التاريخ يعيد نفسه من جديد وتتكرر الاحداث المؤسفة فى مناسبة كروية نعتز بها وتفخر الكرة المصرية بها باعتبارها اقدم مسابقة فى القارة الافريقية وهى كأس مصر. وكالعادة يفشل اتحاد الكرة فى تنظيم مباراة محلية فى ختام الموسم ويبدو ان مسألة التنظيم لا يعرفها مجلس إدارة الاتحاد رغم ان المباراة اقيمت بدون جمهور. الا ان ما شهدته مدرجات المقصورة والدرجة الاولى باستاد بتروسبورت يقول عكس ذلك فقد امتلات بالجماهير التى لا احد يعرف من أين اتت وكيف دخلت الملعب. كان نتيجة ذلك تأخر بدء المباراة لأكثر من 15 دقيقة بعد رفض النادى الأهلى النزول فى وجود الجماهير الامر الذى اعطى انطباعا بسوء التنظيم من البداية. لم يكن دخول الجماهير هو السبب الوحيد لسوء التنظيم ولكن كانت المنصة والجلوس فى المقصورة الرئيسية لا يليق بالمناسبة وكبار الشخصيات الموجودة وكانت الطامة الأكبر على منصة تسليم الميداليات وتأخر صعود لاعبى الأهلى ثم رفضهم بطريقة ذكية الصعود لاستلام الميداليات لوجود رئيس نادى الزمالك وقيامه بتسليم الميداليات للاهلى وتصدى علاء عبد الصادق رئيس جهاز الكرة بالاهلى لهذه المشكلة وصعد للمنصة وتجاهل تماما وجود مرتضى منصور وتخطاه ولم يصافحه، الامر الذى اخرج رئيس الزمالك عن شعوره ونسى انه على المنصة بجوار كبير الياوران ووزير الشباب والرياضة و قام بالقاء الميداليات الخاصة بلاعبى الاهلى من على المنصة فى صورة لا تليق بالشخصيات الموجودة فى المقصورة الرئيسية وانتهت بحرب تصريحات بين الجانبين بصورة اساءت للكرة المصرية ومسئولى اتحاد الكرة فى ذلك وظهوره كالعاجز لمواجهة كل من يخرج عن النص. مشهد منصة استاد بترو سبورت 2015 أعاد للاذهان واقعة الحذاء فى استاد القاهرة 2006 وما شهدته المنصة الرئيسية فى وجود الشخصيات العامة فى نهائى كأس مصر بين الأهلى والزمالك التى انتهت بفوز الاحمر 3/ صفر. وكانت الأحداث وقتها قد بدأت بهتافات الجماهير ضد مرتضى منصور مما اخرجه عن شعورة وحاول الاحتكاك بجمهور الأهلى ثم قام بخلع حذائه ووضعه على المنصة فى وجه محمود باجنيد أمين صندوق الأهلى حينذاك، الامر الذى اثار محمد عبد الوهاب عضو مجلس الاهلى وحدثت مشادة عنيفة بينه وبين مرتضى منصور كادت تصل الى الاشتباك بالايدى لولا تدخل حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة وقتها وفض الاشتباك وعاد كبار الشخصيات الى المنصة بعد ذلك وتوترت الأجواء وأقيمت مراسم التتويج بسرعة فى نهاية الحدث. لم يتعلم اتحاد الكرة من دروس الماضى ورغم انه يعلم تماما بتوتر العلاقات بين مرتضى منصور ومجلس إدارة الأهلى بالكامل فإنه لم يراع ذلك خاصة عند تسليم الميداليات وتنظيم عملية الصعود والنزول وتحديد عدد القائمين بتسليم الميداليات فى ظل الأوضاع السائدة والعلاقات السيئة بين المجلسين. وكانت النتيجة صورة سيئة تعبر عن الكرة المصرية امام العالم فى مناسبة كروية كبرى ولن يستطيع اتحاد الكرة معاقبة طرف دون الآخر ولن يجرؤ على اتخاذ مواقف متشددة تجاه الناديين. ضاعت القيم والمبادئ على مقصورة استاد بتروسبورت وتاهت الحقيقة وأصبحت لا تعرف من الجانى ومن المجنى عليه فإذا كان علاء عبد الصادق قد اخطأ بتجاهل مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك على المنصة وتخطيه وعدم مصافحته فإن ذلك ناتج عن حرب من التصريحات والاتهامات التى خرجت من مرتضى منصور ضد رئيس جهاز الكرة بالاهلى فالاجواء مشحونة والعلاقات سيئة وهذا بالطبع ليس مبررا لكى يقوم رئيس نادى الزمالك بالقاء ميداليات النادى الأهلى من على المنصة فى وجود كبير الياوران ووزير الشباب والرياضة وممثل اتحاد الكرة. فى كل مسابقات العالم، تعكس مثل هذه المناسبات مدى رقى الساحرة المستديرة فى البلد التى تنتمى اليه وقد شهدنا كيف يتم الاحتفال ببطل الدورى الاسبانى سواء فى نهاية الموسم أو فى بدايته ولكن عندنا الوضع مختلف بسب أشياء كثيرة منها الأخلاق الغائبة واللوائح الضائعة والشخصيات الضعيفة.