وسط ويلات الحروب والكوارث وسيطرة أزمة اللاجئين على الأحداث، حرص ملايين المسلمين فى جميع أنحاء العالم على الاحتفال بعيد الأضحى واستقبلوه بالبهجة والسعادة داعين الله أن تنتهى الأزمات التى تواجه العالم الإسلامي. واستقبل السوريون المقيمون فى مخيمات اللاجئين ومدن الحاويات فى تركيا العيد بأداء الصلاة، وهم يشعرون بالحزن لبعدهم عن بلادهم وأقربائهم. كما أدى السوريون المقيمون فى مساكن «سليمان شاه» فى قضاء «آكجا قلعة» التابعة لمحافظة «شانلى أورفا» - والذى يتسع ل 29 ألف شخص - صلاة العيد فى المكان المخصص لهم، داعين الله أن تنتهى أزمتهم قريبا. وفى باريس، أدى الآلاف من مسلمى فرنسا صلاة عيد الأضحى أمس بمسجد باريس الكبير بقلب العاصمة الفرنسية وسط أجواء من الفرحة و البهجة بهذه المناسبة. وتقدم دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير بالتهنئة للجالية المسلمة فى فرنسا، داعيا إلى إعلاء قيم الوسطية و الاعتدال والتحلى بقيم التسامح و التعايش. كما ناشد مسلمى فرنسا بالتعاطف والتضامن مع اللاجئين الذين يفرون من مناطق النزاع فى العالم بحثا عن الأمن والأمان. وأعربت آن هيدالجو عمدة باريس عن تقديرها لمبادرة مسلمى فرنسا السخية بجمع التبرعات لصالح اللاجئين ، مؤكدة أهمية أن يعيش الجميع فى باريس فى جو من الاحترام المتبادل بين كل الملل وأهلها ومؤكدة أن ذلك من أهم قيم بلدنا وهوكفيل بتحقيق حياة أمنة للجميع. وبعد افتتاح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين جامع موسكو الكبير أمس الأول بعد عملية تجديد شاملة استغرقت عشر سنوات، أعرب ملايين المسلمين فى روسيا عن سعادتهم البالغة به معتبرينه رمزا لتوحيد المسلمين فى روسيا. من جانبه، هنأ وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى المسلمين فى الولاياتالمتحدة والعالم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك. وقال كيري، فى بيان أصدرته الخارجية الأمريكية، إن عيد الأضحى يعد مناسبة خاصة يتذكر فيها المسلمون قيم التضحية والتفانى والإخلاص،كما أنه فرصة لإحياء المشاعر الروحية وشكر الله على نعمه. وأضاف كيرى قائلا «إن عيد الأضحى يمثل مناسبة لمساعدة هؤلاء الأكثر احتياجا من الكبار والأطفال وكذلك العديد من الذين أُجبروا على الفرار من أعمال العنف المندلعة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا»، مشيرا إلى أن عيد الأضحى يعيد لأذهان الناس جميعا قيمهم الإنسانية وواجبهم بمساندة بعضهم البعض فى أى مكان وزمان. فى الوقت نفسه، وجه رئيس الوزراء البريطانى ، ديفيد كاميرون ، ووزير الخارجية ، فيليب هاموند ، التهنئة للمسلمين فى المملكة المتحدة وفى شتى أنحاء العالم بمناسبة عيد الأضحى . وقال كاميرون فى رسالته «زرت لبنان والأردن فى وقت سابق هذا الشهر ، حيث التقيت بمن فروا من أهوال الحرب والإرهاب فى سوريا والعراق». وأضاف «التقيت هناك بمالك (15 عاما) ، الذى فقد ساقه نتيجة برميل متفجر، وهو واحد من ملايين الضحايا الذين دمرت حياتهم أو سقطوا قتلى أو اضطروا للنزوح عن بيوتهم وانفصلوا عن عائلاتهم نتيجة الأحداث الجارية هناك». وتابع «أدرك أن المسلمين البريطانيين سوف يفكرون بمتضررين مثل مالك بينما يجتمعون مع أحبائهم بمناسبة العيد ، يصلون معا ويفكرون معا ، ويتناولون وجباتهم معا ، ويتبادلون الهدايا». وأكد «حيث أن المسلمين هم أكبر مجتمع دينى فى بلدنا تقديما للتبرعات ، أعلم أنكم تفتخرون لكون بريطانيا من أكبر المستجيبين لأزمة اللاجئين السوريين ، إن مساهماتنا التى تفوق المليار جنيه استرلينى - وهى أكبر مساهمة منا على الإطلاق استجابة لأزمة إنسانية - تساعد أشخاصا مثل مالك وتثنى آخرين عن محاولات خطيرة سعيا للوصول إلى أوروبا من خلال المهربين الأشرار.» وقال «لكن يتميز المسلمون البريطانيون بما هو أكثر من مجرد سخائهم، حيث يشغلون أعلى المناصب فى مجالات تخصصاتهم ، من الأعمال وحتى الطب، ومن الرياضة وحتى السياسة - بما فى ذلك فى الحكومة التى أفتخر برئاستها» . وتابع زعيم حزب المحافظين «بينما تجتمع العائلات والأصدقاء مع بعضهم فى هذا العيد ، دعونا نحتفل جميعا بهذه الإنجازات، ونفكر بمن يواجهون المعاناة فى هذه المناسبة المقدسة. أتمنى لكم جميعا وعيدا سعيدا. عيدا مباركا.» كما وجه وزير الخارجية البريطانى ، فيليب هاموند ، تهنئة بمناسبة حلول عيد الأضحى ، قائلا «يطيب لى أن أبعث بأطيب التمنيات للمسلمين فى أنحاء العالم بمناسبة احتفالهم بعيد الأضحى المبارك فى ختام مراسم الحج إلى مكةالمكرمة. ولا يغيب عن بالنا بهذه المناسبة القتلى والمصابون ضحايا الحادث المؤلم الذى وقع فى الحرم المكي، ونتوجه بالتعازى والمواساة لأهاليهم فى هذا الوقت العصيب». وفى جانب طريف وجديد من الاحتفالات بالعيد، بدأت الهند فى اتباع التكنولوجيا الحديثة فى اختيار أضحية العيد. وبدلا من الذهاب إلى الأسواق كالمعتاد لاختيار الأضحية، أصبح الكثيرون يختارونه عبر الإنترنت بعد عرض صورها بل ويتفاوضون على الأسعار أيضا. وأكد التجار أن هذا الأسلوب أصبح ناجحا وأكثر سهولة حيث يستطيع التاجر الواحد بيع ما يقرب من دستة من الماشية خلال أيام وتوصيلها مجانا إلى العميل.