الشارع فى انتظار حكومة جديدة ..مبدعة فى حلولها ..جريئة فى اقتحام المشكلات..باترة فى مواجهة الفساد..عميقة الاحساس بالفقراء وغير القادرين ..وزراؤها بأفكار شابة..وعقول منفتحة..لا تعاند بل تستوعب وتعالج..ضبط الأسعار مطلب تكرر كثيرا على ألسنة قطاع عريض من الشارع المصرى وكان القاسم المشترك بين شرائح عمرية واجتماعية متباينة فالشباب يشكو قلة الدخل وكثرة وتنوع الإنفاق، « خالد « يتحدث عن تكلفة المواصلات وشراء الحد الأدنى من الملابس مما يضطره للجوء لسوق المستعمل للحصول على طقمين للصيف ومثلهما للشتاء. اللحوم المستوردة كريمة « ربة منزل تبدو شكواها من الأسعار أكثر مأساوية ربما لأنها لم تحدثنا فقط عن مواصلات وملابس وإنما عن أكل وشرب بمعدل وجبتين يوميا بعد أن تم إلغاء وجبة العشاء، وتضيف محدثتنا: الكارثة أن الارتفاع الجنونى أصاب كل شيء وورقة بمائة جنيه أصبحت لا تكفى شراء عدة كيلوات من الفاكهة. الموسم الدراسى ومشاكله لا يخلو منه بيت مصرى تقريبا، الدروس الخصوصية التى بدأت مبكرا منذ أول أغسطس ليس فقط لطلاب الثانوية العامة وإنما لطلاب الإبتدائى والإعدادي، إبراهيم السيد حدثنا عن ميزانية الدروس الخصوصية لأولاده التى تبدأ بثلاثين جنيها للابتدائى وتصل لخمسين جنيها للثانوى وذلك فى مجموعات كبيرة، وإن لم نعط أبناءنا الدروس فشلوا لأن مدرس الفصل لم يعد يشرح مثلما كان على أيامنا، فهو متفرغ لسيناريو جمع المال من دم أولياء الأمور الذين يبيعون ويرهنون ويقترضون من أجل الدروس، ورغم أننا سمعنا كثيرا عن محاربة الدولة للدروس الخصوصية فإن الوضع استقر أخيرا بانتصار مافيا المدرسين وجرأتهم بالاعلان على حوائط الشوارع، ولتذهب كل القوانين والضوابط للجحيم!. «الاستهلاكات الشهرية» بند رهيب فى الميزانية كما قال لنا عبد العليم : الزيادة حدثت فجأة وخلال أشهر معدودة قفزت أرقام فواتير الكهرباء والغاز والمياه لأرقام عالية، وأنا أدفع شهريا مائتى جنيه كهرباء وليس لديّ تكييف، وكل المنزل لمبات موفرة، وزاد الغاز نحو أربعة أضعاف فاتورة القمامة تراكم القمامة ظاهرة لا تخفى على أحد ولم تعد تفرق بين المناطق الراقية والمناطق الشعبية فى القاهرة والمحافظات ، ففى كل مكان لابد أن تقع عينيك على كوم متضخم من القمامة، مواطن لم يهتم بذكر اسمه قال: أنا اتحدث باسم كل مصرى يدفع نحو عشرين جنيها شهريا ومع ذلك فالشوارع تكدست بها القمامة إما من المحال ومخلفاتها أو من الأهالى الذين قاطعوا «الزبال» منذ أن وعدتهم الحكومة بالشركات الخاصة التى تتولى جمع القمامة. أزمات زراعية محمد برغش نقيب الفلاحين يطالب بحلول لمشكلاتهم وعلى رأسها أزمة السكر مع فلاحين الصعيد، واستيراد الأرز والتي تقاعست الحكومة فى حلها، وكذلك تفعيل قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتأمين الصحى للفلاحين. تغيير مطلوب أجمع عدد من المواطنين على أهمية تغيير الحكومة فى ظل الاوضاع الراهنة، مطالبين بضرورة اختيار الوزراء على اساس الكفاءة لا على اساس المحسوبية وأهل الثقة للعبور بمصر إلى بر الأمان، خاصة ونحن مقبلون على الاستحقاق الأخير من خريطة الطريق والمتمثل فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، يرى محمد عيد »محاسب« أن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بقبول استقالة وزارة محلب وتشكيل حكومة جديدة برئاسة وزير البترول شريف اسماعيل خطوة على الطريق الصحيح، خاصة بعد الشائعات التى ترددت حول تورط بعض الوزراء السابقين فى قضايا فساد، على حد قوله. وأضاف عيد أن الشارع كان ينتظر هذا التغيير بفارغ الصبر بعد التصريحات المتخبطة من جانب الوزراء السابقين فيما يتعلق بالتعليم العالى والاستثمار والسكان وقضايا أخرى كثيرة تمس حياة المواطنين وأكل عيشهم. وأعرب عن أمله فى أن تكون الحكومة الجديدة معبرة عن أمال وطموحات الشعب المصري، مؤكدا ان التغيير كان مطلبا جماهيريا بحكم ما تشهده البلاد من حربها ضد الإرهاب والتصدى للمحاولات الخارجية التى تريد إضعاف مصر. واتفق ايمن عبدالله خبير قانونى مع الرأى السابق، وقال إن تغيير الحكومة قرار صائب ولكنه تأخر كثيرا لان الواقع يؤكد فشل عدد كبير من الوزراء فى تنفيذ تكليفات الرئيس بالاهتمام بالمواطن، خاصة ان المرحلة المقبلة تتطلب وزراء على قدر من المسئولية يبذلون اقصى الجهد والتفانى فى عملهم لرفعة شأن وطنهم والقضاء على الفساد المستشرى فى الوزارات. من جانبه لفت احمد توفيق »محام« إلى الانتباه إلى الاداء الضعيف لحكومة محلب، مؤكدا ضرورة اختيار وزراء اكفاء لديهم الحس السياسى والتناغم فيما بينهم لعبور الكثير من المشكلات خاصة الاقتصادية التى تحتاج لفكر جديد ومنظم لتجاوزها بسلام.