حتى وإن نجحنا «بمعجزة» فى حل الأزمة السورية .. ستظل ليبيا ممرا مفتوحا للهجرة عواصم العالم وكالات الأنباء: فى مؤشر على ارتباك الموقف الأمريكي، اعترف وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر بأن الولاياتالمتحدة مازالت غير متأكدة من تداخل المصالح الأمريكية والروسية فى سوريا رغم المخاوف المشتركة من التهديد الذى يمثله مقاتلو تنظيم داعش الإرهابي. جاء هذا التصريح فى وقت تسعى فيه روسيا إلى إجراء مناقشات عسكرية مع الولاياتالمتحدة بينما تمضى قدما فى حشد عسكرى بسوريا يشمل الآن أكثر من 24 مقاتلة متطورة بالإضافة إلى دبابات وقوات ومدفعية. ولم تستبعد تصريحات كارتر وهى الأولى بهذا الشأن مثل هذه المناقشات، لكنه قال إنه لن يدعم أى تعاون مع موسكو دون اتفاق على إجراء مناقشات موازية بخصوص إبعاد الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة. وقال كارتر فى مؤتمر صحفى بوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون) «إن السعى لهزيمة داعش دون السعى إلى انتقال سياسى مواز يعنى تأجيج هذا النوع من التطرف الذى يكمن وراء داعش». وقال كارتر الذى تحدث مع نظيره الروسى الأسبوع الماضى إنه إذا اعتقدت موسكو أن بإمكانها إضعاف داعش دون بحث المستقبل السياسى لسوريا فسيكون هذا «تناقضا فى التفكير». وحذر كارتر موسكو من مهاجمة كل خصوم الأسد «دون تمييز»، مشيرا إلى المخاوف الأمريكية من أن تضرب روسيا مقاتلى المعارضة الذين تدعمهم واشنطن وتطلق عليهم مسمى «المعتدلين». وتابع «سنستمر فى العمل مع روسيا فى قضايا تتداخل فيها مصالحنا .. قد يحدث هذا التداخل فى سوريا لكن لم يتضح هذا بعد». وقال كارتر فى مؤتمر صحفى مع نظيره الأوكرانى ستيبان بولتوراك إن تصرفات روسيا فى سوريا لن تصرف انتباه الولاياتالمتحدة عن الوضع فى أوكرانيا. وردا على سؤال عما إذا كان يتعين على الولاياتالمتحدة تصديق ما تقوله موسكو قال بولتوراك إن خبرته مع روسيا أظهرت أن موسكو ليست صادقة على الدوام. فى الوقت نفسه، أجرى الرئيس الأمريكى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون تباحثا خلاله فى أزمة اللاجئين الهاربين من سوريا وضرورة التوصل الى عملية سياسية فى هذا البلد. وأعلن مكتب كاميرون فى بيان أن «المحادثات ركزت على الوضع فى سوريا». وفى روما، قالت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى أمس إن الاتحاد الأوروبى سيواجه تدفقا كبيرا للمهاجرين حتى إذا تمكن المجتمع الدولى «بمعجزة» ما من إنهاء الصراع فى سوريا. وقالت موجرينى لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية : «دعونا لا نخدع أنفسنا.. سوريا اليوم فى موقع بارز، حيث غادرها أربعة ملايين لاجئ للخارج ويوجد بها ثمانية ملايين نازح داخل الأراضى السورية، ولكن خارج سوريا هناك عالم من الحروب والمجاعات والبؤس». وأضافت «حتى وإن تمكنا بمعجزة ما من حل الأزمة السورية غدا، ستظل ليبيا ممرا مفتوحا لا يخضع للسيطرة إلى أوروبا، على الأقل حتى نتمكن من إعادة بناء الدولة هناك. وبالإضافة إلى ليبيا هناك أفريقيا بأسرها». وفى هذا السياق، واصلت المجر تأمين نفسها من تدفق اللاجئين بالبدء فى بناء سياج على حدودها مع سلوفينيا بعد أن فعلت الشيء نفسه على طول الحدود مع صربيا وكرواتيا. وقالت وكالة أنباء المجر (إم.تي.آي) إن عناصر من الجيش والشرطة بدأت العمل بدون أى إعلان سابق بنشر لفائف من الأسلاك الشائكة على الخط الحدودي. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الخطة ستشمل الحدود بأسرها التى يبلغ طولها 102 كيلومتر.