جاءت الاتفاقية بين مصر وفرنسا على تزويد مصر بحاملتى طائرات من طراز ميسترال لتزيد من القدرة العسكرية المصرية، لتصبح قادرة على الدفاع عن المياه الاقليمية وايضا لردع اى هجوم على الاراضى المصرية، لتدخل مصر مرحلة جديدة من الدفاع والتخطيط الاستراتيجى فى ظل التحديات الجديدة التى تواجه مصر فى البحرين الابيض والمتوسط. يِؤكد اللواء عبد المنعم كاطو الخبير العسكرى أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تنوع مصادر التسليح، وتطوير معدات وقدرات القوات المسلحة المصرية، بالإضافة إلى كسر حاجز الامداد بالسلاح ، لأن أوروبا كانت لفترات طويلة لاتمد مصر بالسلاح وبالتالى فان تنوع مصادر السلاح فى مصر حاليا سيجبر العديد من الدول على امداد مصر بكافة أنواع الأسلحة، و أن هناك ثلاثة أهداف حيوية لمصر من شراء حاملات الطائرات الفرنسية من نوع “ميسترال”. أول هذه الأهداف هو أن العلاقات بين الدول تحتاج إلى معرفة الخبرات والتقنيات، التى تتميز بها كل دولة عن الأخرى لاكتساب الخبرات، والأمر الثانى هو وجود علاقات اقتصادية بين الدول بالمليارات ما يخلق نوعا من الربط بين الدولتين، أما الأمر الثالث هو أن مثل هذه الصفقات تخلق قنوات تفاهم وتواصل بين الدول لكى تعرف معلومات عن بعضها. وأضاف كاطو قائلا: قبل أن نسأل لماذا تم شراء حاملتى الطائرات علينا أن نعلم أولاً ماهى استراتيجية مصر العسكرية والسياسية فى المرحلة القادمة، وخاصة أن مصر تتوسط العالم وتجابها تهديدات كبيرة جداً خاصة أن هناك العديد من القوى المؤثرة فى المنطقة ضعفت وخرجت من الخدمة مثل العراق وليبيا واليمن مما زاد الأعباء على مصر من أجل حماية الأمن العربي. وقال عبد المنعم كاطو ان مصر فى حاجة إلى أسطول قوى ومن هنا تأتى أهمية تحديث الأسطول المصرى يبدأ من البحر الأحمر لحماية وتأمين باب المندب الذى يلقى تهديدات من قوى وقراصنة وإيران وبالتالى يكون لدينا القدرة للوصول إلى باب المندب ، لأنه لو حدث وأغلق باب المندب سيكون له تأثير قوى على قناة السويس ، وإذا اتجهنا إلى البحر البيض نجد أن هناك اكتشافات بترولية لابد من حمايتها إلى جانب الحفاظ على الأمن القومى من آى تهديدات اسرائيلية أو تركية. وأشار إلى أن كل ماسبق يستدعى وجود اسطول كبير قادر على الانتقال إلى مناطق التهديد والتعامل معها مثل الهجرة غير الشرعية والتهديدات التى تأتى من ليبيا حيث تصل سفن إلى الشاطئ الليبى محملة بداعش والخارجين عن القانون. حاملة الطائرات قادرة على حماية نفسها ونفى كاطو كل مايقال على أن ميسترال غير قادرة على حماية نفسها مشيرا إلى أن القوات المسلحة تعتمد على معركة الأسلحة المشتركة، لذا تعتمد إستراتيجية تحركها على ملازمة بعض القطع البحرية والفرقاطات المقاتلة لحمايتها من أى مخاطر أو هجوم معاد، كما أن القوات البحرية لاتحارب بمفردها وأيضا القوات الجوية والبرية ولذلك لابد أن يكون هناك تخطيط استراتيجى للعمل مع كل هذه القوات مع بعضها والتى تحددها الدولة لتحقيق أمنها، وبناءً على المعلومات المتوافرة لديها ، كما أن حاملتى الطائرات لديها القدرة على التعامل مع اى عداءات ضدها،لأن طبيعة عملها تعتمد على ثلاث مهام رئيسة أولاً: العمل ضد أى عداءات ضد حاملة الطائرات نفسها مثل الغواصة أو التدخل ضد السفن المعادية ، ثانيا: نقل القوات البحرية إلى مناطق العمل والإبرار “أى بتنزلهم منطقة العمليات” ثالثاً هذه الطائرات عندما تكون مسلحة تعمل ضد الطائرات المعادية، كما يحدث فى سيناء. ويرى كاطو أن السفينة الحربية الفرنسية تتمتع بقدرات خارقة يمكنها أن تغير ميزان القوة فى البحرية المصرية حال انضمامها إليها، كما أنها مجهزة بمستشفى داخلى يضم 69 سريرا للمصابين. تتميز السفينة الفرنسية بتكنولوجيا عالية فى القيادة والسيطرة غير متوافرة فى مثيلاتها، كما تضم منطقة مخصصة لصيانة الهليكوبتر وتملك رادارا للهبوط بالإضافة إلى خاصية الهبوط البصري. و يمكنها تنفيذ العديد من المهام لكونها ضمن قائمة السفن البرمائية، فيمكن استخدامها كسفينة قيادة، كما تستطيع نقل العتاد الحربى والأفراد وإنزالهم إلى الساحل غير المجهز باستخدام المروحيات وزوارق الإنزال السريعة وقيادة الطائرات فى الجو.