تضم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى جناحين للبحث العلمى والتطبيقى وكلاهما بقرار جمهورى يحدد مجال اختصاصهما، الأول مركز البحوث الزراعية ويختص بالعمل فى مناطق الوادى القديم والدلتا أى فى مساحة ال6 ملايين فدان القديمة وله فيها خبرة واسعة والثانى مركز بحوث الصحراء قديما منذ 1951 كان اسمه معهد بحوث الصحراء ويختص بالمناطق الصحراوية طبقا للقرار الجمهورى الصادر له وشمل هذا المركز أربع شعب رئيسية هى الأراضى والمياه والإنتاج النباتي، الإنتاج الحيواني، الدراسات الإنسانية والاقتصادية، وثمانية وعشرين قسما علميا متخصصا. ولا يسمح لمركز بحوث الصحراء بالبحث فى الوادى والدلتا ولا أن ينشيء له محطات بها، بينما يتمكن مركز البحوث الزراعية بشكل ما لا أن يبحث فقط بل وينشيء له محطات وطبعا يتطلب ذلك توفير ميزانيات يجرى توفيرها له بأى شكل. ولمركز بحوث الصحراء احدى عشرة محطة تدار بصعوبة بالغة نظرا لانتشارها على جميع ربوع الصحارى المصرية والسواحل الشمالية وصولا إلى حدود مصر فى حلايب وشلاتين، أما لماذا تدار بصعوبة؟ فلأنها تحتاج إلى تمويل لا يتوافر عادة وحملة سيارات لا تتوافر غالبا!! وبرغم هذا كله فقد تمكن المركز من انشاء قاعدة بيانات شبه كاملة لظروف المياه الجوفية والأراضى الصحراوية بجميع أنواعها، والمجموعات النباتية والحيوانية بكل صورها فى الصحاري، ولدى المركز من الكوادر والخبرات العلمية البحثية والتطبيقية ما يمكنه من التعامل على سبيل المثال مع أنواع الأراضى المتعددة والأنواع النباتية المختلفة التقليدية وغير التقليدية باحترافية عالية تساعده فى حل مشكلات الأراضى الصحراوية والتى تختلف فى طبيعة تكوينها ومتطلباتها عن الوادى والدلتا تماما نظرا لظروف نشأتها وتكوينها، فالمركز يمكنه حل مشاكل الأراضى من الرملية مرورا بالجيرية والملحية والطفلية إلى أراضى السبخات مثل أراضى سهل الطينة مثلا. وهناك برنامج ينفذه المركز فى واحة الفرافرة القديمة بتمويل من ميزانيته وبالتعاون مع قطاع استصلاح الأراضى التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ويمكن الحصول عليه من خلال المركز فى الواحة لحل مشاكل المياه الجوفية المتدهورة من ناحية التصرفات والمناسيب وتدهور الزراعة هناك نتيجة لذلك، وهذا البرنامج مستمر منذ ثلاث سنوات فلقد وضع الحلول العلمية والعملية مع المنتفعين والخريجين داخل حقولهم فى 6 قرى من الواحة, وذلك بتطبيق نظام رى مطور للرى السطحى ذى كفاءة عالية فى توفير المياه فضلا عن تكاليفه التى تقل عن طرق الرى الحديثة الأخرى بحوالى ثمانين فى المائة إلى جانب إمكانية تركيبه وتشغيله بمعرفة المنتفعين والخريجين أنفسهم وهم المنتفعون من البرنامج الذى لا يتعامل مع كبار المستثمرين. ويطبق البرنامج حزمة من التقنيات توفر الأسمدة من المخلفات وتعالج مشاكل الأراضى الخفيفة والثقيلة بحلول مبتكرة من الطبيعة بأقل التكاليف ويعمل على زراعة أنواع من النباتات المناسبة للمنطقة. وبرغم كل ذلك تجاهل وزير الزراعة السابق فى قراراته الخاصة بانشاء مزرعة ارشادية ضخمة فى الفرافرة الجديدة خبراء مركز بحوث الصحراء واهدر تاريخه الممتد لأكثر من خمسة وستين عاما من البحث والتطبيق. وبالإضافة إلى ذلك فإنه ليس لمركز بحوث الصحراء أن يعمل فى مناطق الوادى والدلتا بحسب قراره الجمهوري، ولكن هذا لا يطبق على مركز البحوث الزراعية... واننى أعرض الأمر برمته على الدكتور عصام فايد وزير الزراعة. د.صلاح يوسف فهمى عوض الله أستاذ متفرغ بمركز بحوث الصحراء