صرح ديميترى ميدفيديف رئيس الوزراء الروسى بأن روسيا تدافع عن مصالحها القومية فى سوريا لا عن أشخاص بعينهم، معتبرا أن بقاء الرئيس بشار الأسد فى السلطة ليس مسألة مبدأ بالنسبة إلى موسكو. وأوضح ميدفيدف، فى تصريحات صحفية، أن الشعب السورى وحده هو من يقرر من يكون رئيسه، قائلا»غير صحيح أن هدف عملياتنا فى سوريا هو حماية الرئيس الأسد». وأشار إلى أن بلاده تعتمد فى اللحظة الراهنة على شرعية الأسد، الذى اختاره الشعب السورى فى الانتخابات. وفى إطار متصل، أكد أناتولى أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسى أن تنظيم «داعش» أعلن بالفعل نيته للتوسع فى أوروبا وروسيا ووسط وجنوب شرق آسيا، مشيرا إلى أن موسكو لم يكن لديها خيار سوى «القبول» أمام طلب الحكومة السورية بمساعدتها عسكريا ضد هذا التنظيم الإرهابي. ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عن أنطونوف قوله على هامش منتدى شيانج شان الأمنى السادس فى الصين إن: الإرهابيين لديهم موارد مستقرة من الدخل وجيش معد جيدا، مضيفا أن: داعش تتوسع وتعلن خططا لنقل أنشطتها إلى أوروبا وروسيا ووسط وجنوب شرق آسيا. وذكر أنطونوف أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين طرح خطة عمل شاملة وتضمن مقترحه تأسيس تحالف دولى مناهض للإرهاب يتعاون على أساس القيم المشتركة وفى إطار الالتزام بالقانون الدولى ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة. وأوضح أنطونوف أنه «لم يكن هناك أى سبيل لتجاهل طلب حكومة سوريا الصديقة والتى أضطرت إلى تحمل عبء النضال ضد إرهابيى داعش، لقد اتخذت القيادة الروسية قرارا بتوسيع المساعدة العسكرية والتقنية لهذه الدولة». وقال أنطونوف إن بلاده دعت الولاياتالمتحدة لتعاون أكبر بشأن سوريا لكن يبدو أن واشنطن غير مستعدة لهذا الأمر. وأضاف: «نحن مهتمون بالتعاون مع جميع الدول دون استثناء، أقمنا اتصالا مباشرا مع تركيا، وأجرينا مفاوضات مع إسرائيل وكثفنا الاتصال مع دول الخليج». جاء هذا فى الوقت الذى جدد فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما تحذيراته لروسيا بشأن التدخل العسكرى فى سوريا، مشيرا إلى أن موسكو لن تستطيع الوصول إلى حل سلمى فى سوريا ب«ضرب القنابل»، مكررا قوله إن دعم الأسد محكوم بالفشل. وأوضح أوباما أنه لا يوجد«أى تقارب من وجهة النظر الاستراتيجية» بين واشنطنوموسكو حول الوضع فى سوريا. وأضاف»لن يستطيعوا التقدم من خلال ضرب القنابل إلى وضع سلمى فى سوريا». وتابع قائلا: «يعتقد الرئيس بوتين إنه إذا واصل القيام بما كان يقوم به طوال الأعوام الخمسة الماضية وهو دعم الأسد فإن المشكلة ستحل». وأشار أوباما إلى أن نقطة التفاهم الوحيدة بين الولاياتالمتحدةوروسيا بشأن سوريا هى السلامة الجوية بين الطائرات المنخرطة فى الصراع، مؤكدا على أن الحرب الأهلية السورية تستقطب الإرهابيين ولا يمكن وقفها سوى بحل سياسى يتمخض عنه تشكيل حكومية شرعية شاملة. وقال إن من الضرورى جلوس»الإيرانيين والروس والأتراك ودول الخليج وكل الأطراف المعنية والإقرار بضرورة التوصل لانتقال سياسى إذا ما كنا نرغب فى إنهاء الأزمة الإنسانية وإنقاذ سوريا». كما أعرب الرئيس الأمريكى عن أمله فى حدوث تقدم إذا استمرت المحادثات بين الأطراف المعنية وأن يبدأ الروس فى «إدراك أنهم لن يستطعوا تلغيم طريقهم نحو موقف سلمى داخل سوريا». وفى الوقت نفسه، ذكر البيت الأبيض فى بيان أن الرئيس الأمريكى تحدث هاتفيا مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى واتفقا على ضرورة تركيز العمليات العسكرية الروسية فى سوريا على تنظيم «داعش» وليس على المعارضة السورية المعتدلة. وأشار البيان إلى أن أوباما والشيخ محمد أكدا أيضا أهمية توفير الظروف اللازمة لانتقال سياسى فى سوريا. وعلى صعيد متصل، قال جيريمى شابيرو العضو السابق بدائرة تخطيط السياسية بوزارة الخارجية الأمريكية إن سوريا وما تشهده حاليا من أحداث ليست مهمة للإدارة الأمريكية. جاء ذلك فى مقابلة أجراها شابيرو مع شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية الأمريكية، حيث قال:»أعتقد أن من الأمور التى أعترف بها الرئيس أوباما هى أنه وبالطبع لدينا مصالح فى الشرق الأوسط وبالطبع يتوجب علينا الانخراط فيما يجرى هناك ولكن علينا أن نكون أذكياء فى كيفية تحقيق ذلك، وعلينا الاعتراف بمحدودية قدراتنا فى الشرق الأوسط ومحدودية الأمور التى نريدها فى هذه المنطقة، سوريا ليست مهمة لأمريكا، بالطبع هناك مشكلة إنسانية ونحن نقوم بأمور لمقابلة هذه المشكلة ولكن لا أعتقد أنها مهمة للغاية لأمريكا وعلينا استيعاب ذلك». وتابع شابيرو قائلا:»من الدارج فى واشنطن وفى عواصم أخرى القول بأن السياسة الخارجية لأمريكا ضعيفة هذه الأيام، ولكن كما قال الرئيس بنفسه بأن هذا سوء فهم وتقدير لنقاط القوة والضعف، إرسال جنود أمريكيين لخوض معارك غير مهمة للولايات المتحدةالأمريكية فى بلدان بعيدة هو ليس الدليل على القوة الأمريكية ولن يكون دليلا للقوة الروسية أيضا». وأكد أنه:»بالننظر إلى نتائج التدخل الأمريكى فى العراق فلا أعتقد أن ذلك جعل أمريكا أكثر قوة بعد انفاقها تريليونات الدولارات وارسالها لمئات الآلاف من الجنود فلم نعزز مصداقيتنا أو قوتنا بتلك الخطوة».