كلما مرت ذكري حرب اكتوبر وتذكرنا ما قام به الجيش المصري من بطولات باسلة و تضحيات نبيلة و ما قدمه من أرواح و دماء زكية تتحرك المشاعر الانسانية والوطنية داخل عقول وقلوب ابناء الشعب المصري . ليس فقط لحجم التضحيات التي قدمها الجيش و لكن لعظمة ما قام به من رغبة في تحقيق النصر و استعادة الكرامة والأرض و إنهاء شماتة الاعداء فيما تعرض له الجيش المصري عام 1967. ويبقي الدرس الأكبر هو القدرة الرائعة للجيش المصري في التخطيط و التعبئة والتدريب و رفع الروح المعنوية و القتالية في الدفاع عن الوطن ومقدساته ومقدراته. و علينا أن نستلهم من اكتوبر العبرة و نحن نبني مصر من جديد بعد ثورتي 25 يناير و 30 يونيو، لكي نستعيد روح وعظمة الانتصار لنتغلب علي كل المشاكل و الصعوبات التي تواجهنا في الوقت الحاضر. و شباب مصر مدعو إلى أن يدرس ويحلل ما قامت به مصر، من جيش وشعب، في لحظات صعبة وخانقة وقاهرة وضاغطة منذ تأميم قناة السويس وحرب 1956 وحرب 1967 حتي حرب اكتوبر ليعرف حجم المخاطر الداخلية والخارجية التي كانت تعاني منها مصر وقتها واستطاعت بالعمل و المثابرة و التضحية وبتلاحم الشعب والجيش أن تتغلب عليها و لا تكون سببا في عجزها. هذه هي مصر تخرج من كل كبواتها منتصرة شامخة رافعة الرأس، هذه هي طبيعة الشعوب القوية التي لا تنكسر و لاتسقط مهما حدث ، فمصر دولة صاحبة تجارب تاريخية طويلة في التعامل مع الظروف الصعبة . لمزيد من مقالات عماد حجاب