كل القوي السياسية تتعامل مع الشعب الآن علي طريقة هاجوزك هنومة يا قناوي. وتتذكرون حضراتكم بالتأكيد ذلك المشهد الخالد, لحسن البارودي مع يوسف شاهين( قناوي الأعرج), عندما أرادوا نزع السكين من يده, وهو يحتضن هند رستم, فراح البارودي يوهمه بأنه سيزوجه هنومة.. ثم.. نزع السكين! كلهم كلهم الآن( في الداخل والخارج) فوجئوا بثورة الشعب المصري في يناير, في الميادين الكبري والمدن.. وفي القلوب.. المفاجأة كانت مذهلة.. منذ متي وهذا الشعب القناوي يثور؟ هذا خطر عظيم, وينبغي احتواؤه بأسرع ما يمكن قبل فوات الأوان. ماذا نفعل يا بارودي؟ اتركوه لي.. سأضحك عليه بهنومة, وهنومة هي السلطة, وربما مصر! قل لي.. كيف يجرؤ, علي التقدم للرئاسة, رجال خدموا لعشرات السنين النظام السابق, ثم يأتون اليوم ليملأوا الدنيا صياحا بأنهم سيعيدون بناء مصر من جديد؟ يا ناس حرام عليكم. البلد ظل في أياديكم لثلاثين سنة( وربما ستين!) فخربتموه وجوعتوه, وألقيتم به في مهاوي الفقر والتخلف.. فكيف الذي خرب ودمر يمكن أن يبني من جديد؟ أو قل لي.. كيف يصرح أحد الفصائل السياسية في البداية بأنهم لا يطمعون في منصب الرئيس, ثم تستيقظ ذات صباح لتجدهم وقد رشحوا, ليس فقط واحدا منهم, بل اثنين.. واحد أساسي والآخر قال إيه احتياطي! أو قل لي.. كيف يتزاحم بالأكتاف والمناكب, الطبلجي, والطرشجي, والمغنواتي, والصاجاتي, والساعي إلي الشهرة والدعاية, والمغامر, وحامل الجنسيات الأخري, للترشح لمنصب يعرفون تماما أنهم ليس لهم فيه, ولا هو مناسب لهم؟ كلهم كلهم يريدون هنومة, بينما قناوي يا ولداه يتكاثرون عليه لنزع السكين من يده, وقريبا قريبا قد نجده لا قدر الله في السرايا الصفرا! إن ما لم يدركه قناوي, من بداية الفيلم, أن هنومة دائما ستكون لفريد شوقي, وفريد شوقي لهنومة.. فكيف يطمع فيها هذا الفقير المريض الجائع الأعرج؟ والبارودي دائما سيسعي لنزع السكين( الثورة) من يد قناوي. السؤال الآن: من هو البارودي في رأي سيادتك؟ ومن فريد شوقي؟ استفت قلبك! المزيد من أعمدة سمير الشحات