نقد..سوق الانتخابات..والتسويق الاجتماعى والسياسى

لعلها فرصة، ومصر مقبلة على استحقاق مهم، وهو الانتخابات البرلمانية، أن ينظر كل مرشح محتمل لهذا الكتاب « من الصابونة .. إلى الرئيس.. التسويق الاجتماعى والسياسي» للدكتور سامى عبدالعزيز، الأستاذ بكلية الإعلام القاهرة، يقرأه بتدبر وعناية، ليعرف ماهية التسويق السياسى والاجتماعي، وكيف يقدم نفسه للناخبين عبر آليات وأدوات باتت معروفة فى العالم أجمع.
يقول فى مقدمة كتابه: يستحق العصر الذى نعيش فيه أن يسمى «عصر التسويق».. فكل شيء إما موضوع للتسويق، أو أداة من أدواته. وإذا كان من الطبيعى فى العقود الماضية أن نسأل «ما هو التسويق الاجتماعى أو السياسي؟» فإن الطبيعى الآن بعد كل التطورات التى حدثت خلال العقود الخمسة الماضية، ومئات التجارب الدولية والإقليمية والمحلية الناجحة، التى حققت أهدافها كاملة، أصبح الطبيعى الآن أن نسأل: ما الشيء الذى يقع خارج نطاق التسويق الاجتماعى والسياسي؟ وإذا كان كل شيء فى حياتنا الآن «سياسة» بمفهومها الواسع، فإن أدوات السياسة وأساليبها لا تكاد تخلو من «تسويق» أو من بعض مكوناته.ويشير إلى أن هناك عوامل متعددة، سياسية واقتصادية واجتماعية، أسهمت فى بروز ظاهرة التسويق الاجتماعى والسياسي، وأدت إلى ترسيخ قواعده، وقد أثبتت لنا الأحداث فى مصر وعالمنا العربى مدى حاجتنا الماسة لفهم قواعد ومصطلحات علم التسويق الإجتماعى والسياسى واستراتيجياته لا من أجل الحملات التجارية فحسب ولكن من أجل الترويج للأفكار الإجتماعية والسياسية التى تتبناها منظمات المجتمع على اختلاف مناحيها .
عبر اثنى عشر فصلا، تنقل الدكتور سامى عبدالعزيز، عارضا نشأة مفهوم التسويق الاجتماعى ومراحل تطوره، وعلاقته بالتسويق التجاري، ثم مبادئه ونظرياته، واستراتيجيات التخطيط فى حملات التسويق الاجتماعي، فى فصوله الخمسة الأولي، وفى الفصل السادس، يعرض استمالات الإقناع وبناء الرسالة، ثم التسويق الاجتماعى فى المنظمات الحكومية وغير الربحية.
ثم يأخذك المؤلف من التسويق الاجتماعى إلى التسويق السياسي، من خلال مفهومه واستراتيجيته، فى الفصل الثامن من الكتاب، عارضا لنماذج من الحملات الدولية فى مجال التسويق السياسي، خاصة رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، جورج بوش الابن فى 2004، وباراك أوباما فى 2009، وجملة حزب المحافظين فى انجلترا لديفيد كاميرون 2010، وساركوزى رئيس فرنسا السابق. وفى الفصلين العاشر والحادى عشر، يتحدث عن نماذج لحملات التسويق الاجتماعى فى مصر وبعض الدول العربية، حيث يشير الى ان مصر عرفت التسويق السياسى وإن كان فى شكل مبسط منذ الخمسينيات من القرن العشرين، فقد تم استخدام وسائل الإعلام والاتصال فى الترويج لعدد من الأفكار (الاشتراكية، القومية العربية) أو لعدد من المشروعات (السد العالي، تعمير الصحراء) أو لتعديل بعض السلوكيات ( الدعوة إلى المشاركة والتصويت فى الانتخابات).
ويختتم كتابه الذى يصل إلى أكثر من أربعمائة صفحة، بالفصل الأخير وفيه يركز على التسويق الاجتماعى وتحديات المستقبل، من خلال التركيز على أهم القضايا البحثية المتعلقة بهذا المجال، وأهم الإشكاليات التى يثيرها، والتحديات التى يواجهها.