فى سرد سلس ومشوق صدرت رواية «كا» للكاتب عبدالفتاح البلتاجي, الذى حاول من خلال المثلث الدائم فى العلاقات الإنسانية (الحبيب والحبيبة والفراق) أن يصنع أحداثا متشابكة تدور فى فلك الحاضر الذى نعيشه. واختار الكاتب عنواناً فريداً أوضح معناه فى مقدمة الكتاب مستمداً من عقيدة المصرى القديم وإيمانه بال»كا» : الروح أو القرين. الرواية تناولت أدوات الفساد والطمع, متمثلة فى الصراع بين الصحفى الباحث عن الحقيقة وبارونات السلطة المتوحشة من مسئولين ورجال أعمال، حيث سمَّى البطل وسيم جريدته «المجنون» فى إشارة إلى ارتباط كشف الفساد بالجنون. الرواية اعتمدت على خلط العربية الفصحى بالعامية، فبدت أشبه بسيناريو فيلم ، يتحدث عن النظام الأسبق ورجال جمال مبارك, وكيف كان المشهد أشبه «بالشلة». فكل الأحداث تصب فى خوف المسئولين من غضب الهانم «فى إشارة إلى النظام الأسبق». تتلاحق الأحداث لتدخل فيها شخصيات متعددة، الضابط ووكيل النيابة وجثة لراقصة مقتولة وطليق هالة حبيبة البطل وصوت الحب فى قلبى البطل والبطلة اللذين ظلا معا حتى النهاية. قد يأخذك الظن وأنت تقرأ «كا» أنها رواية بولسية, ولكنك سوف تكتشف بعد قليل أنها أحداث درامية واقعية يدخل فيها الشق السياسى بقوة والظروف الإجتماعية فى نسيج جعلها مترابطة. أنهى الكاتب روايته بالاسم الفرعونى الذى اختاره لها، حيث قال على لسان وسيم: إن الكا لا يموت.. فى إسقاط على الحق والخير فى «متلازمة الصراع بينه وبين الشر والفساد». والرواية فى مُجملها غنية بالتفاصيل الدالة, وبعيدة عن التعقيدات اللغوية, وتشعر وأنت تقرأها وكأنها تتحدث عنك.. إذا كنت شريفاً أو فاسداً. الكتاب: كا المؤلف: عبدالفتاح البلتاجي الناشر: ون بوك 2015