أضرب عشرات الآلاف من الأطباء والمهندسين والعمال الأتراك أمس استجابة لدعوات ألقتها عدة نقابات للتوقف عن العمل ، تعبيراً عن رفض الهجوم الإرهابى الذى أودى بحياة 97 شخصاً فى أنقرة السبت الماضي، فى الوقت الذى جددت فيه المعارضة التركية مطالبتها بإقالة وزيرى الداخلية والعدل. وطالب زعيم حزب الشعب الجمهورى التركى المعارض كمال كيتلش دار أوغلو باستقالة وزير الداخلية بسبب تصريحه بأنه لم تكن هناك ثغرات أمنية فى منطقة التفجيرين اللذين وقعا فى أنقرة، وكذلك بإقالة وزير العدل الذى ابتسم تجاه الأسئلة الموجهة حول الهجوم الانتحاري. وأوضح كليتش دار، أنه طالب رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو خلال اجتماعهما أمس الأول بضرورة تقديم الوزيرين استقالتهما فوراً. وقال كليتشار أوغلو إن هناك زعيم عصابة - لم يذكر اسمه - يؤيد الرئيس رجب طيب أردوغان علنًا وهدد بأنه ستراق الدماء فى لقاء جماهيرى فى مدينة ريزا، مشيراً إلى أنه بالرغم من ذلك لم يتخذ الجهاز القضائى أى خطوات حازمة تجاهه، وشدد زعيم المعارضة على وجود ضعف داخل جهاز المخابرات التركية، قائلاً إن تركيا لا تستحق مثل هذه الحكومة، فى إشارة إلى حكومة حزب "العدالة والتنمية". من جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركى أن تنظيم "داعش" هو المشتبه به الأول فى تفجيرى أنقرة، مشيرا إلى أن طريقة تنفيذ الاعتداء تحمل بصمات التنظيم الإرهابي، مؤكداً أن الهجوم نفذه انتحاريان، لكنه فى الوقت نفسه لم يستبعد احتمال وقوف متمردى حزب العمال الكردستانى أو "الجبهة الثورية لتحرير الشعب"، معتبراً أنهما "مشتبه بهما محتملان". وكانت أنقرة قد شهدت مساء أمس الأول مسيرة حاشدة معارضة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث حشد حزب الشعوب الديمقراطية الكردى آلاف المتظاهرين فى ميدان "صحية" القريب من موقع التفجيرين الإرهابيين ورفع المتظاهرون شعارات على غرار "أردوغان قاتل" و"الدولة ستدفع الثمن"، فى الوقت الذى أعلن فيه حزب الشعوب الديمقراطية أن عدد القتلى فى الهجوم الإرهابى على مسيرة السلام بلغ 128 قتيلاً وليس 97 كما أعلنت الحكومة التركية. فى الوقت نفسه، يدرس الحزب الموالى للأكراد إلغاء الحملة الدعائية له تمهيداً للانتخابات البرلمانية التى ستجرى فى الأول من نوفمبر خشية استهدافهم وذلك بعد هجمات أنقرة، وصرح كوركجى نائب الحزب عن مدينة أزمير بأن هناك "حربا ضد الحزب ولا يمكن التصرف كما لو أن شيئاً لم يكن"، مشدداً على أن المواطنين يقتلون بكل تجمع يعقده الحزب. من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركى أن الانتخابات البرلمانية المبكرة ستجرى فى موعدها، مشدداً على أنه "أيا كانت الظروف فأنه لن يتم تأجيل الانتخابات".