عن دخول جماعات من المستوطنين اليهود إلى داخل باحات المسجد الأقصى أمس، ومنع مصلين فلسطينيين خلال ذلك من دخوله. وقال شهود عيان، إن العشرات من مستوطنى "كريات أربع" شرق مدينة الخليل، هاجموا منازل الفلسطينيين المحاذية للمستوطنة، بعد أن قطعوا السياج والأسلاك الفاصلة بين المستوطنة وهذه المنازل ورشقوها بالحجارة. وأضافوا أن "جنود الإحتلال الذين وفروا الحماية للمستوطنين، شرعوا بإطلاق القنابل الدخانية صوب المنازل وصوب الفلسطينيين، الذين هبوا لحماية الذين تعرضت منازلهم للهجوم، وذلك بعد إطلاق صيحات التكبير فى مساجد المدينة لنجدة العائلات المحاصرة والتخوف من قيام المستوطنين بإرتكاب مجزرة بحقهم". وفى نابلس، اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين أمس، مقام يوسف شرق مدينة نابلس، وعندما شاهدوا قوى الأمن الفلسطينى متواجدة فى المكان لاذوا بالفرار تاركين إحدى مركباتهم خلفهم. يأتى ذلك فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، رفضه لمشروع قرار فرنسى مطروح على مجلس الأمن الدولى يقضى بإيفاد مراقبين دوليين إلى الأماكن المقدسة فى مدينة القدس. وأكد نيتانياهو، وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة، خلال الاجتماع الأسبوعى لحكومته، أن إسرائيل تحافظ على الوضع القائم فى المسجد الأقصى دون تغيير. واستمرارا لمسلسل المواجهات اليومية، أصيب شاب فلسطينى بقنبلة غاز فى رأسه أمس، خلال مواجهات مع قوات الإحتلال الإسرائيلى قرب منتجع مراد فى قرية دار صلاح شرق بيت لحم. ومن جهة أخرى، شارك عدد من أهالى مدينة بيت ساحور فى وقفة تضامنية نصرة للأقصى وتنديدا بسفك الدماء من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي. واعتصم المشاركون بناء على دعوة من التحرك الشبابي، أمام سوق الشعب وسط البلدة على الشارع الرئيسي، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومرددين الهتافات الوطنية، كما، أصيب شابان فلسطينيان أمس، واعتقل ثالث خلال اقتحام قوات الإحتلال الإسرائيلى مخيم قلنديا شمال القدس. وقالت مصادر أمنية فلسطينية -فى تصريحات أمس - إن هناك شابين فلسطينيين أصيبا خلال المواجهات مع قوات الإحتلال الإسرائيلى التى اقتحمت المخيم، كما اعتقل الشاب أحمد السقا خلال اقتحام منزله. وفى الخليل، أصاب جنود الإحتلال الإسرائيلي، فلسطينيين أثنين بالرصاص الحى والمطاطى فى مدينة الخليل، واعتقلوا خمسة، كما نكلوا بالقاطنين فى المناطق القريبة من المستوطنات. وعلى الصعيد السياسى، طالب رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد الله أمس، اللجنة الرباعية الدولية بالتدخل الفورى لوقف "الجرائم" الإسرائيلية بحق الفلسطينيين واستئناف عملية السلام فى المنطقة. ودعا الحمد الله، فى بيان عقب اجتماعه فى مدينة رام الله مع رئيس مكتب تمثيل الرباعية الدولية كيتو دو بور، اللجنة إلى "التدخل الفورى لوقف كافة الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية، وإعادة إحياء العملية السياسية وفق معايير جديدة تضمن إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". وأطلع الحمد الله، مسئول اللجنة الرباعية على " آخر التطورات السياسية والجرائم الإسرائيلية بحق المواطنين العزل خاصة الأطفال والنساء وانتهاكات جيش الإحتلال ومستوطنيه بحق المقدسات خاصة المسجد الأقصى". وحمل الحمد الله، الحكومة الإسرائيلية "المسئولية الكاملة عن التصعيد العسكري، وعن التحريض التى تمارسه بحق المواطنين خاصة فى القدس، والقيادة الفلسطينية". فيما، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، بأشد العبارات الاستهتار الإسرائيلى بحياة المواطن الفلسطينى واستباحة دمه، من خلال الإعدامات الميدانية التى تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون بشكل يومى وبدم بارد ضد المدنيين الفلسطينيين. فى السياق ذاته، دعت حركة "حماس" الفلسطينية أمس، إلى "تطوير الإنتفاضة" الفلسطينية ضد إسرائيل ردا على استمرار اقتحام المسجد الأقصى فى شرق القدس. وقال سامى أبو زهرى الناطق بإسم الحركة، فى بيان صحفي، إن "استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى دليل على كذب الإحتلال بالرغبة فى التهدئة". وأضاف أبو زهري، "لذا فإن حماس تدعو إلى تفعيل الإنتفاضة وتطويرها بأكبر درجة ممكنة لحماية الأقصى ومواجهة الجرائم الإسرائيلية".