نفت منظمة"أطباء بلا حدود" أمس أن تكون حركة طالبان قد بادرت بإطلاق النار من داخل المستشفى الذى تديره المنظمة بمدينة قندوز الأفغانية، قبل تعرض المستشفى لما يشتبه بأنه غارة أمريكية أسفرت عن سقوط 19 قتيلا أمس الأول. جاء ذلك ردا على تصريحات للجيش الأمريكى قال فيها إن الغارة الجوية التى ضربت مستشفى قندوز كانت تستهدف مسلحين من حركة طالبان أطلقوا النيران مباشرة على جنود أمريكيين.كما ذكرت وزارة الدفاع الأفغانية أن مقاتلى طالبان هاجموا المستشفى خلال اشتباكاتهم مع القوات الأفغانية والدولية ، وكانوا يستخدمون المستشفى"كدرع بشري" قبل أن تتعرض للقصف. ونفت"أطباء بلا حدود"كل تلك الأنباء قائلة إن "بوابات مجمع المستشفى كانت مغلقة طوال الليل، ومن ثم لم يكن هناك أحد من غير العاملين أو المرضى أو القائمين على رعاية المرضى متواجدا داخل المستشفى عندما وقع القصف." وأدانت المنظمة بأشد العبارات الضربات الجوية على المستشفى واصفة تلك الضربات بأنها بشعة ومريعة وتمثل خرقا خطيرا للقانون الإنسانى الدولي. وقالت فى بيان إن"جميع الدلائل حاليا تشير إلى أن قوات التحالف الدولية هى من نفذت القصف ، وفى هذا الصدد طالبت المنظمة قوات التحالف بإجراء تحقيق كامل وشفاف حول الضربات الجوية على قندوز صباح السبت الماضى". وكان مسئولون فى المنظمة قد أكدوا أن العاملين بالمستشفى اتصلوا بقيادات عسكرية فى حلف شمال الأطلنطي"الناتو" فى كابول وواشنطن فور بدء الهجوم، ولكن القصف استمر لنحو ساعة. ومن جانبه، قدم الرئيس الأمريكى باراك أوباما تعازى الشعب الأمريكى للفرق الطبية والمدنيين الآخرين الذين قتلوا وأصيبوا فى هذا الحادث المآسوي. ومن جهته،أعلن وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر أن الولاياتالمتحدة تجرى حاليا تحقيقا كاملا فى الحادث بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية. وأضاف أن المنطقة المحيطة بالمستشفى كانت مسرحا لمعارك عنيفة خلال الأيام الماضية حيث توفر قوات أمريكية الدعم لقوات الأمن الأفغانية فى مواجهة مقاتلى طالبان لاستعادة السيطرة على مدينة قندوز. وفى سياق متصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الهجوم على مستشفى قندوز، ودعا لإجراء تحقيق عادل فى الحادث.كما اعتبر زيد رعد الحسين المفوض الأعلى لحقوق الإنسان فى الأممالمتحدة الغارة الجوية"غير مبررة" و"جريمة حرب".