لم يتغير شيء في النيات الإماراتية تجاه الآخرين منذ تأسيسها وحتى اليوم. فهي قوة خير دائما، لمن على أرضها من مواطنينها، والعاملين فيها، أو للآخرين ممن تضعهم الصراعات والكوارث الانسانية والطبيعية في وضع المحتاج. السلام هو أساس العلاقة بين الإمارات واليمن. وهذه العلاقة نموذج يقتدى به، سواء من خلال كمية المساعدات التى تدخلها إلى اليمن، وجهودها الجبارة لاعادة الحياة إلى البلد الشقيق أو على مستوى ما قدمته من نجاحات وجهود فى اعادة الكهرباء للمناطق اليمنية المحررة، وأيضا شبكة المياه والمدارس، كذلك جهودها التى لا يمكن مقارنتها حجما وكيفا فى عملية اعادة البناء التى تقوم بها داخل اليمن، من أجل تطبيع الحياة والمحافظة على الأمن، وإعادة بناء المؤسسات الحكومية والرئاسية. كان الهلال الأحمر سباقا في نجدة اليمنيين، حين كان الوضع يسمح بذلك، وكانت مواكب الاغاثة تصل إلي المدنيين فى صعدة في زمن حرب الحوثيين مع صالح. لكن الحوثيين بعدوانهم لم يتَرَكُوا طريقا لوصول المساعدات الانسانية وتوزيعها إلا بحماية قوة عسكرية قادرة ومحترفة تردعهم وتقف حامية للمتضررين من العدوان. وأقدمت الإمارات على مد اليد وهي مدركة مخاطر الحرب وواثقة من قدرات أبناء القوات المسلحة الذين أحسن تدريبهم وكانوا أهلا للواجب ومواجهة مصاعبه. نحن شعب الامارات نعتز ونفخر بشهدائنا البواسل الذين سقطوا فى اليمن شمالا وجنوبا. وهي خسارة حقيقية لبلدنا ولأهالي الشهداء، لكن كل يوم يمر في دولة الامارات يزداد عزمنا وإصرارنا مع فقد كل بطل من أبطالنا البواسل بضرورة أن نستمر في تحقيق الهدف وتحرير شعب اليمن السعيد من قبضة المتمردين. إن الانتصارات التى تحققت فى اليمن حتى اليوم، هي تأكيد جديد على حكمة القيادة في دولة الامارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودول الخليج فى التحالف. كما تؤكد الانتصارات في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل والسهم الذهبي، أن دعم الشرعية فى اليمن لم يكن مجرد قرار عابر، لكنه تأكيد على وعي القيادة في السعودية والامارات في التحسب والاستعداد لمواجهة المغامرين ومطامعهم. وقد كانت الفترة السابقة مهمة في عملية بناء القدرات العسكرية ضمن برنامج يستقرئ المستقبل وحال المنطقة، وأثبت كم كان صحيحا وسليما. ويؤكد ما تحققه الامارات والسعودية فى اليمن وباقي دول الخليج فى التحالف، أن من كان يشكك فى قدرات جيوشها كان مجافيا للحقيقة، وأن تجربة اليمن أثبتت وتثبت كل يوم عكس ذلك. لقد نجح شعب الامارات والسعودية ودول الخليج فى التحالف، في الامتحان، وعلينا أن نفتخر بعد أن أثبتت التجربة أن أبناء الخليج قادرون على الدفاع عن أمن دولهم داخليا وخارجيا. ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من نصرة لليمن وشعبه، ينطلق من إيمان عميق بأهمية التضامن والتعاون العربي المشترك لحماية المنطقة العربية، وتحصينها تجاه الأطماع والمخاطر والتدخلات الخارجية في شئونها، والتصدي بكل قوة وحزم لكل ما من شأنه أن يقوض أمنها ويهدد استقرارها. ولعل الانتصارات العسكرية المتوالية لقوات التحالف على الحوثيين وصالح الأخيرة، هي بشائر خير لتحرير اليمن، ومقدمة لكي يعم الخير والسلام في اليمن، وينعم شعبه بالأمن والاستقرار ليواصل طريقه نحو البناء والنماء. طرد المتمردين من مفاصل الحياة في اليمن هو الطريق لوحدة البلاد، ومن الواجب على اخوتنا في اليمن حماية هذا الانتصار بمزيد من التلاحم وتفويت الفرصة على النظام السابق بكل أدواته الهدامة في العودة مرة أخرى، وعدم العبث بأمن واستقرار اليمن. لمزيد من مقالات مهره سعيد المهيرى